منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعض من عرفت ( الجزء الثانـي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2013, 12:07 PM   #5
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



بعض من عرفت
( الجزء الثاني )
(4)

كـمْ من فتى تحســبه ناسكـا يستقبل الليل بأمر عجيب
القى عليه الليل استاره فبات في لهوٍ وعيش خصيب

يحي بن خالد البرمكي

عبد العزيز ( صديقي الذي اراد غوايتي )


بعد خلاصي من الأبتدائيه وشبحها البغيض مادة الحساب , قررت ان اتابع دراستي مساء لأتفرغ لعمل استرزق منه , كان ذلك عام 1970م .
فسجلت في المدرسة المتوسطه نظام ليلي , متكلا على الله ان يعينني على بلادتي في تلك الماده الصعبة علي .
جاورني في طاولة الدرس طالب اكتشفت بعد اسبوع انه يشبهني في بعض طباعي الأنسانيه ولأجل هذا كنا نترافق في المدرسه ثم تجاوزنا اسوارها الى البيوت , وقبلها كنا نخرج احيانا من الدرس لنتسكّع في الأسواق ونشتري ماطاب لنا من الكتب والمجلات نتداولها بيننا , فما يشتريه هو امتنع عنه انا والعكس , كي نوفر المال القليل .
امضينا شهرين معا في المدرسه بغير اهتمام , ودون ترتيب استقر الأمر على ترك المدرسه والأكتفاء بما مضى , هو من البدايه لم يكن مهتما وكأنه جاء يتسلى !
اما انا فقد اكتشفت ان هناك مادة اخرى اسوأ من مادة الحساب اسمها ( الجبر ) ... لذا تركت الدراسة غير مأسوف عليها , كنت اتعارك مع مادة الحساب من قبل , بكسورها الأعتياديه وتجزأتها التي لم افهم فيها شيء الى اليوم , ثم افاجأ بمادة الجبر ومصطلحاتها ( سين + صاد ) الخ؟
احسست ان من وضع هذه المواد يقصدني انا ... بعد الأرقام جاءت الحروف !؟ ولاحول ولاقوة الا بالله .
وبعد تفكير سريع وطاولتي تشكو مكوثي , وقفت شامخا , وطويت كتبي واقلامي واستأذنت , مغادرا غير نادم , مودعا الدراسة الى الأبد .
احسست اني انعتقت من عبودية الدرس وظلم الحساب والجبر ( لو كانا رجلين لقتلتهما وارحت العباد من شرهما )

حين وصلت اعتاب المدرسه اذْ بصديقي يلحق بي ليسألني عن الأمر .
اجبته بغير اهتمام ( قررت ترك الدراسه )
فضحك ملء شدقيه وقال : وانا معك .
وكأننا قررنا غزو الكفار طلبا للشهاده !؟

تركت المدرسه لكن صديقي لم يتركني , ولأنه مثلي عاشق للكَتب محب للحياه فقد وجد عندي ماجعله يتمسك بي , دعاني ذات ليله الى العشاء بمنزله ,ورؤية مالديه من كتب ولم امانع , واكتشفت ان منزله ليس بعيد عن حيّــنا , يمكن الوصول اليه بالأقدام .
بعدها تزاورنا كثيرا وقرأنا اكثر وتصعلكنا في الأسواق ماطاب لنا , وكل يوم تكبر صداقتنا , استمر هذا الحال ثلاث سنوات او تزيد قليلا .
كنا نتزاور بلا موعد , فلا تلفونات ولا أمر يستحق ان نطبع له كروت دعوه , كانت صداقتنا بسيطه جدا وارتياحنا لبعضنا اعفانا من الرسميات .

بعد هذا الزمن زرته في احدى الأمسيات , استقبلني في صالون منزله , لكني لاحظت انه يطيل الصمت وحديثه مجزّأ , فسألته إن كان مريضا ؟
نفى هذا عنه .. بعد دقائق استأذنت فأذن لي , مما زاد غرابتي فمن عادته ان يستبقيني .

بعد اسبوع كررت الزيارة لأطمئن عليه , فوجدت لديه ثلاثه او اربعه لاأذكر , مجموعة وجوه لا أعرفهم واحسست انهم تحرّجوا من وجودي فأخذوا بالأستئذان تباعا وانا في حيرة من امري واحسستني متطفلا , فهممت بالخروج لكن صديقي اشار بيده لأجلس فجلست .

وفجأة مدّ يده اسفل الكرسي الذي يجلس عليه واخرج صحنا صغيرا يحوي لفائف من التبغ بحجم اكبر من المألوف , فأخذ لفافة وناولني اخرى .
سألته ماهذا ولما حجمها كبير , اجابني وهو يبتسم :
هذا اللي بيخليك في دنيا غير الدنيا .
وحين لاحظ وجومي واستنكاري وجهلي , لم يتردد بقوله تسمع عن ( الحشيش ) قلت اسمع عنه , قال هذا هو , جربه وسوف تدعو لي !
قلت له اسمح لي انا لااستعمل شيئا لاأعرفه .
ولأنه قرر ان اشاركه , ترك كرسيه وجاء ليجلس الى جواري وانا ارقبه بدهشه , وتذكرت شيئا وقلت في نفسي لابد انه في تلك الليله السابقه كان يستخدم هذا الشيء , لم نكن نعرف في تلك الأيام مسمى ( مخدرات ) ومثلها مسمى ( ارهاب ) كانت الحياة مختلفه تشعّ بساطة وحب ونوايا حسنه .

اخذ صديقي ينفث علي من لفافته , وبدأ تأثيره علي لأني احسست بثقل وهبوط وأخذت جبهتي في التعرّق , واحسست المكان كمرجيحة , حينها ادركت ان الأمر قد يسوء ويصل معي الى مالاتحمد عقباه .
فاستأذنت بالأنصراف وهو يعتذر ان كان ضايقني إنما اراد لي ان ازيح الهم عن نفسي ( رغم اني ماشكوت له هما )!
في تلك الليله لا أدري كيف وصلت بيتنا , ماأعلمه اني نمت حتى ضُحـى اليوم التالي , الأمر الذي اغضب والدتي لأني غبت عن عملي ولازلت جديدا فيه , ولازالت كلماتها الثائرة الحنون تطرق سمعي وهي توقضني : تراهم بيفصلونك .

بعد اسبوع جاء لزيارتي مكررا اعتذاره ويدعوني لتناول العشاء بمنزله , فاشترطت عليه ان لايستخدم تلك اللفائف فتعهد بذلك .
لكنه بعد العشاء اخذ يحدثني عن مزايا مايستخدمه وان ماحصل معي تلك الليله فقط لأنها اول مره ومع التعوّد يصبح الأمر سهلا يسيرا .
واخذ يغريني باستخدام ولو لفافة واحده واذا لم استطيبه اتركه .
.
وامام الحاحه ووخز الشيطان استسهلت الأمر وتناولت منه واحدة وقررت ــ بناء على توجيهاته ــ ان لا آخذ نفسا قويا بل اتدرّج حتى اتعوّد , وبدأت التعاطي معه تلك الليله , لكني استبعدتها بعد انفاس قليله , لأني احسست بهبوط وضيق في الصدر , واستعاد لفافته , وهو يقول لابأس اول مره , تأكد المره الجايه راح يكون اسهل .

استأذنت فقد حان وقت رقادي كالمرة السابقه .
في الصباح قررت امرا لن أحيد عنه , لازيارات لمنزله وإن رغب بزيارتي فأهلا به .

مضى اسبوعان واذا بصديقي يشرفني بزيارته ويسأل عن سبب ( المقاطعه )
قلت له بمنتهى الصراحه : اكتشفت ياصديقي ان صداقتنا بدأت تدخل نفقا لاأرجوه لنا , اعذرني إن لم استطع التواصل معك كما كنّــا .
قال لي اذا كانت تلك السجائر تضايقك فلن استخدمها بوجودك , والمهم ان نبقى صديقين .
صدقته لكنه لم ينقطع بل اخذ يستقبل بمنزله وجوها غريبه , فقررت ان اضع حدّا لهذا الأمر , فلا اضمن الأكتفاء بالفرجه وسأجد نفسي يوما احد اللاعبين , وكان لأنتقالنا من ذلك الحي سببا مساعدا على تطبيق القرار .

للأسف اني بعد سنوات , صادفت مرة في السوق احد اقاربه, و سألته عنه وعن اخباره , تردد قليلا قبل ان يجيب , ئم اعلن انه في السجن , لايكاد يخرج منه حتى يعود اليه , اسفت لحاله ودعوت الله ان ينجيه ويتوب علينا جميعا .

القادم صديقي ( ولد التجـار )

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس