"و تطول القائمة إن أردنا سرد هذه البرامج التي وجدت لمسخ
العادات و التقاليد العربية و الاسلامية ليحل محلها عادات
ليس من غالبية مجتمعاتنا العربية و الاسلامية"
الأخت، همس الحنين..
لا خلاف على أن المسلمين و خاصة الناشئين منهم، المتلهفين للحياة و المباهج، الساذجين بعد و لم يكتسبوا خبرة التحرز و الحرص هم هدف للكثير من أعداء الدين. غير أن الاسلام و هو الداعي للتفكر و التأمل يخبرنا أن علينا الوثوق بهويتنا و عدم التحول إلى إمَّعة. فإذا هل هو خطأ إم بي سي أم خطأ المشاهدين ؟ و إذا كان قد تكرر من قناة إم بي سي استنساخ برامج غربية قد تهدف مباشرة أو بطريقة غير مباشرة لإيذاء الفكر الإسلامي، فلمَ إذا و بالرغم من هذه المعرفة السابقة ما زال نفس المشاهدين المتبرمين: يشاهدون!
من الخطأ أن نكون ضحية دائما، و تكرر استغفالنا ما هو إلا ناتج عن غفلة لم تزاح. فخطأ من هذا؟
أليس على المشاهد - المدرك لكونه مُسْتَهْدَف - أن يفكر في ماهية ما يتابع قبل أن يستغرب و يعيش دور الضحية الذي لم يمل منه بعد؟ أليس عليه بناء وعيه بدلا من التباكي و التشكي من كمية الاستغفال الذي تعرض له و الذي لا يتوقف ففي كل مرة يعود بسذاجة ليثق في كل ما يقدم إليه دون أن يكلف نفسه عناء السؤال؟!
في الحقيقة أنا لا أعتقد أن البرنامج الأصلي / أميركان آيدول / وجد خصيصا لمهاجمتنا لأن البرنامج قديم و ليس بجديد فلم الانتظار؟! لمَ لمْ يقدم إلى العرب إلا بعد سنوات من صدوره؟! لكن من المحتمل بالطبع أن يكون من قاموا بتعريبه لديهم أهداف معينة. أقول محتمل ولا أقول أكيد.
و أحب أن أضيف أن التشكي الدائم و القول بأننا ضحية للغرب هو من أولى الخطوات في السماح للمغرضين باستضعافنا. فبدلا من القول أننا ضحايا، لمَ لا نربِّي وعيًا، يجعلنا حذرين و متحرزين؟ لمَ لا نبني ثقة بأنفسنا تجعلنا نتوقف عن التمثُّل بهم كـ " قدوة " إلا فيما يفيد من أفعالهم بدلا من السماح لأنفسنا بالوقوع ضحية على مدى زمن طويل؟!
و ألفتُ نظرك إلى أن معرِّبي البرنامج ليسوا فقط من بإمكان هؤلاء المغرضين الاندساس بينهم، بل أيضا من يكررون الشكوى و يزرعون إحساسا بالدونيَّة بيننا فهذا ما تولده الشكوى الكثيرة.
شكرا لك.