صلى اللهُ وبارك وسلّم على خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلين وأفضل الخلقِ كُلِّهم أجمعين
سلامٌ على البوصيري وبردتهِ ، يرحمه الله، وسلامٌ على سُلطان الشّعرِ وملحَمتِه و بارك اللهُ لنا في عُمرهِ وفي علمه
وفي قريحته وشاعريّتهِ التي لا تُضاهى ولا تُساجَل
حقّاً أيُّها السلطان لقد أبدعتَ فأمتَعتَ وأعجزتَ فتربّعتَ تحتَ ظلِّ سِدرة منتهى
الإبداع الأبعادي ،شعراً فاخراً وبياناً ساحرا وجزالةً تُرهق حتى الأسماك في البحر وتعجزها
عن ملاحقةِ تداعي التّفرُّدِ فكراً وصورةً ولُغةً فتمتاحُ عرقاً قبل أن تستغفر لكَ يا سيّدي السّلطان
تقبّل اللهُ كلَّ حرفٍ وفاصلةٍ وكلمَةٍ وفِكرةٍ و صورةٍ وأوجَبَ لك بها شفاعَةَ الحبيب المصطفى عليهِ أفضل الّصّلاة والسّلام
وأقرّ عينُك بقُربِ صلاح أمّتِهِ وبرجوعها إلى الحَقِّ المُبين ..
.....
يا نادلاً للحَــرفِ يا باخوسَــهُ
يا مَن بامــركُمُ تُدارُ كؤوسُــهُ
إيهِ وزُفِ ليَ الحـــروفَ أنيقَةً
وكما تُزَفُ إلى العَروسِ عَروسُهُ
إمّا انتشيتُ فلا تُفِقني وانتظِـر
حتى إذا جلتْ الصّباحَ شموسُهُ
بادَرتُ للصّفِ الذي تختارُ لي
لأنال عِلمـــاً لا تُمَلُّ دروسُـــهُ