منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - .. لا رَقيب ..
الموضوع: .. لا رَقيب ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2008, 04:08 PM   #19
م.ماجد محمد
( ذُوق بنكهَة خاصَة )

افتراضي



و مَازلتُ أذكركَ ياعمَاه ..
أذكر مَلامحك .. تفاصيلَك .. صخبَك .. إزعَاجك حينَ تُنَاقش .. هُدوءك حينَ تنصَح ..
أذكر أني كُنت أكرهكَ جداً حينَ كُنتُ صَغيراً .. تَنعَتني بالمُدلل دَائماً ..
وكُنتَ تَحث وَالدي على أن يَقوم بـِ حلاقَة شَعري النَاعم .. دُون أي سَببٍ يُذكر ..
أذكرك حينَ كُنتَ تَقول لي :
" مَاجِد .. كُنت أقوم بتغيير ملابسكِ حينَ كُنتُ صَغيراً "
والآن تُحَاول أن تُجادلني بالحَديث .. ؟ فأصمت خجَلاً وإن كَان الحَق مَعي ..

كُنتَ تَكره مانشستر يونايتيد و تَكون سَعيداً جداً إذا هُزِمَ من أي فَريقٍ آخر ..
كُل هذا لأجل أن تُغيضَني بإتصَالكَ في نِهَاية المُبَاراة :
" مَاجِد .. فَريقك سَيء .. أنصحك تشجع غيره "
كَان لكَ وزنكَ في العَائلة .. قُدومك له هيبته و مرحَك بـِ شُموخ ..
كُنت تختَلق المشَاكل مع الجَميع .. ليسَ لتصفية الحِسابات كَما يفعَل الكثير من الحمقَى ..
بَل لأجل أن تَزيد من المحبَة والوِئَام فيمَا بينَنا ..
لا أنسَى سُبَاعية رومَا الشَهيرة حينَ انتصرنَا في أبطَال اوروبَا ذلكَ العَام ..

لا أصدق ابداً .. من الصعب جداً على فَريق بـِ حَجم Roma أن يُهزم من مانشستر بـِ سُبَاعية .. !
هَل يُعقَل أن أفرَاد فَريقي " فَعلوا " ذلكَ لأنهم عَلموا بأنكَ ستموت بعد حينٍ من ذلك ؟!
هَل فَعلوا ذلكَ حَقاً لأجل تتصل بي بعدَ اللقَاء لتقول لي " فَريقك رجَال .. ومع هذا لا أحبهم .. ! "
لَم يستَمر الوَضع طَويلاً .. فقَد مُتّ بعدَ ذلكَ بمدةٍ قَصيرة بــِ حَادثٍ لَعين ..
مازِلتَ شَاباً حينَها يا عمَاه .. لَكن القَدر أرادَ ان تَكون في مصآف المَوتَى ..
مُتّ و تَركتني بحسرَتي .. فيمَن أتصل الآن إن أحرزنَا بُطولات .. !
كنت تتحدَاني العَام المَاضي بأننا لا نستَطيع أن نَجلب البطولة الاوروبية ..
وهانَحن قَد جلبنَاها هذا العَام .. انتصرنَا ياعمَاه و حصلنَا عليها بشرف .. !

هل ستحترم فريقي وأنتَ ميت إذاً .. ؟ وهل ستصلكَ الأخبَار من حَيثُ لا نَزود .. !؟
لَن أمسحَ رقمكَ من هَاتفي .. فإني أتذكرك كُلّما مَررت على بقيَة الأسمَاء لأدعي لكَ بالرحمَة ..
أبو نزَار .. تَدمع العَين حينَ ذكرَاك .. ولا تتوقف وإن طَال الزَمن حدّ الأفق إتسَاعاً ..
سأذكرك بالخير دَائماً .. رغمَ تلكَ الفَجوة التي سببتَها في قَلبي و ذلكَ الإنهيَار الذي أصَابني حينَ مُت .. !
مَاجد : كيفَ هي إصَابة عَمي .. ؟ هي في إمكَانية بأن يُفيق من هذه الغَيبوبة ؟

الدكتور : بإذن الله يامَاجد .. فقط أدعي له كَثيراً فهو يُريد دُعائك ..
مَاجد : الحمدلله يارَب .. ارجوك اعتني به جيداً ..

وأعود سَعيداً إلى المَنزل .. لألقَى خَبر وفَاته بأول يَوم في رمضَان من 1428 هـ ..
هكذا ببسَاطة .. ! رحلَ وبرحيله رحلَ شُموخه وكبريائه .. !؟
أتَعلم .. !! هذه دمعَه لكَ أخطها في هذا السَطر وأنا أمَارس كِتَابة هذه الاحرف السَخيفة ..
صدقني .. اعلم بمدَى سُخفِها .. فــَ هي لَن تُعيدك ولا تُسمن ولا تُغني من جُوع ..
كُن بخَير لحين اللُقيَا .. فقَد أصبَحت لا أرى الشَاشه جَيداً ..


أحبك ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

م.ماجد محمد غير متصل   رد مع اقتباس