منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دعوه للخيال الخصب .. [ قصص بلا أطراف ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2007, 03:19 AM   #2
وشـــاح
( كاتبة )

افتراضي إلى آدم .. لا تـُثـِر غيرة حواء !




[ بعضا ً من عالمي ]



بين ليل ٍ ونهار .. احتشر غسق ٌ بارد .. ومنظر الضباب المكبوت ..
يرغم النفس على السكوت .. واحتمال قرصات الصقيع دون تذمر ..
.
.
في ذاك الصباح .. عـَلـِق َ الصيـّـاد [ نزار ] داخل بركان خامد ..
سقط من أعلى فوهته .. لـ يرتطم على منصة ٍ صخريه .. بارزه ذات موقع ٍ متردد ..
.. بين قمة ٍ وقاع ْ..
تمدد جسده عليها وظل ّ كذلك .. حتى أسعفته الأشعه العموديه لـ شمس ذلك اليوم البئيس ..
بئيسا ً لـ [ سلوى ] زوجة نزار .. بعد أن طال عليها غيابه .. تلك الزوجه التي طالما تذمر منها زوجها ..
لسلاطة لسانها .. ورغم ذلك كان ,, يحبها .. ورغم تعليقاته المسننه .. كانت ,, تحبه ..
.
.
بعد أن استشعر باطنه دفء ساقه اليمنى .. التي احتكرت ضوء الشمس ..
فتح عيناه لـ يدرك أنه في مأزق .. وإن لم يتصرف .. فـ إن عدوى التردد .. ستسري في روحه قبل جسده..
لـ يستحيل لحمه إلى عظم ٍ رميم ..
ضعف ذراعه اليمنى .. وابتعاد قرص السماء .. لم يسلمانه لـ معتقل اليأس ..
فقد حاول الصعود .. وظل ّ يحاول .. حتى أعاده عجزه إلى صخرته ..
وارتكن هناك طويلا ً .. بلا حراك .. إلى أن ألقى عليه بدر تلك الليله .. التحيه ..
.
.
كان ضوؤه .. بـ الكاد يلامس ظلمة ذلك القاع .. لـ تضيئ لمساته الحانيه .. خجل الظلام ..
وفي [ عمق اليأس ] من الوضع .. ولذة اللحظه .. إلتمعت من بين دخان الظلمه .. وردهـ ..
لم يسبق لـ نزار أن رأى مثيلا ً لها .. أو حتى مثيلا ً لـ جمالها .. فوق سطح ذلك العالم البشع ..
تناوله الشعور .. بـ أن العالم ..[ هنا ] .. وما خرج عن هذا الجبل الأجوف .. عالم معزول ..
.
.
ومن دون إذن .. أخرج إحساسه بيتان .. :
0
0
أهدتني الحياة ربيعا ً ..
.. له من البنات زهورا
زهرته من اخترت أنيسا ً
.. تزيدني عشقا ً وحبورا

0
0
لم يتوقف نزار عن سكب إحساسه .. في حوضها الجاف من فيض عذب ٍ أبجدي ..
حرف الـ [ أ ] .. بداية سيله .. كـ زخات المطر كان .. وكلما اعتلى حرفا ً ..
كان المطر يسرع في وقعه ِ .. وتشتد قطرته .. حتى فاض السيل ..
ومع توالي انهمار السحب الأبجديه .. في هذه الأمسيه .. كان الجمال يكبر ..
يعلو ,, ويعلو
ومع كل طور .. يزداد تعلقه بها .. وتزداد هي عطشا ً .. لـ إرواء جذرها من صافي رمقه ..
إلى أن انشقت آخر سحابة ٍ بحوزته .. وحوزة ما احتوته المعاجم .. [ ي ] .. :
0
0
يدنو إلي ّ الفراق والصبح يعدو ..
.. ويكأني على ساع ِ الفراق أقوى
ليت ليلي عن قرب النهار يسهو ..
.. ليتني لم أعرف ذات اللسان سلوى

0
0
وحين نطق بـ اسم [ سلوى ] .. كان كمن أشعل الفتيل في البارود ..
فقد احرقت نيران الغيره .. كل خلية ٍ كانت قد تشربت [ نبيذا ً ] أسكر صوابها ..
لتعيش نشوة طيش المـُـحب .. حتى أتى على لسانه .. اسم .. أغرقها في مياه ٍ بارده ..
لتطفو على سطحه .. صَـر ِعـَـه ..
وقتها .. كان رأسها قد ناطح عين الجبل .. ولأنه - نزار - كان يثق بها ..
طلب منها أن تـُـدخل أشواكها قدر ما استطاعت .. على الأقل ..
إلى أن يكمل طريقه للحريه عبر ساقها الطويله ..
حينما أدخلتها .. اعتضد بساقها .. وأخذ في الصعود .. وعندما أصبح معلقا ً بها ..
.. فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .. أدركت أن ساقها خيط أمله الوحيد لـ النجاة من أسرها .. وهي أيضا ً وسيطه للقاء سلوى ..
دفعت - بسرعة ٍ أحدثتها الغيره - شوكتها الغادره .. لـ تخترق قلبا ً .. جفف معينه
لـ يسقيها ..
في صورة ٍ موحشه .. لتحتفظ به .. ولـ تلهو َ الريح القادمه من الأعلى .. بقدميه المتدليين .. وتصفر ُ مواسيه ..
.
.
ولا زالت سلوى تنتظر .. ولسانها بيدها .. قطعته .. [ علــّــه يعود ] ..

.
.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

وذا الماء مائي
وذا اليبْس يبْسي *


التعديل الأخير تم بواسطة وشـــاح ; 03-23-2007 الساعة 03:23 AM.

وشـــاح غير متصل   رد مع اقتباس