منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - /.!؟./ هي الأمور هكذا وببساطة! /.!؟./
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2011, 10:16 AM   #1
رمال
( كاتبة )

الصورة الرمزية رمال

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

رمال غير متواجد حاليا

افتراضي /.!؟./ هي الأمور هكذا وببساطة! /.!؟./



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




في بعض القرارات لا نستطيع أن نقول أننا أحسنا الاختيار أو أن ما قررناه كان صائبا
بل إن بعض القرارات لا يكون فيها أي جانب صحيح ومع هذا تبقى قرارات ويبقى
أمر الاختيار واقع لا بد مِنْه. تناقشت مع إحدى النفوس حول تزويج رجل غير كامل الأهلية !
عقله في سن وعُمره الزمني في سن آخر هذا غير تبعات ذلك ورغم محاولاتها إيصال ضرورة
تزويجه إلا أني وقفت بين تقبلها ولا تقبلها .

أعلم أن الفرد البشري يحتاج إلى البيت وإلى الزوجة وإلى أن يشعر أنه مُستقر وهذا لن يتحقق
ما لم يكن له بيته الخاص ونفس تُشاركه هذا البيت وتحمل معه أعباء الحياة الفانية وهذا حق
مشروع لا أحد يستطيع أن يقول فيه شيء لكن ما لا أستطيع تقبله أو التغاضي عنه ماذا عن أولاده
إن كتب الله له الذُرية !؟ ألا نقع في الأنانية إن زوجنا مثل ذاك الرجل ؟ أيضا ماذا عن الزوجة
وإن كانت على علم ولم يتم خِداعها والتدليس عليها ؟ إلا أنها نفس بشرية مِنْ حقها أن تجد البيت
المحتوي والحافظ والآمن وحتى إن لم ترى هي ذلك ليس مِنْ حقنا إغفاله أو عدم الحديث فيه
خاصة أنها وإن لم ترى ذلك الآن إلا أنها ستجد نفسها في بيت هي المسؤولة عنه وعن مَنْ فيه
مِنْ أفراد الفطري والطبيعي أن تتزوج رجل يكون عونا وسندا لها يقوم على أمورها لكنها ستجد
نفسها مع رجل هي العون له والسند وهي مَنْ تقوم على أموره. إن وقفنا على واقع اللبنة الأولى
حينها سنرى أنها لن تتحقق أو لن تكون بالصورة المُفترضة فالبيت يحتاج إلى ولي أمر وحتى
إن قامت الزوجة بِمهامه إلا أن الأمور لن تكون في نِصابها الصحيح والفطري أقله في نظر
أولادهم وربما مع مرور السنوات سيكون في نظر الزوجة أيضا فكل نفس بشرية تحتاج
إلى نفس تُعينها وتسندها.

وإن فكرت في حياة أولادهم واحتياجاتهم سأقول :
نحن نقع فيها أي: الأنانية لأننا لم نُفكر إلا في نفس واحده ونسينا النفوس التي ستأتي
للدنيا وأكثر ما تحتاجه وجود أب وأم قادران على احتواءها لا أن يكونوا هم مَنْ يحتوي
هذا الأب أو الأم .

ربما أكثر ما وقفت عليه ولم أفهمه هو أن بعض النفوس ترى أن في تزويج مثل
ذاك الرجل خير له وإن قلت لهم : لما ؟ يقولون : حتى يكون أولاده عونا له يقومون
على رعايته والوقوف على أموره وإعانته على نفسه وإدارة شؤونه !. أنا لا أُعارض
الجانب المنطقي هُنا لكن ما لا أفهمه هو : كيف نصل إلى الوقت الذي يستطيع فيه الأبناء
رعاية أفراد أُسرتهم ؟ أليس بعد أن يقوم أفراد الأسرة نفسها الأب والأم برعايتهم وتنشئتهم
وإيصالهم لمرحلة النضج والاعتماد على النفس والقدرة على تحمل المسؤولية وقبل كل هذا ليس
قبل أن نضمن وصولهم إلى تلك المرحلة بنفس سوية سليمة
وفي حالة كتلك لا أعتقد
أن أنفسهم لن تتأثر بشكل أو آخر خلال نشأتهم .

أعلم أن الحياة ليست عادلة وأن الفرد البشري ليس بيده إلا التسليم بواقعه وتفويض أمره
لخالقه والعيش فيها لكن ماذا إن كان بيدنا تحديد مصير نفس لا ذنب لها إلا أن أصحاب
القرار وقعوا في أنانية ! وربما هي أنانية غير مُتعمده فحتى هم لا أستطيع لومهم ولا أستطيع
إقصاء احتياجاتهم الفطرية الإنسانية فَمِنْ حق تلك الأم أن تطمئن على ابنها الشاب خاصة أنها
تعلم أن لا أحد سيهتم به لا أحد سَيُجالسه ولا أحد سَيُطعمه ويقوم بأمر بيته وملبسه .
ومع هذا لا أستطيع التغاضي عن الواقع الذي سنرى عليه أُسرته لا أستطيع أن أَغض
النظر عن الحال التي سيعيش عليها صغاره أو حتى ما سيدور في نفوسهم الصغيرة حينها .

بصراحه لا أدري هل نحن أنانيون أم أن واقع أحوالنا هي مَنْ تدفعنا إلى أن نكون
كذلك . أم أن هذا هو حال الحياة الفانية أم كما تقول تلك النفس:
هي الأمور هكذا وببساطة! ومِنْ مصلحتنا أن نتصالح معها ونتقبلها بكل سعة ورحابة.

هو حديث أُحاول فيه فَهم الأمور غير ذلك فلا اعتراض على ما قدرة الله
وكل إنسان له الحق في العيش وله الحق في تلبية احتياجات نفسه وفطرتها
وربما علينا أن نتفهم هذا ونكون عونا ففي النهاية جميعنا نحتاج إلى إنسانية
تأخذ بيدنا وتُعيننا على قطع مشوار الحياة الفانية!. وكما قلت في بداية الحديث هُناك
أمور نُصاب بالتشويش عند التفكير فيها فلا جانب صائب نقف عليه ولا قرار نستطيع
أن نقول عنه أنه صحيح وربما لا نملك إلا أن نوضَّح الواقع فيها ونُبيَّن مآل الحال
ونخرج مِنْها بأقل مقدار مِنْ الأنانية وبعدها نفوَّض أمر النفوس فيها إلى خالقهم
فهو أعلم وأرحم.



هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس