منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حاملت!
الموضوع: حاملت!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2018, 03:09 PM   #3
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حاملت







( بقلم : أ . ش )







كان يجوب ردهات القصر ويسمع همس الحراس لكنه لايريد أن يصدق .. ولايريد أن يصل ما يتهامسون به إلى الأمير هاملت ... أخيراً يقف هورشيو واضعاً كفيه في خاصرته يصيح بحزم :

- من يصدق تلك الخرافات فلا مكان له في قصر الملك ...

تجمد الحراس الثلاثة في أماكنهم فلم يتوقع أحدهم أن هورشيو

الصديق المخلص لهاملت يعرف سر تهامسهم ...

اقترب الفارس الأول من أذن هورشيو وبدأ يسكب مالديه :

- لقد شاهدناه جميعاً .. شبح الملك الفقيد يجوب ردهات القصر ليلاً ويمكننا أن نقسم على ذلك ....

- رأيتم وهم.. وهم تخيلته عقولكم الكليلة والمليئة بخرافات

العجائز ...

اقترب الفارس الثاني من الأذن الأخرى لهورشيو وقال بدوره :

- هل يمكن ان يرى ثلاثتنا نفس الوهم ...؟

- نعم ..حينما يشربون جميعاً نفس نوع النبيذ الردئ ...

جاء الثالث ليحشر نفسه بين زميليه هامساً بدوره :

- حتى لو لم نتعاطى يومها أي خمور ..؟



دفع هورشيو ثلاثتهم بعيداً وقد قرر إنهاء النقاش ً :

- انتباه ....



وقف الحراس الثلاثة مشدودي الأجسام وقد أنستهم صيحة

هورشيو العسكرية الصارمة كل ما شاهدوه ... من قال أنهم

شاهدوا أشباح أصلاً ...؟

جال بينهم هورشيو وهو يهمس فيهم بنبرة صارمة :

- لا أريد ان تتسرب تلك الخرافات إلى أي مخلوق خصوصاً الأمير هاملت فإنه مازال يعاني من فقد والده .. ولانريد أن نزيد همومه .. مفهوم ...؟؟

صاح ثلاثتهم في صوت واحد :

- مفهوم..

- هورشيو .....

التفت الأخيرتجاه مصدر الصيحة فتهلل وجهه مرحباً

بالأمير هاملت وهو يرمق الحرس بنظرات جانبية متوعدة إن نطق

أحدهم حرفاً فسيقطع لسانه ....



تصافح الصديقان وبدأ هورشيو يسأل كالمعتاد عن حال الأمير ومزاجه

اليوم فتجهم وجه الأخير قائلاً :

- أنا حزين جداً هذا الصباح ...

- ما الذي يعكر صفو الأمير ...

- هناك إشاعات تتردد بين العامة في الأزقة ..أن شبح والدي الفقيد

يجوب ردهات القصر ليلاً ...!

التفت هورشيو في حدة ناحية الحراس الثلاثة على حين تشاغل



ثلاثتهم بفحص اسلحتهم في اهتمام متحاشين النظر في وجه هورشيو ....

- الخنازير..!

- ماذا تقول ..؟!

التفت هورشيو إلى هاملت مستدركاً :

- عفواً.. أقصد الخنازير الذين يشيعون مثل تلك الخرافات بين الناس ..

هنا جذبه هاملت من ساعده ليبتعد به عن الحراس وخلف أحد الأعمدة

الرخامية الضخمة تكلم الأخير :

- أريد أن أراه....

- من ؟؟؟؟

همس هاملت من بين أسنانه :

- شبح والدي يا أحمق ....

- هل صدقت تلك الخرافـ.......



قاطعه هاملت في حسم :

- الليلة أريدك معي لنراه سوياً ....

شحب وجه هورشيو وحاول ان يبدو متماسكاً :

- تريدني معك؟...



عقد هاملت حاجبية وقال في تصميم :

- نعم ...والليلة .....

- وهل لوجودي معك سبب ملح ..؟

هنا لاحظ هورشيو الاضطراب على هاملت وبدأت شفتاه ترتعشان :

- لقد كان أبي مخيفاً بما يكفي وهو حي ..فكيف به وهو ميت ....

- أه ..فهمت ....



قالها هورشيو وشد قامته في اعتداد مستطرداً :

- سيكون هورشيو المخلص والشجاع إلى جانبك ..فقط ليثبت لك أن كل ما يقال عن شبح والدكم المبجل محض خرافة ....

هنا طار طائر من بين السواري وهو يخفق بجناحيه في قوة فقفز

هورشيو في ذعر محتضناً هاملت..نظرالأخير إليه ملياً ثم

همس في أذنه وهو مازال محتضنه :

- اعتقد أننا سنصطحب معنا الحرس!



***



بخطوات جنائزية تقدم الموكب المكون من الأمير هاملت

وصديقه هورشيو ومعهم الحراس الثلاثة سالفي الذكر ..

كان الموكب يتحرك ليلاً بين سواري القصر حسب الموعد ...



وبدا لهم الوضع هادئاً لا يوحي بأن ذلك القصر المرعب أصلاً

يحتاج لشبح يجوبه ليلاً ليزيد الأمر سوءاً..

بعد قليل توقف هورشيو وقال في سأم :

- ألم أقل لك ..لايوجد أي أشباح ...

وكزه هاملت كي يخرس قبل أن يقول في خفوت :

- صه ..الأشباح تضايقها الأصوات العالية ..

نظر له هورشيونظرة من يسمع الأراجيف :

- من قال لك هذا ...؟

- أمي حدثتني بهذا وأنا صغير ...



أزدرد هورشيو لعابه قائلاً :

- أدام الله الملكة ..

طبعا لم يحب هورشيو أن يصارح هاملت برأيه في كلام جلالة الملكة

..أن هذة مجرد خزعبلات يحكونها للأطفال ليلاً كي يناموا سريعاً

والنتيجة هي العكس بالطبع ...

هنا بدأ يظهر الضباب ..







***



ـ ضباب ..هذه فكرة تقليدية سخيفة ؟..



ـ لابد من ضباب في الموضوع..



ـ لكن ...



ـ ششششت ..







***

هنا التفت هاملت وصديقه فوجدا الحراس قد اختفوا .. الجبناء..

لم يتحملوا مقدمات ظهور الشبح فماذا لو شاهدوه ..هم بالفعل شاهدوه من قبل وليس لديهم الاستعداد لتكرار المأساة ....

الضباب يتزايد ..وبدأ هورشيو يسعل ..كح ..كح ... نظر له هاملت مستنكراً :

- هذا ضباب يا أبله وليس دخان شكمان ...



تنحنح هورشيو في حرج قائلاً :

- حقاً .. ظننت أن مصدره سيارة شبح السيد الوالد وانه يبحث عن مكان يصلح للوقوف و..

ـ سيارة من يا أبله ..؟! قصتنا في عصر لم تخترع فيه السيارات بعد ..

- والله؟!



وكتم هورشيو خواطره وهو ينتظر الظهور المرتقب ...

وكتم هاملت أنفاسه في محاولة لكبح جماح توتره وفي نفس الوقت حتى لا يستنشق ابخرة الضباب والتي تبدو بالفعل اقرب لرائحة الـ....



هنا أدرك أحدهم أنه كان ساذجاً ..

من قال أن الأشباح محض خرافة لا وجود لها ....؟





***



كان ضخماً مهيباً مدثراً في عباءته وقد اختفت ملامحه وراء خوذة

فولاذية يتحرك نصفها السفلي المحيط بالفك فيخرج من بين الفتحات البخار الأبيض. .



هورشيو شعر أن ساقيه قد تحولتا إلى ورقتي خس ..حاول أن يعتمدعلى أحد السواري..حاول ان يهرب ..لكن ..كيف يفر المرء على ورقتي خس ..؟

أما هاملت فقد هابه الأمر جداً .. وخر راكعاً على إحدى ركبتيه في تبجيل



مسرحي عتيد :

ـ سمو الملك الراحل ....

تحرك الفك السفلي وخرج المزيد من البخار ..ومعه خرجت الكلمات القادمة من أعماق بئر :

- هاملت ...انتظرت مجيئك طويلاًـ ثم سعل بفعل البخار طبعاً - هاملت أنت أبني الوحيد ...

- لا أظن أنك انتظرتني طويلاً لتفجعني بتلك الحقيقة المرة ...

أكمل السيد شبح في غير اكتراث :

- أنت ابني الوحيد ..وعليك ان تنتقم لي ....

- انتقم لك ..من من ..؟ ليس من الكاتب الوغد فليس هذا وقته ...

- بل من من قتل والدك غدراً ....

وأسقط في يد هاملت ..شبك كفيه أمام صدره ورسم على ملامحه اللوعة والحيرة الممزوجة بالصدمة ..كل ذلك في حركة واحدة ! .. و..







***

- لكن ما الجديد في كل ماسبق ..؟ إن عقدة قصتي تكمن في مقتل والدي..



ـ لا ..عقدة قصتك التي بنى عليها شكسبيرالأحداث أهون من ذلك بكثير ..



ـ كيف ..؟



ـ سأخبرك فقط لو تخرس قليلاً ..





***





فجأة أضاء مصباح في عقل هورشيو ....



كان قد بدأ الخوف يتلاشى وشيء من التعود بدأ يسرى إلى روحه

حتى الأشباح يمكننا أن نتعود عليها .. هرش مؤخرة رأسه

وهو يثبت عينيه على الحاج شبح متمتما :

- هناك خطأ ما ...

وهاملت الحائر دائماً مازال يصغي :

ـ من كان أخاً بالأمس يجلس اليوم على عرشي ويرتدي عباءتي

ويزين رأسه بتاجي ..ويده ملطخة بدمي ...



وضع هاملت كفه على جبهته وصاح في لوعة مسرحية محببة :

- عمي كلوديوس! ياربي ..!!

- عمى الدبب ! ليس عمك وليس أخي ...لابد أن تنتقم لي وإلا

فالويل لك من عذاب الضمير ..

غطى هاملت وجهه بكفه قائلاً في إحباط :

- ألا توجد وسيلة أخرى...؟



تكلم الشبح بصوت هادر :

- لابد أن تنتقم لأبيك..دم أبيك في رقبتك ...



تحسس هاملت عنقه وبصعوبة حاول أن يزدرد لعاب لاوجود له :

- ألا يمكن أن نسامحه ونأمل في غد أفضل ...؟

- دم أبيك في رقبتك ....

ـ ودمي أنا سيكون في رقبة من ....؟

هنا صاح هورشيو :

ـ يا صاحب الجلالة ..



التفت هاملت ومعه شبح السيد الوالد إلى هورشيو الذي شاعت

على وجهه ابتسامة ماكرة وهو يقترب من الشبح في ثقة..



ـ لقد اشتقنا لرؤية وجه جلالتك ..

- لا تقترب...

هكذا هدر صوت الشبح منذراً ..لكن هورشيو كان مصمماً ...

- سأفعل ...

- لا تقترب ...

- سأفعل........................

وفي اللحظة التالية كان هورشيو ينزع الخوذة عن رأس الشبح ...

وشهق هاملت .. كان الشبح أحد الحراس الثلاثة الذين اختفوا في ظروف غامضة ..



ونظر هورشيو إلى هاملت في انتصار على حين

تكور الحارس ـ الشبح سابقاً ـ عند قدمي هاملت متوسلاً ...

- ما الذي دفعك لتفعل ذلك؟ ...

رفع الحارس طرفه إلى هاملت في نظرة استجداء وقال :

- أعداء المملكة كثيرون يا مولاي ويدفعون بسخاء.. يتخلصون

من الملك كلوديوس عن طريقك من ثم يجدون سببا مقنعاً في غزو

البلاد انتقاماً ممن قتل الملك الطيب كلوديوس ....



ثم صرخ فجأة :

- الرحمة يا مولاي ..



أنتفض هاملت وهوروشيو لصرخته المفاجئة ..ثم تمالك هاملت أعصابه وصاح بالحارس في غل :

- أعطني سبب واحد لكي أرحمك يا أبله ....

ثم التفت إلى هورشيو وسأله :

- كيف عرفت ؟

ركل هورشيو الحارس بطرف حذائه وهو يقول :

- أنا لا أومن بالأشباح يا صديقي كما تعلم وما كان لإيماني أن

يتزعزع لمجرد رؤية ممثل فاشل وحارس خائن ....

نظر هاملت إلى الأفق وشعر بارتياح وانشراح في صدره ... لقد

تحققت أمنيته وتغير واقعه الكئيب ..الأن يمكنه أن يتزوج أوفيليا

بدلاً من تضييع الوقت في جعلها تجن ..و يمكنه الوقوف بجانب



عمه كلوديوس ضد أعداء المملكة .. كانت أيام مجيدة تنتظره ..

وكان الواجب يحتم عليه أن يشكر أحدهم ...





***





 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس