منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شـعوذة النـــقــاء,,فـي مــلامـــح أنــثــى الغـمـام .
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2006, 06:02 AM   #1
شهيق ورده
( كاتبة ومترجمه )

Lightbulb شـعوذة النـــقــاء,,فـي مــلامـــح أنــثــى الغـمـام .





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كُنْ حَبِيْبِي..


لما يا ماجدة لمـ تقوليها صراحةً..

صديقي لمـ تَفِي بحجمـ شوقكـ لهمسات الحب..

تملككـ الخوف من وَشْوَشَات الأنذال في عالمـ الجمود..

ارتعبتِ من أن يسْحقوا بهجة نبضكـ إذ ما نطقتها بما أوتيتِ من عذوبة حواء الفاتنة.. كن حبيبي
..










نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

*.*ملامح غصة *.*

تقلبتُ ذات جرح فوق تلكـ المزنة البيضاء.. المتأرجحة بين جفون السماء..
كنتُ أرقب العالمـ بكامل حشده من ذاكـ الارتفاع..
إلى أن استيقظت أهدابي بوجل عبرات مآقيه تناجي جرحي الغائر من بعيييد..
استقرأتُ سنحة الحزن في ابتسامته..له في حُمرة الشفق ذكرى..
نسج قصته كسيمفونية قنوط على غصون الصنوبر ذات خريف..
لمـ أشعر بنفسي إلا ورأسي ينحني في حالة تأمل في عيون حبيبي..

... نعمـ هو ذاكـ ..كان يطعمـ قمريةً صغيرة تنشد دفئه في ساحاتٍ تشوبها قذارة الكلاب و أدران الغدر..
ترنو بمنقارها الذهبي لتنعمـ بلقمةٍ مهترئه من فتات البقاء..
لمـ تجد شيئاً تحت صخب أقدامـ المارة.. رفعت رأسها فوجدته يقرأ عليها تعويذة الأمان..
"هيا..إليكـ بحبات الزبيب اليابسة.. استميحكـ عذراً قمريتي الجميلة ولكنني لا أملكـ في جيبي سواها..
داعبي جوعكـ بها إلى أن تجدي ما يهنأ به جمالكـ من وقود الحياة.. (وأنا من يشبع نهمي؟)
لا تستائي من مرارة طعامي.. فقط أغمضي عينيكـ و تناوليها بنفسٍ واحد"..
تلقفت القمرية حبات الزبيب وكأنها أدركت منطقه المسربل بوشاح الوجع..

بقيت حبه.. جعلتها بين طرفي منقارها.. رفرفت بجناحيها أمامه وكأنه أعتقد أنها طريقتها في التعبير عن امتنانها..ضحكـ رغمـ بؤسه" أوه! لا تشكريني صغيرتي..
(ليتني كنت مكانها وتناديني صغيرتكـ!) ربكـ من أطعمكـ..
أتعلمين.. كنت قبل أن أصادفكـ في طريقي لحاوية القمامة في نهاية هذه الساحة كي أرمي بحباتي اليابسة دون رجعة.. فلمـ تعد تداعبها تلكـ الشفاه الغضة التي اعتدتُ على إهدائها كل صباح قطفة من حبات الزبيب الخضراء اليانعة.. رحلت وتركتني أنعي أمسي..( حمقاء)..
رحلت وأنا أهذي بعظيمـ عشقي .. رحلت صغيرتي وما من شيء يُنسيني علقمـ وجعي و انتحار نبضي"
..(أين هي فأقضي عليها) عبرةٌ حرَّى جاد بها وجده المنحور بحسامـ الفراق..

ظن أن القمرية غادرته كما وجه حبيبته في ذاكـ المساء..
حينما أهدته قصاصات شوقه و عذب ألحانه..
وأرفقتها حبات الزبيب البائسة كصاحبها..
لكنها لازالت ترف بكل حنان المحب..
عندها لمح حبة الزبيب في منقارها..
رفع كفَّه الضخمـ كي يتلقف ما تحمل..
رمت بالحبة لتستقر وسط راحة يده..
ولجأت إلى السماء وهو يلاحقها ببصره..

يا إلهي!! إنها قادمة إليِّ.. لقد رآني فوق مزنتي البيضاء! (وهل ينفع الاختباء بين دفتّي النقاء؟!)
لقد أحس بدفقات شوقي إليه..و استقرأ لمحة جنوني به..
شعر أن حبة الزبيب تخص حبيبته الجديدة التي تنبأت بها تلكـ القمرية ودعته للاحتفاظ بها..
ترنَّح وسط الجموع التي كانت تدفع به بعيداً عن نبضي..
أحس بغيبوبة العشق تسري في بقايا شرايينه..
رجع مكرهاً حبيبي لا راغباً في فراق مزنتي النقية ..
وقمريته الصغيرة..
و أنثى الغمامـ النديَّة..







ترى من تكون؟؟


















نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
انتفاضة أنثى..


عاتبتُ القمرية على.. ماذا؟؟
أيحق لي أن أوبخها حينما أرادت أن تزورني البهجة ذات حلمـ ؟!
أتراها تستحق الفناء لأنها جعلت حبيبي يلتفت لنقائي فوق الغمامـ؟!
لقد تعبت..أعيديني أيتها الشفافة إلى حيث ألملمـ أشلائي في جنبات غرفتي الوردية..
















نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

استدراكـ وجع..


ارتمى بكل ما زاره هذا الصباح من قسوة ذكرياته الكئيبة على كاهل تلكـ الأريكة كعادته كل مساء عندما يعود من لقائها عند شاطئ الأنس.. في ذلكـ المكان.. كانا يركنان إلى مرفأ العشاق..
وينحتان معاً قصة التلاقح الكرنفالي.. يومـ أن تلاقت أرواحهما في سفينة الأمل..
و ملأ أريج الحب وشذاه خواء نبضهما الفتي..
كانت هناكـ.. وصارت اليومـ ذكرى فَنَائي ..
لكنني لمحتُ طيفها الفاتن يومـ أن طارت القمرية إلى تلكـ الغيمة ..

أأهذي أمـ ماذا؟؟ لابد أن ما أصابني هي حمى ضنكـ الفراق التي عادةً ما تنتشر كل موسمـٍ لخريف البعد..

آه!! لمـ تشفع لنا مواثيق الغرامـ التي قرأناها على أرواحنا مثل كل عاشقين أغواهما سراب البقاء على موانئ الرجاء.. إنها غربةٌ لا تطاق.. ولكن.. من تكون تلكـ التي لمحتُ وهجها فوق الغمامـ؟؟







ما أنا متأكد منه أنها حبيبتي
..



















نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قيلولة حواء..

أوه! ليتني لمـ ألمح جرحه اللعين!! لربما هذا هو سر انجذابي لنبضه السخي..
كمـ هي حمقاء تلكـ الفتاة التي رمت بعرش وجده و تاج قربه عرض الفناء..
كيف سَولت لها أنوثتها المبهرجة أن تقوده للإنكفاء ضمن أهدابها الماكرة..
وبعد أن غادرتها نشوة العشق ذات غباء قطعت أوصال نبضه بلا هوادة وبجسارة الأشقياء في هذا الزمان..

غشتها صورة ذاكـ العَبِقْ وهي تطل من شرفة حجرتها الملونة بزهور الكاميليا ووريقات الليمون رغمـ كآبة روحها النقية.. ترقب خيالاً كان وسط الجموع..
وجدت فيه غصة من ملكـ وجدها ذات فرح قرأت عليه تمتمة العشيقة:
" حبيبي.. نبضك يسري في جسدي.. بكل الشوق أرنو للارتماء فوق حجرك..
وأُُخرس بقربي أنين التوجُّس على بقائي ملتحمةً إلى جانب وجدكـ..
ضحكاتك تصلني مع همسات الصباح..



كن حبيبي.""









نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اسْتِفَاقًة آدمـ..


عندها نهض من أريكته المهترئة بالأحزان..
وفتح نافذته الصغيرة التي كانت تغص بأكوامـ الغبار و خيوط العنكبوت الحقيرة..
فآخر مرة فتحها كان ليودع طيف غاليته..
أبصر غيمةٌ تنبعث منها نسمات النقاء و بلّورات الوفاء الشفافة..
أقرأها رسالته لأنثى سكنتها ذات جرح.. ليعلن ميلاد نبضٍ فتي يحمل معه ذكرى عاشق أصبح اليومـ ملكاً

لأنثى نقية:" كوني عقد الياسمين و شذا الخزامى..
كوني نبع شوقي و وثير حبِّي..
فأنتِ النقاء الذي ملأ فؤادي بطقوس الإنسانية الحقَّة..
كوني أجمل من القمر في ضيائه..
كوني حبيبتي النقية
."





رجــ ـ ـ ع الصــدى
وتمت غصَّة الذكرى في ملامح السماء..

 

التوقيع

شهيق ورده غير متصل   رد مع اقتباس