منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - امرأة
الموضوع: امرأة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2012, 04:11 AM   #8
سميراميس
( Shouq )

افتراضي


يا الله ،
باسمك الأعظم أتدثّر .
أبحث عنك دومًا في كل الأنوار و الفضائل و الكلمة الحق ، لأنك النور المنبجس من كل فضيلة..


ــــــ


عندما تُريد أن تتعرف على مستوى حضارة أي شعب ، فانظر إلى قضائِه. مؤلمة جدًا هذه العبارة ، لأنها تبشّر الأمم العادلة بأن الله يرقبهم برضا ، و تُنذر الأمم الظالمة بأن الله يرقبهم بسخط . و من ذا الذي يرغب بسخطه ؟
عندما تُعمى البصائر و يتولى القضاء من ليس أهل له ، عندما تؤخذ معايير معيّنة بالاعتبار للحكم ، عندما تُفجع الأم بوحيدها ، عندما تسرق الأيام و الشهور و السنوات من الأعمار لمجرد حكم ظالم ارتجالي ، عندما ينهار سقف مستقبل شخص ما ليتصدّع على اثره منزل بكامله أو ربما منازل ! . ستحوم في أرجاء هذه المدينة ، أرواح حانقة منذ عصر حمورابي حتى آخر جلسة قضاء حُكم بها ظُلمًا و جورًا ، ستحوم تلك الأرواح التي نفخ الله بها التهديد و الوعيد ، و ستتكفّل بقبض عنق كل ظالم بحبل طويل تشّده منذ أن تغرغر روحه حتى يوم القيامة.
عزيزي / س
يؤلمني جدًا أنك ستقضي محكومية سجن ستة أشهر ، معنى هذا أنك لن تخرج إلاّ بـ 21-11 ، لمجرد جُرم لا أقلل منه ، لكنني أرى هناك الكثير من الشباب في هذا الوطن ، يمارسون ما مارست تحت سقف مخبوء، و لم يُلحق بهم ما لحق بك ؟ أهو الحظ الذي يتذرعون به ؟ هل أؤمن به بعد أن كفرت به سنينًا حتى عندما ساقت لي إحداهن ذات يوم ” إنه لذو حظ عظيم ” المقصود قارون في سياق الآية ، ؟ أم أنك قد جهرت بصحبتك لها أمام الملأ ؟ كلا كلا لا أظن ، هنالك البعض قد جاهروا في صحبة فتيات و لم يلحق بهم ما لح بك. ما الأمر يا س ؟
أأختطاف حقًا ، كما قالوا في ملف التحقيق ؟ كما بنى القاضي الأرعن اعتباراته ؟
كيف تصنّف جريمتك على أنها اختطاف ، و هي صاحبة الـخامسة و العشرين ربيعًا ، برضاها مكثت كل هذه المدة معك ؟ بل أنك أُنهكت معها كثيرًا كي تقنعها بالعودة لذويها ؟ هل للضوء الملقى هذه الأيام على قضية الهاربات دور في ذلك ؟ أجابتك بغنج أن أهلها مسافرين ، و هي أخبرتهم أنها ستمكث في بيت صديقتها ، فلو رجعت الآن للمنزل ستبقى وحيدة لأنها أقنعت أهلها بأنها ستبقى عند صديقتها أسبوع ! إذا حدث و أن أجبرتها على العودة الآن ستضطر للمساءلة من قبل الأهل ، و سيشكك أخوتها الذكور في أمرها ! ـ دهاء لا مثيل له ـ حسنًا ، يا س
أين هم ذويها عندما غابت قبلك مع صديقك ( ن ) يومين ، حدث أن طردها لأنها ألمحت له أنها ستمكث فترة أطول في ملحقه ، بالفعل طردها ، تلقفتها أنت باسم الرحمة و أعمتك العاطفة أيضًا ، و ها قد استجابت و لجأت إليك لتمكث تلك الفترة التي رفضها ( ن ) ؟ لِمَ لم يتساءلوا أهلها عن غياب جوهرتهم المصونة ، درتهم الثمينة إلاّ بعد أن صُحت بها ، عودي لأهلك ، طالت غيبتك !
ثمة تواطؤ بالأمر يا عزيزي ، لست بمحققة جيّدة ، لست بمقام حتى أن أفكّك دهاليز جريمة الاختطاف هذه ! لكنها سخيفة لدرجة الظلم / القهر . لن ألومك على الثقة بها ، من باب الصداقة التي جمعتنا ذات يوم ، بل من باب كيف تثق بمن تملك قلب صدئًا ، ثم إن هذا الصدأ له مسبباته ، حدث أن أخبرتني أنك سألتها : هل خوفك من أهلك هو السبب في عدم العودة ؟ قالت : لا ، لكنني أرغب بقضاء يومين عندك ، أنا خبرت أهلي أنني سأبقى عند صديقتي و رفضت السفر معهم و وافقوا ، لكن صديقك ( ن ) خذلني و طردني بعد أن قضى وطره ، كيف أعود للمنزل و أنا قلت لأهلي سأبقى يومين أو ثلاثة عند صديقتي ! ـ يا قلبها الجبّار ـ
رغم كل ما فعلت ، تبلّت عليك ، و تلبستك الجريمة ، خرج منها ( ن ) بالراحة ، أنت الذي آويتها ، أنت الذي أبقيتها فترة أطول ، أنت الأحمق الذي كنت تؤمن بها كصديقة و لسوء حظك جاء رقمك من ضمن آخر الأرقام المستقبلة على هاتفها بعد أن بلغ أهلها باختفاؤها . يبدو أن سوء الحظ يلائمك تمامًا ..
ماذا قلت للقاضي ؟ نهرتها ، و تشاجرت معها ، لأجل أن تعود لكنها رفضت ، رفضت ، رفضت
بينما نجوب شوارع الرياض ، زاد الشجار ، احتدم الموقف ، مما جعلني أكتفي بالإحسان السابق الذي أكرمتها به ، ففتحت باب السيارة لأرميها حتى سقطت ثم أغلقت الباب و مضيت …. !
إلى أين ..؟
حيث القهر ، و الظلم . و حكم ست شهور مع احتمال جلد ..
قضاء أعرج لاوجه له ، مسخ يتكون من مجموعة أحكام ارتجالية تسيّرها المصلحة . ( س ) قال لي صديق عزيز أنني عاطفية جدًّا في هذا السرد ، و أنني أُصغي لصوت العاطفة أكثر من العقل ، لأنني قللت من جُرمك و صعّدت من جُرم الرفيقة الغادرة ؟ هل بالفعل لأنك تعني لي ، لم أُبصر خطأك إلا بملامح صغيرة جدًا ؟ هل العاطفة خطيئة !؟ اندرجت خلف رفيقة صاحبك باسم الشهوة و الشهوة غريزة لعينة بالمناسبة خاصة في البلدان المسوّرة المكبوتة ، تلك التي يرتفع بها الوعظ و تزدهر أكثر الخطابة الدينية ، لا لتؤدي دورها المأمول بل لتجفف الدين و تضعف الوازع الحضاري قبل الديني . لن ألومك من اقترافك لجزء من بشريتك ( الشهوة ) و لن ألوم الرفيقة على سلوكها ، لأنها عزّزت مفهوم رجعي هو أن البنت تخاف ممن يُهدّد ، ذنبك أنك مسالم ، بطولتك الوحيدة أن قمت برميها من السيارة قسرًا . و تسلسلت الأحداث تباعًا . بعد ذلك لتُحبس كل هذه الفترة لمجرد رفقتك لبنت برضاها . مرض أمك و عجز أبوك و طأطأة رؤوس شقيقاتك ، أضفت للمشهد تراجيدية لم تتخيلها يومًا ..
كتبت هذا ، قبل شهر و نصف تقريبًا ..
إذا بقارئة أجلّها كثيرًا من رفقة الإقلاع القدماء ، لامتني كثيرًا على أنني جعلت بطولتك بالفعل السقيم الذي دخلت على أثره السجن ، مما جعلني اتساءل مجددًا ، هل الجريمة بطولة !؟
اممم ، نعم يا ( س ) هي بطولة لأصحاب المعالي و البشوت و السماحة و اللُحى الـ ( و ) ، بينما لمن هم عاديون ، كلا ليست بطولة ، بل خطيئة ، ينبغي على القاضي أن يحكم عليك أشد العقوبة ، لأنك تلاعبت بالبنت و رميتها بالشارع ..
و لأن قدرك تواطئ مع ظرفك ها أنت تقبع خلف الأسوار ، و أبيك يمسّد لحيته صبح مساء ، عينه لا تزال معلّقة على الباب . هكذا بلغني من صديق لك
جرّب أن تقول أنني مُتلبّس بجن ، لكن احذر أن تفعل ذلك قبل أن تُطلق لحيتك ، لأنهم لن يصدقوّك ، فحمزة لم ينفذ مما فعل بسبب أنه ( حليّق )



 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس