منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حاملت!
الموضوع: حاملت!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2018, 03:10 PM   #4
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي






عودة إلى الزائر



( يحكيه : أحمد شكري )



رشفت أخر رشفة من كوب الشاي الخامس أو السادس لم أعد

أذكر تقريباً.. ووضعت الكوب على المنضدة التي أمامي ...

لقد انتهيت ......

كان الأخ هاملت قد تغير حاله وكأن لمسة سحرية قد حولته من

شخص حائر مكتئب إلى شاب عادي مثل أي شاب يطمح في

مستقبل واعد ... بمعنى أصح لم يعد هاملت الذي نعرفه.

- أنت رائع ...

ـ الله يكرم أصلك..

سألني في فضول :

- كيف توصلت لحل تلك العقدة التي عقدها شكسبير منذ قرون..

شبكت أصابعي خلف رأسي وقلت في استرخاء :

- القصة كلها مبنية على رواية شبح .. ولا وجود لشئ كهذا .. بعض الحمقى عندنا يصدق مثل هذا بسبب فساد حياتنا الثقافية الموروثة عبر القرون والتي جعلتنا نلبس كما تلبسون ونتكلم كما تتكلمون ونكتب كما تكتبون ونفكر كما تفكرون حاسبين أن ثمة فرق بين الثقافة واللغة وبين والهوية.. وحينما تتاح فرصة كهذة لكاتب ساخط مثلي.. فماذا تتوقع أن يحدث؟..

- أن تنهار فكرة هاملت من جذورها .... وعن عمد ...



قالها هاملت مبتسماً في إشراق ..ثم أطرق إلى الأرض مستطرداً :

- كنت أعلم أنك هورشيو منذ البداية ..

نظرت إليه في حدة فقال مستدركاً :

- في القصة طبعاً ...

غمغمت في عدم اكتراث :

ـ ربما .....

ثم إنه وجه لي السؤال التالي والذي كنت أنتظره :

- ماذا سيكون اسم قصتك المعدلة ...؟



قلت وانا أغوص اكثر في مقعدي :

ـ حاملت ...

ـ هامـ..هامـ ...

طبعاً حاول عبثاً نطق الاسم لكنني أرحته من المعاناة :

ـ لا تحاول نطق حرف الحاء .. فلن تستطيع ..لابد أن تكون عربياً أو على الأقل عبرانيا...

قال في دهشة :

ـ ولماذا اخترت هذا الاسم الذي يصعب على أمثالي نطقه ؟

ـ لهذا السبب بالتحديد ....

قلتها وأنا أغمض عيناي مبتسماً ..وسمعته يقول شيئاً ما :

ـ أنا جائع هل لديك شيء يؤكل..؟

ـ لدي .. لكن هضمه لن يكون أسهل من نطق حرف الحاء ....

***



كانت ليلة باردة لكن بلا أمطار ....

لكنها كانت تمطر أشياء أخرى فيما يبدو ...

عشرات الشخصيات التي خرجت لتوها من عالم لا ينتمي

إلى عالمنا المعاصر كانوا يتقدمون وسط الحقول في تؤده

ويتجهون مباشرة إلى منزلي المتواضع ... شخصيات

متباينة ..رجال ونساء شباب وشيوخ ..حفل تنكري ..

هذا هو ما خطر لي وانا ألوح لهم بكفي من الشرفة ..

طبعاً كان هناك وجه مألوف لي ولكم بين كل هؤلاء ...

إنه هاملت سابقاً و حاملت حالياً.. كان يبتسم لي ويهز رأسه

في وقار ... وكان يشير إلي كأنه يقدمني إليهم ...

هنا شاعت البشرى في الوجوه وتهللت أساريرهم

بقليل من الذكاء عرفت من هؤلاء.. كما لكم أن تخمنوا ..

حاملت يتأبط ذراع فتاة حالمة... طبعاً لم تكن إلا أوفيليا...

لقد صاروا زوجين واعدين.. ذكروني أن أعدل أسم أوفيليا

أيضاً ربما أجعله ألفت أو فوقية .. المهم تعالوا نتعرف على الباقين

هذا الشيخ العجوز يمكنك أن تخمن بسهولة أنه الملك لير..

وذلك الرجل ذو التاج وزوجته ذات النظرة الباردة الخالية

من الحياة تقريباً لم يكونا سوى ماكبث وحرمه ..

أما زوج العصافير هؤلاء فهم روميو وجولييت ...



هذا العملاق الأسود لايمكن أن يكون البواب طبعاً ..إنه عطيل

لكن أين ديدمونة ..؟ أخشى أن يكون قد قتلها وجاء هنا ليختبئ عندي ..

لكن لا ...هاهي تتقدم على استحياء ..حقيقة لا أعرف ما علاقة تلك

العصفورة الرقيقة بذلك البلدوزرلكنه خيال شكسبير المريض !!..

وقفت أخمن حتى أعيتني الذاكرة .. كل هؤلاء تسربوا من بين يدي صانعهم وجاءوا هنا كي يحذو حذو حاملت ..

رباه .. يبدو أن هناك المزيد من العمل المضني ينتظرني..







***





تمت

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس