انحسر اتساع ابتسامتي ... كان مداها يكاد يقرع جرس القهقهة ...
حدّثتك عن كل شيء ... و كأني أحدث نفسي ...
و إنصاتك لم يسبب لي اضطراباً ... و أنا أفشي لكَ عني كل ما من شأنه أن يجعلني مضطربة !
ربما لأنك غدوتَ نفسي ... و لا أراك إلا مجرد طيف يجالسني ...
لذا ... تنصت لا أكثر ...
و هل يمكن للطيوف ان تفعل أكثر من ذلك ؟
من أن تتشبه بأصحابِها ... و كأنهم جاءوا بلا حواسهم أو بالأحرى ... جاءوا بحواس مجمَّدَة !
لا بأس ... هذا الأمر يكفي على أي حال ... لن أتمني أكثر ...
على الأقل ... أكون في مأمن من رعونتك ... إذا استقرأت غبائي و ثار جنونك !
و أبقى على يقين من أني إذا أسأت إلى طيفكَ بعتابٍ ... لن تجد لك منصة دفاع و تبرير لتلقي على مسامع قلبي خطبة عصماء ...
تخرج بعدها بريئاً ... و حول معصمي أصفاد اللوم ...
من المناسب جداً ... أن نجلس متقابلين .. أنا و الطيف الأخرس ...
تفصل بيننا مسافة خيال ... تحجب عنكَ انفعالاتي المتباينة ...
كلما طال بك الخرس ... و استبدت بي الرغبة لعناقك ...
... منذ زمن طويل ... لم أبتسم يا رجل ... !!