منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أيها الأبعادي : ما هي مكتسباتك الإنسانية !؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2010, 03:06 PM   #1
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي أيها الأبعادي : ما هي مكتسباتك الإنسانية !؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* بين الإبداع والإنسانية

أن تكون مبدعآ يعني من منظورشائع لنشئة البهاء الأدبي أيا كان مضماره , هو أن توجه كل حواسك صوب ذلك الفراغ المتفشي في قلب الكون .. ثم تجمعه بأصابع من المشاعر المتوهجة بالروعة وتحيلة إلى عالم خاص بك وحدك .. هو أن تكون بارزآ في هذا المضمار وذو عطاءات متباينة مع الغير حتى وإن تشابهت شكلياتها ..مرجعه على الأرجع يكمن في كونك مهندسآ للإبداع يتقاذفه الفضول لاستجلاء الطلاسم وأسرار الكلمة من خلال بلورة إنتباهتك بيقظة حكيمة .. فكل حدث خارج عن المألوف لابد وأن تكون له رائحة الدهشة لديك .. وكل واقعة لا تتعاطى مع توازنات الزمن الرتيبة تشكل هاجسآ يغفو على انتباهتك , حينها ستنكشف الفروقات ما بين أن تكون عالمآ بخفايا الجمال وتسعى لأن تحقق إنجازآ على صعيد العطاء الأدبي مما يجعل الأعناق تستطيل إليه بالإمتنان والدهشة .. وبين أن تكون أديبآ - أو شاعرآ - يجفل العامة من إبداعه ويتحاشون التواصل معه بسبب عوامل وأخلاقيات منفرة عدة... فليس هناك في هذا النسيج الكوني المترامي الأطراف أجمل ولا أبهى من أن تكون انسان .. ومنتهى الجلال أن تزخرف كينونتك التي جبلك الله عليها بباقة وافرة من السلوكيات والمفاهيم المكتسبة , وبالتالي .. غاية التألق أن تتوج رحيلك - آنفآ من كوكب الأرض - برصيد من الذكريات التي تخلدك ككائن سامي .. فحين يصل المرء منا إلى هذاالحد من الئراء والرقي الإنساني , فهي الدلالة على كونك بشريآ أقرب ما يكون إلى الكمال ..وهي أيضآ الركيزة التي تعتمد عليها تفاعلات الناس في كل مكان وزمان ..
إذن وبناء على ما تقدم يتضح لنا أن الإنسانية بمفهومها الفضفاض ترتبط إلى حد كبير بمكارم الأخلاق, وما أغنى عقيدتنا بمثل هذه الكنوز الروحانية .. وما أسخاها حين تصنع من الإنسان مثالآ للكائن الرائع , وعلى العكس من ذلك نجد أن الغرور والإستبداد والظلم والقسوة والجحود .. وغيرها من الخِلال والمكتسبات القبيحة تعتبر من أهم المقومات لهدم السمات الإنسانية النبيلة وإلغاء الدور الفاعل للإنسان - مهما كانت مكانته وحصيلته الغنية بالعلم والأدب - على الصعيد الإجتماعي والأممي ..
لأجل ذلك طرحنا هذا الموضوع اليوم , ووضعنا إختبارآمرفقآ كي يتعرف المرء منا على دواخله وأعماقه محاولآ استخراج الحقيقة من خزائن وجدانه المسرفة في العمق ... فتابعونا

*الإختبار
هنا عليك عزيزي القارئ - أيا كان جنسك - أن تجيب على الأسئلة المطروحة بنقاء تام خال من أي جرح للأمانة .. وهنا عليك أيضآ أن تواجه الحقيقة المتعلقة بك مهما كانت النتائج , فالأمانة تقتضي أن تكون صادقآ في كشف خباياك .. فقط ضع إشارة أمام الفقرة المناسبة لك من الأسئلة التالية
س1- أنت أديب - أوشاعر - مشهور وذائع الصيت , وكنت مدعوآ لحضور أمسية هامة في ملتقى ثقافي .. وأثناء عبورك إلى القاعة اقترب منك شاب من العامة يحمل أوراقا ليسألك عن خاطرة أو قصيدة كتبها ويريد رأيك بها .. فهل :
أ- تدعي عدم رؤيته , وتمضي مسرع الخطى إلى داخل القاعة !
ب- تنظر إلى ساعتك بقلق وأنت تقف في مواجهته .. وتستمع إليه قليلآ ثم تطلب إليه الإتصال بك في وقت لاحق لمناقشة موضوعه !
ج- تتوقف وتنصت إليه باهتمام , وتقرأ ما في جعبته باهتمام وتعطيه رأيك المبدئي .. وتطلب إليه زيارتك إن احتاج شرح آخر!
س2- كنت في طريقك بعد يوم مضني إلى بيتك ..وفجأة .. صدمت سيارة مسرعة أحد المارة وألقته جريحآ على الأرض ثم
لاذ سائقها بالفرار ..فهل :
أ- تسير في طريقك غير مكترث لما جرى ..فأنت في غنى عن جهد جديد ..ومتاعب أخرى !
ب- تتردد قليلآ وأنت تنظر إلى الرجل بشفقة , لكنك توقف عربتك .. وتطلب من المارة مساعدته !
ج- تتصل من فورك بالشرطة والإسعاف , وتهرع للرجل محاولآ مساعدته قدر المستطاع !
س3- دار جدل صارخ بينك وبين مثقف أخر إلى حد أن أغلظتما القول لبعضكما البعض واختلفتما بحدة .. وبعد أيام جمعتك الصدفة به في أحد المحافل الإجتماعية .. فهل :
أ- تسرع إلى مغادرة المكان من فورك وأنت حانق حتى لا تجتمع به !
ب- تدخل وتقول لنفسك إنك ستصافحه إن بادر هو للسلام أولآ !
ج- تتجه إليه وتصافحه بحرارة وكأنه لم يكن شيئآ بينكما !
س4- جاءك ابنك - أو شقيقك الصغير - المشاغب بقطة لقيطة من الشارع وطلب إليك مساعدته في الإحتفاظ بها ..فهل :
أ- تزجره وتطلب إليه إخراجها من البيت فورآ !
ب- تنظر إليه بحيرة ثم تطلب إليه الإعتناء بها خارج حدود المنزل !
ج- تسارع معه إلى تنظيفها وتعقيمها ثم تقديم الطعام لها وأنت تشعر بسعادة بالغة !
س5- طرق بابك أحد الجيران في وقت متأخر من الليل يطلب مساعدتك في نقله إلى المستشفى لأنه مريض جدا كما أنه لا يستطيع
القيادة ..فهل :
أ- تعتذر منه بعبوس ونعاس وتخبره بأنك غير قادر على مساعدته !
ب- تسأله إن كان لديه قريب أو نسيب لتتصل به كي يحضر من أجل مساعدته !
ج- ترتدي ملابسك على عجل .. وتهرع لإسعاف الرجل بكل اهتمام !

* النتائج
والآن عزيزي القارئ/ة يمكنك أن تمنح كل فقرة من فقرات "أ" من الأسئلة السابقة المطروحة (5) درجات , كما يمكنك أن
تمنح فقرة "ب" من كل سؤال (12) درجة , في حين أعط لكل فقرة من فقرات "ج" (20) درجة .. ثم قم على إثر ذلك
بجمع درجاتك التي ستبلور لك شخصيتك من خلال النتائج التالية :
* إذا بلغ معدل درجاتك ما بين 25 و 35 فأنت والله أعلم شخصية عجيبة .. لا تؤمن بالأخلاقيات ولا العطاء الإنساني مهما تسامى لدى الآخرين وفي نطاق المفاهيم الشائعة حيث همك فقط لا غيرمنصب على حصيلتك الأدبية والثقافية .. وهذا خطأ فاحش قد يؤدي بك إلى العزلة في نهاية المطاف واجتناب الغير إليك , فما نفع الحياة بدون الناس ومودتهم .. وأي قيمة إجتماعية ستجنيها من قسوة قلبك .. ليس هناك ما سوف تجنيه سوى أن تكون شخصآ منبوذآ من الآخرين , حتى وإن كنت أديبا بارعآ ومبدعآ .. أليس كذلك ؟
* إذا تراوحت درجاتك بين (35) و(65) .. فأنت شخصية مترددة .. تقف مطولا على مفترق الطرق لتختار ما يناسبك ويصنع لك إطارآ في قلوب المحيطين بك ..أنت تؤمن بالعون والدعم الإنساني , لكنك لا تمتهنه إلا حسب مزاجك والإنسان حين يصبح رهينة لمزاجه يمسي كائنآ متقلبآ .. يقترب من الناس حينآ ويبتعد أحيانآ .. إذا صح هذا المسلك منك فنصيحتنا أن تكون أكثر مرونة في تعاملك مع الناس , فهي الحصيلة الوحيدة التي ستسعد أيامك وتخلد ذكراك
* أما إذا وصل معدل درجاتك ما بين (70) و (100) فأنت مثقف مثالي على مستوى رفيع من الإنسانية .. أنت سيدي - عزيزتي - تتميز بحضور معطر بالعرفان في قلوب الآخرين .. لأن لمساتك الإنسانية البيضاء هي التي تطغى على حضورك في كل حين .. أنت كائن محبوب على كافة الأصعدة وفي كل الأمكنة .. في عملك وفي بيتك وحتى في طرقات مدينتك ,, وأنت
بحق كنز من كنوز الإنسانية في هذا الزمان الذي عم فيه الخطب ونضبت من معاييره المثل العليا ... إننا نصفق لك بحرارة لأنك تستحق ذلك ..
هذا والله أعلم

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس