منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - و قال لي القهرمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2009, 04:46 PM   #14
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي 13 " سأحكي لك يا قهرمان عن سر تصرفي الغريب "


لمْ أشعر بالأمس إلا برغبة امتحنت صبري و صبرك .. في الهرب


لأركض بين الحقول حين تبزغ الشمس ..


و فستاني الباهت بلونٍ سادة .. يركض خلفي .. يحاول حجبي : منك !


حتى القمح كان يحاول مساعدتي على الهرب ..


يفتح لي كل أسواره ..


لم أكترث بترتيب شعري ..

تركته ينسدل .. في محاولة لا واعية لترك أثر يدعوك لاستجابة ندائي ..


و حين ألتفت أجدك دوما تقف خلفي ..


لا أعلم كيف تلحق بي دون أن تركض ..


و كأنك تستطيع التواجد في كل نقطة أصبوها ..


تنظر إلي صامت حزين : أهكذا تفعلين بي ؟!!


و أعود لأهرب .. بجموح أكثر ..


و ألتفت لأجدك تقف مرتديا بذلتك السوداء .. و وجهك ينصع بأشياء لا أفهمها ..


عفوا .. لا أرغب بفهمها ..



أدرك رغبتي في الهروب و أجيزها بدون تفكير .. :


" هل ما أفعله صحيح ؟!! "


أوه يا مرتدي البذلة السوداء ..


لو تعلم كم أرقني هذا السؤال .. منذ بدأت طفولتي في الوعي ..


و الشمس تبدو كأنها لا تعيرني جوابا ..


لا تؤيدني و لا تقول لي : لا ..


كم هو سهل علي أن أقول : لا

لكل ما يلذ لي ..


أردت مخالفة هواي في كل شيء .. حتى أبتلَّ بالطاعة ..


و أصبحت لا أعلم : ما هواي ؟!

ما يثير جنوني هو شبحك الصامت ..

يصعب علي الاختيار ..

في حين أني لا أرغب بالاختيار ..


أتمنى أن تتكلم بحزم .. و بهدوئك الجاذب لقلبي ..


و تمسكني و ترحل ..


لا أعلم إلى أين ..

لا أعلم لماذا ..

لم أعد أريد أن أفكر ..

إني أفكر منذ القِدَم ..

و لم أعد أذكر .. متى لم أفكر ..

أريد فقط أن أتبع بذلتك السوداء ..

و نظرتك الصبوحة ..

لكنك تقف خلفي في كل مكان .. صامت !!

فإذا .. سأهرب ..

ربما لن تلتقطني إذا أسرعت ..

و ربما لن تستطيع الإمساك بي ..

نعم ، هذا أفضل ..

سأعيش وحدي .. بعيدا عن الأسئلة و الإرهاق ..

و لمَ أريد أن أفكر و أحلِّل ..

من الأفضل لي أن أهرب ..

" اهربي " يصرخ بي قلبي ..

و ما زلت أرى سواد ردائك في البعد ..

آها .. نعم .. أنا أبتعد عنك الآن ..

" هذا جيد .." كان صوت لهاثي ..

ربما أستطيع أخذ قسط من الراحة الآن ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نعم .. قد أستطيع ..

سأقطع فقط ميلا أو ميليْن آخرين ..

حتى أعلم أن لا الصبح و لا أنت .. خلفي ..

و حينها سأبتسم لهروبي ..


و أعلم .. أنك وهم .. !

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس