العزيزة نورا :
موضوعكِ حسّاسٌ جدّاً , فالأمرُ برمّتهِ معقّد , أنتَ كطبيب واجبكَ أن تكونَ صادقاً مع مرضاك و قد أقسمت اليمين على ذلك مع حفظ أسرارهم , و لكنّك بنفس الوقت مطالبٌ بمراعاةِ الجانبِ النّفسيّ لهم .
هل تصدّقينَ يا نورا أنّنا في الجامعة نتدرّبُ باستمرار على حالاتٍ مُشابهة ؟
كيفَ تقولُ لمريضٍ أنّهُ مصابٌ بمرضٍ خطير ؟
كيفَ تقولُ لهُ انَّ أيّامه باتت معدودة ؟
و كيفَ تُخبر أهله بموتِه مثلاً ؟
لا تظنّي يا نورا أنّ الامر سهل على الطّبيب , و لكنّهُ بمرور الوقت يُصبحُ شبه روتيني , اي أنّهُ يعتادُ الامر فيستطيعُ قولَ ذلك , و هنا تختلفُ الطّريقةُ من طبيبٍ لآخر , حسب قدرته على التعامل مع الحالات النفسيّة المختلفة للمرضى .
ليسَ من السّهل يا نورا أن يتعامل الانسان طوال نهاره مع المرضِ و الألم , تخيلي ذلك فقط !
في النّهاية برأيي يجبُ على الطّبيبِ مصارحةُ مريضهِ دوماً بالحقيقة و لكن يجبُ ان يكونَ متأكداً أولا , و ما قمتِ بكتابته عن هذه المريضة , قصة تثير العجب بصدق , فانتشار العقد اللمفاوية و أعتقدُ في الفمِ ليس دليلا على سرطان الصدر أبداً , و من أجل تشخيصٍ كهذا يحتاجُ الطبيب إلى فحوصاتٍ و تحاليل وصور فليس من السهل أبدا القول بهذا القول عبثا و من خلال فحصٍ سريري قصير !
شُكراً يا نورا .