الجسدُ المُثرثِرُ بالعربيّةِ لا ينبُتُ على صَدرِهِ إلاّ الموتْ , ذاكَ الجسَدُ المُمتدّ مِن أوّلِ مُتظاهِرٍ ظلّ كَتِفُهُ يحمِلُ الجوعْ و التشرُّدْ و الأرصِفة لآخِرِ جُنديٍّ اعتمرَ طائِرَة و حملَ دبّابَةً في يَدِهْ ! , غُرِستُ فيهِ كوردَةٍ مؤجّلٌ كلٌّ شَيءٍ فيها و أنا الرّجُلُ الذي يكرَهُ السّاسَة و طاولاتُهُم الضيّقة و غُرفَهُم المشبوهَة , و أنا الذي يُحبُّ الغناءَ و يتمنّى أن يعودَ لوطنِهِ ؛ أن يعودَ لقلبِ امرأتِهْ .
صديقتي التي رُحِّلَتْ إلى الخَوفْ , إلى الخُطا المُبهَمَة , إلى قصيدَةٍ تَزيدُ هيجانَ صَبيٍ بيدهِ بُندقيّة ! .. قد نلتقي في جوازِ سَفر , أو في حقيبَةِ منفيٍّ , أو رُبّما التَقَيْنا على ظَهرِ دبّابَةٍ ما !
رُبمـا !