أخبرتُها : أتعلمين أنه اشترى لي اسما جديدا؟ قالت أعلم.
وقرطا جديدا؟ قالت ووردة .
واستطرَدَت : وزَرَعَ قرنفلة في دار سليمان ، وبشَّ لكلب عاتكة ، وقال لي غدا ستمطر ، وقرأ على الشيخ الجريدة ثم طلب منه يد ابنته الأرملة.
أتراه من اليسير على زوجة أن تصلها أخبار زوجها مع الأخريات من الأخريات؟ إذن فمن أقل الهلوسات أن أخمش وجهك بأظافري التي قلمتَها ، من بديهي ردود الأفعال أن أعتزلك ، وأضرب الباب على إثرك . أن أسخر من نفسي فيك.
أذكر في البداية أنك أقسمتَ لي بأنهن كاذبات ، وصدقتك ، لم أتخيل أن تخص العامة بنفسك ، ثم يلتهمك الخرس في غرفتنا.
ولما طال خرسك راجعتُ الأفعال ولم تهدني لحل ، وراجعتكَ ولم تهدني لإجابة ، فقط : اصمتي ، لا تحاسبيني ، لا تعاتبيني ، عامليني بأدب ، تقبليني كما أنا ، أنا أحتاجك ، متمسك بكِ حتى النهاية ، اصغِِ إلي ، لستِ بوعيك .. ثم ترحل.
وفي الأسبوع / المشهد التالي تتكرر الكلمات "أنا جاي أتطمن عليكِ" ، ببساطة متجاوزا أسئلة يتيمة بغير إجابات ، فَلـَكٌ يدور مبتعدا عني رويدا رويدا ، يطحن في طريقه أيامنا ومشاعرنا وذكرياتنا المحترمة .
حسنا أيها الهارب الجريح ، لازلتُ في مكاني ، لم أتغير ، لم أخفِ عنكَ أسراري ، لم أطعم الجيران خبزك اللدن ، ولكن ها هي الأرض تنشق بيننا عن صَدْع ٍ رهيب ، لن يرجُمْه إلاك .