منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - محاولة أخرى ... للنجاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2018, 09:36 AM   #1
ضوء خافت
( كاتبة )

الصورة الرمزية ضوء خافت

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 422468

ضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي محاولة أخرى ... للنجاة


سأغلق الصبح في وجهي ...
و أبني بيني و بينه سد امتناع عن قطف زهور النهار جنباً إلى جنب الذكرى ...
و سأقبع في ليلي الحالك... و أشرع طاقة النسيان على مشهد متهالك ... حيث مكبّ نفايات المتخمين عشقاً ...
سأفرغ محتوى الروح و أستفرغ قلبي ...
و إن أصابني جفاف هرعت إلى بئر أحزاني ... أدلّي رأسي و أملأ فراغاته بمجون الكآبة ..
حتى تذوب ملامحي التي كان أحدٌ ما ... يظنها الشمس تطلع في كل آن ...
عفا على النهار زمن الوحدة و ما عاد في النفس نفس لشيء ...
حتى العتمة ما عادت تلقي بظلالها على فضائح لهفتي ...
عارية لا يسترني إلا ثوب ممزق النوايا من نسج أوهامي ... خاطه لي قلبي حين وقعت من شاهق أحلامي ...
كأني بنفسي تضمّد نفسي و تداهنها بالمناجاة ... تحاول إقناعي أن الأفق ما زال يعجُّ بالآمال ..
والأمل مفقود لا أصل له عندي ولا منبت له في صدري ...
ماذا عليَّ أن أفعل ؟؟
هذا السؤال الذي يصفعني في كل ذهاب ومجيء ما بين الحائط والحائط، وما بين السقف والأرض ...
كالتائهة في الوضوح و الضالة في اليقين ...
أنظر إلى يدي الممتلئة به ...
و صدري الملطَّخ بآثاره ... و فمي المطبق على بقايا قبله المجنونة ...
أحاول أن أجد لي طريقاً ... لا يصلني به ..
كيف ذلك و هو الطريق و السبيل و شراييني ما هي إلا امتداد لشجرته المعمّرة ...
أنتقل ببصري إلى أقدامي ... ما بالها تحجّرت في المسافة ...
بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و كأني أخطو بي لمكان يعرفني جيداً و يفهم تجاعيدي ... و لكني فيه كالغريب الذي يخشى فتح الأبواب فتلعنه الغرف المأهولة بالنسيان ...
و رأسي ...
أرجوك دقق النظر في رأسي ككيان لا يستريح .. تعلوه هالة التعب ...
بعد أن كانت الوجنتان غيمتين ..
صارتا واديين تتجمع فيهما أمطار الحنين ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل إنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
لا تمل الإنصات بلسان يلعق اللهفة مرتشفاً كل الكلمات التي لا تجد لها سبيلاً إلا من قلب إلى قلب ...
ماذا أفعل ؟؟
لا شيء يجدي ... و نصفي عالق في نفسه ..
و كلي عالق بنصفي ... و لا أحد يفكر بحل العقدة من أصلها ... فحلها هو موت محقق ...
قيل : أنت بحاجة لإجازة من هذا الصخب !!
فأجبت : إذا أطيحوا برأسي و قلبي و احجزوا لي غرفة مطلة على واقع أجمل ..
أعدكم سأضع في الحسبان ارتداء ثياب النسيان الملونة ... و أجلب كاميرا احترافية و ألتقط صوراً مثيرة لما يجري حولي ...
على أن تمتنعوا عن فحص عيني و فمي و صدري ...
حتى شَعري لا تبحثوا عن اتجاه الريح من خلاله ...لأنه يتطاير عكس الهوى و يتبع رياح الماضي ... بإصرار وفيّ
إجازة أخرى !! لن تغيّر من أمري شيئاً ...
ما زالت الأخبار تثير غثياني كإنسان ... و ما زالت الرغبات السخيفة تملك عـنقاً طويلاً يشرئب رغم الأحزان ...
وما زلت أكتب !!
اكسروا قلمي ... أو قطّعوا أصابعي ...
ضعوا على عقلي حارساً و على عقلي سرية كاملة مسلحة ...
ربما خفت من نظرات أفرادها ...
أو ربما أوقعت رئيسهم في هوى عيني ... فيُسرّح السرية طالباً خلوة .. سأفقأ قلبه بقلمي ..
إذن لا تكسروا قلمي ... به أحتمي مني و منه ...
ترى هل تنفع معي غواية الألوان ؟
فلتغروني بالألوان ... و أكثر الألوان غواية لي .. ما اسودّ منها و ما ابيضّ .. النقيضان
النقيضان .. أنت و أنت ..
ليتك تفسر لي .. كيف اتفق نقيضاك و أسقطانا في الهوى ؟!
..
و كالمعتاد ... ليس كل علامة استفهام سؤالاً يتلهف للجواب ..
إنها مجرد محاولة أخرى فاشلة ..

 

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس