تائه
خلتني على قيد الحياة كالوليد يستمطر في أودية الحياة زهورا ً حيَة ومواقيت لاذعة يشوبها أبد الآمال الّتي لا تنضب , كانت الشمس تسترخي في رمضاء قلبي , والقمر أحقّ حنان يسعد تلك النبضات الرهيفة , حتى السماء الشجيَّة رغم إحمرار حُزني يتمهَّدها الإتساع, حينها جاءوعد الفجيعة ساعة غيبوبة فكر وحس , من بعد إرتحالك يا أبتي سقطت مني الألوان , لا ريشة أرسم بها إخضرارا ً ولا تعابير , فالعنونة في فقدك مسلوبة الإيضاح , أسترجع بحول ربّي مصاب الأشياء داخلي , ولا تفيقني لسعة الدهر من عصيّ التذكر الذي خاب في حلمٍ لا تستوعبه مظانّ نفسي الضائعة , ككل الأيام يغدوني رياح مسمومة تفقدني البوصلة في استرداد مواقعي , فوجهك المحتوى , وأنا الصغير عند قدميك أغزل من صوف الحياة رداء وطن وبسمة رغداء , فالأمكنة مع إقفرارها دونك باكية , تغادرها الأضواء , يغادرها الوجود .
هل تراني أسترجع لملمة خيباتي معك وأنت حاضر لأستعيدها وقد واراك الثَّرى .؟
كم من خطوة عمياء سأتكلَّفها وسلّم حضورك ذكرى كئيبة تأسر واقعي عن المضيَ , وكم مجدٍ سأصنع وأساس المجد بسمتك حين ترخي عينيك بحنوّ على فقير حالي !
سلامٌ عليك يا صديقي في حلِّك وترحالك , في مجدك وعليائك , على قلبك المتَّسع كوطن , على رحيم كرمك حين يضفي مسحة البقاء في وجه المحروم , حين تختال عزيزا ً في علّيين بإذن ربّك .