منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ تَحْدِيْثُ مَكْتَبَةِ أَبْعَاد ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2010, 03:28 PM   #10
قمر
( عِطْر فَانَّيْلا ؟؟؟ )

الصورة الرمزية قمر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

قمر غير متواجد حاليا

افتراضي


حَقَّا إِنَّهَا رِوَايَة جَمِيْلَة وَّمُثِيْرَة أَشْكُرُك كَثِيِرَا عَبْدُالْعَزِيْز رَشِيْد




مَدِيْنَة افْلَاطَون

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



جُمْهُوْرِيَّة افْلَاطَون, لِمَعْرِفَة جُذُوْر الْفَلْسَفَة الْغَرْبِيَّة فِي الْحُكْم , هَذَا الْكِتَاب كَتَبَه أَفْلَاطُوْن عَلَى لِسَان أُسْتَاذِه سُقْراط, حَوَالَي 400 قَبْل الْمِيْلَاد, وَهُو عَبْقَرِي بِلَا شَك, حَيْث تُنَاوِل مُنَاقَشَة قَضَايَا تَخُص الْدُّوَل وَالْمُجْتَمِعَات الْشَّرْقِيَّة وَالْغَرْبِيَّة مُنْذ فَجْر الْتَّارِيْخ الْإِنْسَانِي , وَحَتَّى يَوْمِنَا هَذَا يُنَاقِش أَفْلَاطُوْن فِي بِدَايَة الْكِتَاب فِكْرَة الْعَدَالَة, وَكَيْف نَبْنِي دَوْلَة عَادَلَة أَو أَفْرَاد يُحِبُّوْن الْعَدَالَة



يُقَدِّم سُقْرَاط فِي الْمُحَاوَرَات دَاخِل الْكِتَاب تَعْرِيْفا لِلْعَادِل وَهُو الْحَكِيْم وَالْصَّالِح , وَإِن الْمُتَعَدِّي هُو الْشِّرِّيْر وَالْجَاهِل وَهُو يَظُن ان الْانْسَان يَمِيْل بِطَبْعِه الَى الْتَّعَدِّي أَكْثَر مِن الْعَدَالَة, وَالْدَّوْلَة يَنْبَغِي أَن تَعْلَم الْافْرَاد حَب الْعَدَالَة وَيُشْبِه أَجْزَاء الْدَّوْلَة بِأَجْزَاء الْإِنْسَان ... الْدَّوْلَة تَنْقَسِم الَى : طَبَقَة الْحُكَّام , طَبَقَة الْجَيْش , طَبَقَة الْصُّنَّاع وَالْعُمَّال




وَيُقْسَم الْانْسَان الَى : الْرَّأْس وَفِيْه الْعَقْل, وَفَضِيْلَتِه هِي الْحِكْمَة الْقَلْب , وَفِيْه الِعِاطِفِة, وَفَضِيْلَتِه هِي الْشَّجَاعَة الْبَطْن, وَفِيْه الْشَّهَوَات, وَفَضِيْلَتِه هِي الاعْتِدَال وَالْدَّوْلَة الْعَادِلَة هِي الَّتِي يَقُوْم كُل فَرْد فِيْهَا بِالْعَمَل الْخَاص بِطَبِيْعَتِه : الْحَاكِم يَحْكُم, الْجُنْدِي يَحْمِي , الْعَامِل يَشْتَغِل وَهَكَذَا تَكُوْن فِكْرَة الْعَدَالَة فِي الْنَّفْس الْبَشَرِيَّة : الْعَقْل يُضْبَط الْشَّهَوَات, الْعَوَاطِف تُسَاعِد الْعَقَل فِي عَمَلِه, كَالْغَضَب ضِد الْاعْمَال الْمُنْحَطَّة وَالْخَجَل مِن الْكَذِب وَالْعَدَالَة الاجْتِمَاعِيَّة هِي جُزْء مِن هَذِه الْعَدَالَة الْدَّاخِلِيَّة / عَدَالَة الْنَّفْس




ثُم يَتَسَاءَل : هَل نَطْلُب الْقُوَّة أَم نَطْلُب الْحَق؟ وَهَل خَيْر لَنَا ان نَكُوْن صَالِحِيِن أَو أَن نَّكُوْن أَقْوِيَاء؟ أَمَّا أَنَا فَأَرَاهَا أَسْئِلَة خَطِيْرَة مَا زَالَت تُشَغِّل بَال الْنَّاس الَّذِيْن يُفَكِّرُوْن وَيَتَسَاءَلُوَن عَمَّا يَحْدُث فِي الْعَالَم الْيَوْم, وَأَي مَنْطِق هُو الْسَّائِد, مَنْطِق الْحَق ام مَنْطِق الْقُوَّة؟ وَيَقُوْل سُقْرَاط فِي الْمُحَاوَرَات ان الْطَّمَع وَحُب الْمَزِيْد مِن الْتَّرَف هِي الْعَوَامِل الَّتِي تَدْفَع بَعْض الْنَّاس لِلْتَّعَدِّي عَلَى الْجِيْرَان وَأَخَذ مُمْتَلَكَاتِهِم, أَوَالتَزَاحِم عَلَى الْأَرْض وَثَرَوَاتِهَا, وَكُل ذَلِك سَيُؤَدِّي الَى الْحُرُوْب وَيَقُوْل ان الْتِّجَارَة تَنْمُو وَتَزْدَهِر فِي الْدَّوْلَة, وَتُؤَدِّي الَى تَقْسِيْم الْنَّاس بَيْن فُقَرَاء وَأَغْنِيَاء, وَعِنْدَمَا تَزِيْد ثَرْوَة الْتُّجَّار تَظْهَر مِنْهُم طَبَقَة يُحَاوِل أَفْرَادِهَا الْوُصُول الَى الْمَرَاتِب الاجْتِمَاعِيَّة الْسَّامِيَة عَن طَرِيْق الْمَال, فَتَنْقَلِب احْوَال الْدَّوْلَة, وَيُحْكِمُهَا الْتُّجَّار وَأَصْحَاب الْمَال وَالْبُنُوك, فَتَهْبِط الْسِيَاسَة, وَتَنْحَط الْحُكُوْمَات وَتَنْدَثِر ثُم يَأْتِي زَمَن الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة, فَيَفُوز الْفُقَرَاء عَلَى خُصُوْمِهِم وَيُذَبِّحُوْن بَعْضُهُم وَيَنْفُون الْبَعْض الْاخِر وَيَمْنَحُون الْنَّاس أَقْسَاطَا مُتَسَاوِيَة مِن الْحُرِّيَّة وَالسُّلْطَان.. لَكِن الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة قَد تَتَصَدَّع وَتَنْدَثِر مِن كَثْرَة دِيمُقَرَاطَيَّتِهَا, فَإِن مَبْدَأَهَا الاسَاسِي تُسَاوِي كَل الْنَاس فِي حَق الْمَنْصِب وَتَعْيِيِن الْخُطَّة الْسِّيَاسِيَّة الْعَامَّة لِلْدَّوْلَة.. وَهَذَا الْنِّظَام يَسْتَهْوِي الْعُقُوْل, لَكِن الْوَاقِع أَن الْنَّاس لَيْسُوْا أَكْفَاء بِالْمَعْرِفَة وَالتَّهْذِيْب لِيَتَسَاوَوا فِي اخْتِيَار الْحُكَّام وَتَعْيِيِن الْافْضَل, وَهْنَا مَنْشَأ الْخَطَر.. يَنْشَأ مِن الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة الاسْتِبْدَاد, إِذَا جَاء زَعِيْم يُطْرِي الْشَّعْب دَاعِيَا نَفْسِه حَامِي حِمَى الْوَطَن, وَلَّاه الْشَّعْب الْسُّلْطَة الْعُلْيَا , فَيَسْتَبِّد بِهَا... ثُم يَتَعَجَّب سُقْراط مِن هَذَا وَيَقُوْل : إِذَا كُنَّا فِي الْمَسَائِل الْصَّغِيْرَة كَصُنْع الاحْذِيَة مَثَلا لَا نَعْهَد بِهَا الَا الَى اسْكَافِي مَاهِر, أَو حِيْن نَمْرَض لَا نَذْهَب الَا الَى طَبِيْب بِارِع , وَلَن نَبْحَث عَن اجَمَل وَاحِد وَلَا أَفْصَح وَاحِد وَإِذَا كَانَت الْدَّوْلَة تُعَانِي مِن عِلَّة , أَلَا يَنْبَغِي ان نَبْحَث عَن أَصْلِح الْنَّاس لِلْحُكْم ؟





ثُم يَقُوْل ان الْدَّوْلَة تُشْبِه ابْنَاءَهَا, فَلَا نَطْمَع بِتَرْقِيَة الْدَّوْلَة الَا بِتَرْقِيَة ابْنَائِهَا.. وَتَصَرُّفَات الْانْسَان مَصْدَرُهَا ثَلَاثَة: الْشَّهْوَة : وَهَؤُلَاء يُحِبُّوْن طَلَب الْمَال وَالْظُّهُور وَالْنِّزَاع, وَهُم رِجَال الصِّنَاعَة وَالْتِّجَارَة وَالْمَال الِعِاطِفِة: وَهَؤُلَاء يُحِبُّوْن الْشَّجَاعَة وَالْنَّصْر وَسَاحَات الْحَرْب وَالْقِتَال, وَهُم مِن رِجَال الْجَيْش الْعَقْل : وَهَؤُلَاء أَقَلِّيَّة صَغِيْرَة تَهْتَم بِالتَّأَمُّل وَالْفَهْم , بَعِيْدُوْن عَن الْدُّنْيَا وَاطْمَاعِهَا, هَؤُلَاء هُم الْرِّجَال الْمُؤَهَّلِين لِلْحُكْم, وَالَّذِين لَم تُفْسِدَهُم الْدُّنْيَا وَيَقُوْل أَن افْضَل دَوْلَة هِي الَّتِي فِيْهَا الْعَقْل يَكْبَح جِمَاح الْشَّهَوَات وَالْعَوَاطِف يَعْنِي , رِجَال الصِّنَاعَة وَالْمَال يُنْتِجُوْن وَلَا يَحْكُمُوْن, وَرِجَال الْحَرْب يَحْمُوْن الْدَّوْلَة وَلَا يَتَسَلَّمُون مَقَالِيْد الْحُكْم, وَرِجَال الْحِكْمَة وَالْمَعْرِفَة وَالْعِلْم , يُطْعِمُوْن وَيَلْبَسُوْن وَيَحْمُون مِن قَبْل الْدَّوْلَة , لِيَحْكُمُوْا... لِأَن الْنَّاس إِذَا لَم يَهْدِهِم الْعِلْم كَانُوْا جُمْهُوْرا مِن الْرُّعَاع مِن غَيْر نِظَام , كَالشَّهَوَات اذَا اطْلِق الْعِنَان لَهَا الْنَاس فِي حَاجَة الَى هُدَى الْفَلْسَفَة وَالْحِكْمَة... وَإِن الْدَّمَار يَحِل بِالْدَّوْلَة حِيْن يُحَاوِل الْتَّاجِر الَّذِي نَشَأَت نَّفْسِه عَلَى حُب الثَّرْوَة أَن يُصْبِح حَاكِما , أَو حِيْن يُسْتَعْمَل الْقَائِد جَيْشِه لِغَرَض دِيكْتَاتَّورِيّة حَرْبِيَّة





ثُم يَقْتَرِح سُقْراط طَرِيْقَة صِنَاعَة هَؤُلاء الْقَادَة الْحُكَمَاء, وَان تُرَبِّيَهُم الْدَّوْلَة مُنْذ الْصِغَر عَلَى الْفَضِيْلَة وَالْعِلْم, وَان يَجْتَازُوْا امْتِحَانَات كَثِيْرَة حَتَّى يَبْلُغُوْا سِن الْخَامِسَة وَالْثَّلاثِيْن , فَيَخْرُجُوْا لْمُخَالَطّة الْنَاس فِي الْمُجْتَمَع وَكُل الْطَّبَقَات , وَيَرَوْن كُل الْحِيَل وَالْدَّهَاء الَّذِي عِنْد بَعْض الْنَّاس , حَيْث هَكَذَا يُصْبِح كِتَاب الْحَيَاة مَفْتُوْحَا أَمَامَهُم..... ثُم مِن غَيْر( خُدِع وَلَا انْتِخَابَات ) يُعَيِّن هَؤُلَاء الْنَّاس حُكَّامَا لِلْدَّوْلَة, وَيَصْرِف هَؤُلَاء نَظَرِهِم عَن كُل شَيْء آَخَر سِوَى شُؤُوْن الْحُكْم, فَيَكُوْن مِنْهُم مُشَرِّعَيْن وَقُضَاة وَتَّنْفيِذيِين وَخَوْفَا مِن وُقُوْعِهِم فِي تَيّار حَب الْمَال وَالسُّلْطَان, فَإِن الْدَّوْلَة تُوَفِّر لَهُم الْمَسْكَن وَالْمَلْبَس وَالْحِمَايَة, وَمَمْنُوع ان يَكُوْن فِي بُيُوْتِهِم ذَهَب او فِضَّة... وَطَبْعا سَتَكُوْن اعْمَارِهِم لَا تَقُل عَن خَمْسِيْن سَنَة, وَهِي سِن الْنُّضُوج وَالْحِكْمَة كَمَا يَقُوْل سُقْرَاط وَإِذَا كُنَّا فِي ظُرُوُف لَم نَحْصُل عَلَى مِثْل هَؤُلاء, فَعَلَى الْاقَل نَفْحَص مَاضِي هَذَا الْمُرَشَّح لِلْحُكْم , كَم عِنْدَه مَبَادِيْء كَم عِنْدَه نَزَاهَة؟ كَيْف أَمْضَى حَيَاتَه قَبْل اسْتِلَام الْحُكْم ؟ هَذِه هِي أَبْسُط طَرِيْقَة.... وَفِي الْنِّهَايَة يَقُوْل ان الْعَدَالَة اذُن هِي لَيْسَت الْقُوَّة الْمُجَرَّدَة, وَهِي لَيْسَت حَق الْقَوِي, انَّمَا هِي تَعَاوُن كُل اجْزَاء الْمُجْتَمَع تَعَاوُنا مُتَوَازِنَا فِيْه الْخَيْر لِلْكُل





طَبْعَا بِالْنِّسْبَة لِي الْكِتَاب مُذْهِل, لِانَّه كَتَب قَبْل حَوَالَي 2400 سُنَّة, وَتَكَلَّم عَن مَشَاكِل مَازَالَت الْمُجْتَمَعَات تُعَانِي مِنْهَا... قَد يَبْدُو مِثَالِيَّا , لَكِنَّه لَا يَخْلُو مِن وَاقِعِيَّة وَمَنْطِقِيّة...


لِتَحْمِيْل الْكِتَاب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


http://www.4shared.com/file/45211043.../__online.html

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

قمر غير متصل   رد مع اقتباس