( 2 ) -
الدالية بلغت تمام شيخوختها ؛ لم يعد عنبُها يغوي , و لا زبيبها يصلح حتى لأمسيات البرد ,
كلما مرَّتْ صباحاً على بَنيها اختنقت في وريقاتها دمعاتٌ أزلية , حيث ذاك أقصى جهدها , فتحمل أوجاعها على بصمات وجهها , و ما في يديها حتى مسحة ترياق .
كل ما تبقى في همتها بعضُ أسمال عزيمةٍ تكاد لا تقوى على إشاحة وجهها المتغضن بكاءً منذ أزمنة الصبا , فترفع ما تبقى من يباس وريقاتها للسماء ,
و تلهج ببعض نسغ غصيناتها العصية على بلوغ العزم ....
مودتي