منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2009, 12:44 PM   #14
سالم عايش
( كاتب )

الصورة الرمزية سالم عايش

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

سالم عايش غير متواجد حاليا

افتراضي


د . باسم القاسم



كل التحايا لك والشكر حيث أنك حركت المياه الراكدة بهذا الموضوع التفاعلي الرائد ومتى ما تحركت المياه كانت باعثة للحياة ومتى ما

توقفت أصبحت مستنقعات باعثة لأنواع الأمراض والأوبئة .



الموضوع جميل ومن أهم حسناته أنه أعادنا للبحث والقراءة .



أما ما أقوله أنا أو ما اعتقده أن المدرسة الظاهراتية (الفينومينو لوجيا) هي المدرسة التي قدمت النقد الحي القابل للعيش في صدر أي

متلقي وهو المدرسة النقدية التي جعلت العلاقة بين المؤلف والقارئ علاقة تكاملية وأنا دائماً ما أسمي المدرسة الظاهراتية بالوسطية

حيث انها لم تقصي القارئ وتحتفي بالمؤلف ولم تقصي المؤلف وترتكز على القارئ ، كما أنها خلاف المدارس الأخرى التي نفرت

الكثير من النقد وأنا أولهم حيث أنني قلت ذات يوم أن اكبر جريمة ارتكبت بحق الأدب هي تدريس النقد وحصره في كتب ووضعه في

إطارات خاصة لا يمكن أن يؤتى من غيرها ، لأن النقد من وجهة نظري أيضاً أشمل وأوسع من كل ما قيل فيه وأسهل وأجمل من كل

ما اتهم به من تعقيد .



وعوداً على الظاهراتية وكيفية تقديمها للنقد حيث تميزت بتعايشها المشهود مع النص الحداثي أو الحديث لأنها تمثل الحداثة بالنقد

ورفضها للجمود بل تؤمن بأن لكل مرحلة شعرها ولكل مرحلة نقدها . كما أنها وضعت القارئ في المقدمة وكرست فكرت التداخل بين

القارئ والمؤلف كما ذكر الدكتور باسم القاسم في رائعته أعلاه.



كما أنه لا بد أن نذكر ميزة أيضاً امتازت بها الظاهراتية وهي أنها تهتم بالحقبة التاريخية التي كتب بها النص والوعي المهيمن بتلك

الفترة . وذكرها أيضاً الدكتور باسم القاسم .


.


والتعريف الأجمل للظاهراتية ما قاله هوسرل :



الظاهراتية تستهل بتحييد المفهوم الطبيعي اليومي للأشياء وتتوجه مباشرة إلى المفاهيم الطبيعية المتداولة بين البشر لعالم الأشياء

إلى الذات المتعالية أو الذات الكونية .



وعندما وصفها هوسرل بأنها : مشروعاً معرفياً أو علماً كلياً يقينياً، معتمداً عدم الفصل بين نظرية المعرفة وفلسفة العقل.



وأجمل ما قرأت للدكتور جواد الزيدي عن الظاهراتية أختاره لكم .


د.جواد الزيدي
يعد " رومان إنجاردن" (1893-1970م) من أهم منظري الجماليات الظاهراتية، إذ يرى أن الموضوع القصدي الخالص، هو أسلوب من الوجود ينطبق على العمل الفني دون الموضوع الواقعي، لأن الحالة الوجودية للعمل الفني لا تنفصل عن العملية القصدية المماثلة ومحددة تماماً بها. فالعمل الفني لموضوع قصدي خالص هو نتاج قصدي وفهم أسلوب وجوده لدى المتلقي يتم على هذا الأساس لذا كان يقيم مثاله الجمالي من خلال التلازمية التي يراها بين فعل القصد والجانب الوجودي، ولهذا فإن (إنجاردن يباشر مشروعه الفينومينولوجي على مستويين متلازمين: الجانب الأنطولوجي - الموضوعي لبنى الأشياء والموجودات، والجانب القصدي - الذاتي للأنشطة الواعية للإنسان. هذه العلاقة التلازمية ذاتية بين الموضوع القصدي وفعل القصد). ومن خلال هذا المشروع عالج مبحثه الجمالي باتجاهين: الأول، بنية العمل الفني وأسلوبه، والثاني مبحث الخبرة، أي دراسته من خلال العمليات الذاتية القصدية لدى الشخص المدرك الذي يقوم بإعادة تأسيس العمل الفني في ضوء أفعال قصدية تهدف إلى إنشائه.
لقد قام "إنجاردن" - بتحليل ظواهري للعمل الفني من خلال مفهومه الخاص بالتنظيم الطبقي الذي يرينا (إن ذلك العمل يحتوي على طبقة صوتية أساسية تنشأ منها وحدات تعكس لنا بدورها عالماً من الأشياء لا تتطابق بالطبع مع الأشياء التي نجدها في العالم الحقيقي). وتنطبق هذه المستويات على الأعمال الأدبية التي عني بها، ولكن هذا لا يعني اقتصارها على المشروع الأدبي، بل يتجاوزه إلى اللوحة الفنية، وإن الرسم الحديث ينزع إلى خلق عوالم جديدة بعيداً عن الواقع الفعلي أو الطبيعة، كما حققت ذلك السوريالية في بحثها عن واقع آخر، أو تجريد خالص له كما فعلت التجريدية، وبهذا تمت مخالفة الطبيعة وأشياء العالم الحقيقي من خلال تغريب الأشكال في الأولى وتجريدها في الثانية.
ويرى أن العمل الأدبي أو الفني يقوم على أفعال قصدية من قبل مؤلفه تجعل من الممكن للقارئ أن يعايشه بوعيه كقارئ، أو تعني المعايشة هنا نوعاً من التداخل عبر التجربة القرائية بين المؤلف والقارئ، ذلك النص الذي لا يأتي كاملاً من مؤلفه، بل هو مشروع دلالي وجمالي يكتمل بالقراءة النشطة التي تملأ ما في النص من فراغات. هذه الآراء التي أثرت بشكل واضح فيما بعد من نشوء نظريات الاستقبال والقراءة ومستوياتها التي تنتج معنى النص .


وأيضاً للدكتور جواد الزيدي :

فالظاهراتية مثلها مثل العلوم الموضوعية تفترض مسبقاً تجربة العالم المعاش وتحاول بناء تركيبته على أساس هذه التجربة، لذا فإن "هوسرل" (يؤسس رأيه على ما أسماه بالحاضر الحي Lebendige Gegenwart وهو الأساس النهائي والعام للتجربة كلها)، بمعنى أنها نتاج تفاعل الفرد مع بيئته، وتتم هذه الخبرة دورتها داخل كيان الفرد، وأن هذا التفاعل هو المصدر المباشر وغير المباشر لكل خبرة، كما أن البيئة هي الأصل الذي تنبعث منه تلك الصدمات والمساعدات التي تكوّن الصورة حينما تتلاقى مع طاقات الكائن الحي، وإن النتاج الفني هو حاصل الصراع بين الإنسان والبيئة الذي ينتهي بأن يحقق الإنسان ما يبتغي. في ضوء إدراكه الحقائق والموضوعات الحاضرة.
وقد رأى "هوسرل" أن الإدراك هو فعل من أفعال الوعي يتميز بقصد موضوعات حاضرة بذاتها أمام الوعيبوصفه وعياً متعالياً (فالوعي المتعالي هو مظهر لا سبيل إلى رقي الشك في مطلقيتهالمعطاة في الحدس). أي أنه دافع عن مبدأ ماهيات الحدس ضد اتهامات التركيبالميتافيزيقي، ويمثل جوهر الإدراك لدى "هوسرل"رفضه التفرقة بين ظواهر الأشياءوبواطنها، بل جعل ظاهر الشيء هو الشيء نفسه دون أن يكون خلفه خفي غير مدرك، لذلك (أنتقد نظرية الإدراك الحسية القديمة التي قلصت الإدراك إلى تدفق احساسات إضافيةنحو احساسات حاضرة مسبقاً، إذ يجب أن يحدد الإدراك بصفته فعلاً وبوصفه تأويلاًمتميزاً للمادة المحسوسة الجاهزة). أي أن الإدراك الحسي وحده يكون كافياً لاستقبالأي عمل فني، كذلك ركز على الجسد من خلال صلاته الدينامية التي تؤسس المعاني الأوليةالتي يدركها الذهن، لذلك فإن تعبير الجسد يكون أولياً في إشارات وإيماءات، فكلالأشياء التي تحدث في الوعي تتشكل في مجال ظاهراتي أو مرئي بالنسبة للجسد كمركز. بمعنى أنه رأى أن الجسد له موضوع فريد، إذ يكون بمثابة أداته الكلية، ويكون الذاتالفاعلة في هذا الجسد، وفي هذا الفعل يحدث إدراك حسي للأشياء، ينتهي إلى رؤيتهالتوفيقية بين إدراك الحدث الزماني والانطباع الحسي.
فإن الزمان لديه لا يوجدكظاهرة، وإنما يستطيع المرء أن يراه أو يتأمله، فهو يعبر عن نفسه، بوصفه صورة مضمونحي لما يقال ويسمع، وبهذا يرى أن باطن الزمان شيئاً ما داخلياً في الذات وهو مايطلق عليه بالشعور الزماني، ويحاول أن يرده إلى الأفعال الباطنة والعالية الاتجاهوهذا الزمان المتمثل يظهر في العمل الفني على شكل شذرات منعزلة، ويختلف عن الزمانالواقعي الذي لا يمكنه استرجاع الماضي. في حين أن الزمان المتمثل يمكن أن يجعلاللحظة الماضية تبدو حية، كما لو كانت حاضرة من خلال تغير الأسلوب. في الوقت الذيميز فيه "هوسرل" بين التذكر والحفظ في بحثه عن الوعي الداخلي للزمان (فالتذكر عبارةعن إعادة إظهار أشياء الماضي بكيفياتها من الحفظ، الذي هو وسيلة غير وضعية لحفظالماضي كماضٍ لأجل الوعي، ويتعلق الأمر في حالة التذكر بعملية استحضار، وتتضمن هذهالعملية إعادة جميع الأفعال الإدراكية الأصلية ولو في وعي معدل). كذلك وجد "هوسرل" أن في إدراك الحاضر الآن في الموسيقى مثالاً واضحاً على الوعي بالزمان المتمثلبالعمل الفني، ويعني به (الزمان الباطن)، إذ رأى أن كل إدراك لحدث زماني يتضمنإنطباعاً حسياً، واحتفاظاً في الوعي بهذا الانطباع، وامتداداً به في الزمانالمستقبلي .

 

التوقيع

تجارتي أن أقول ما أعتقد .. فولتير
لمتابعتي على تويتر : salem_ayesh


التعديل الأخير تم بواسطة سالم عايش ; 12-30-2009 الساعة 12:48 PM.

سالم عايش غير متصل   رد مع اقتباس