صباح بارد ندي
عطرت مسامعي تكبيرات العيد .. الله أكبر ـ الله أكبر ـ الله أكبر
تقوقعت على نفسي وهمست أعايدني..
{كل عام وأنتِ بخير{
الله أكبر ـ الله أكبر ـ الله أكبر ـ لا إله إلا الله ـ الله أكبر ولله الحمد
أحقاً ما أسمعها هي تكبيرات العيد؟؟
أعادتني حيث كنت صغيرة أضم عقد الياسمين، وأنثره فواحاً فوق شعري وأنشر الزينة الملونة بين أرجائه، بينما كانت رائحة الحلوى تفوح من كل البيوت..
وصوت التكبيرات "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر" تحيي الفرح في القلوب، وضحكات الأطفال وهم يتراكضون خلف أقربائهم ليحصلوا على "العيدية" تتمازج مع أصوات التهاني بقدوم العيد التي يتبادلها النسوة مع قريباتهن وجاراتهن..
مازلت أذكر صوت أمي وهي توقظ من غلبه النوم، هيا استيقظوا فاليوم عيد، كبروا وهللوا: الله أكبر ـ الله أكبر ـ الله أكبر ـ لا إله إلا الله...
أردت أن أفعل مثلها، لكن صورتها المتوجة جهازي و التي لم يبق لي منها سواها أعادتني إلى واقعي.. وقمت ككل الأيام أتنفسُ حـزناً..
لم يعد للعيد بهجته.. تساقط الفرح منه سنة بعد سنة، حتى وصل إلينا جافاً حزيناً، ممزوجاً بذكريات ماضية نبتسم حيناً عندما نذكرها، ونبكي أحياناً عندما نتذكر أنها مجرد ذكريات.. ذكريات لا أكثر ..