المهتم بشأن الساحة الشعبية يلحظ أنها بدأت انطلاقتها الحقيقية في بداية الثمانينات ، حيث قبلت بعض الجرايد
اليومية بقبول فكرة اصدار صفحات أسبوعية تنشر قصائد الشعراء الشعبيين وبعض الاراء حول الشعر .
ومن بعد هذه المرحلة المشجعة والمحفزه نشأت فكرة اصدار مجلات مختصه في هذا الادب الشعبي ، وأصبح
شعراء تلك المرحلة هم نجوم الخليج وحديث الاوساط الشعبية فيه .
مما جعل الشعراء وغير الشعراء والكتاب وغير الكتاب يتدافعون لنشر نتاجهم الادبي والغير أدبي في تلك
المجلات لكي يحصدوا قدر من النجومية والجماهيرية !
وهذا الأمر للأسف تحقق في ظل غياب النقد البناء الذي هو أساس قيام أي حركه أدبيه حقيقيه .
وطبعا اخواننا القائمين على هذه المجلات أستمروا في غيهم يعمهون ، ففي كل عدد جديد لهذه المجلات ترى
أنها تتجه نحو الأسفل ، مماجعل الارتفاع الشديد يعقبه هبوط شديد أيضا ( شبيه بسوق الأسهم ) .
وحينما أحس الجميع أن الساحة تحتاج الى علاج أو أنتشال لتنهض بنفسها وتعيد رسم ملامح جديده لها ،
أنضم لها مجموعه من الأخوة الأكاديمين أستبشرنا بهم خيرا ، وكانوا يحملون نظرة أن جميع من يتواجدون في
الساحه الشعبيه هم أنصاف مثقفين وأنهم المثقفين الذين سينهضون بهذا الجانب من الأدب ، فعلى سبيل المثال
إنضم الدكتور سعد الصويان والدكتور سعد البازعي والأستاذ الناقد عواض العصيمي والأستاذ عبد الله الزازان
وقدموا بعض الأطروحات الجميله ، ولكنهم لم يستمروا وتركوا الساحه ورحلوا إلى غير رجعه !!
والآن يخرج إلينا مجموعة من الأكاديميين معلنين إنضمامهم الى الساحه الشعبيه وبنفس النظره السابقه لأنفسهم
ولكنهم هذه المره ينظرون أن جميع من يتواجدون في الساحه الشعبيه أرباع مثقفين لا أكثر !!
والحقيقه التي لابد أن يفهمها هؤلاء المثقفين أننا لسنا بحاجه إلى هذا الصخب الذي أتو به ، ولسنا بحاجه
إلى هذه اللهجه الساخره تجاه الساحه ، ومانحتاج إليه حقيقة أن نرى منهم نتاج حقيقي يناسب مايحملون
من شهادات علميه ونقد بناء ليرتقي بالذائقه لاهتافات وشعارات خاويه .
* ختاماً :
إخواننا المثقفين إنزعوا نظارة أدونيس وأخلعوا عباءة الجواهري وشمروا عن سواعدكم وأمسكوا بأقلامكم
واعلموا أن الأدب لايحتاج إلى شهاداتكم إذا لم تخدمه ، وتذكروا أن العقاد يحمل الخامسه الأبتدائيه وطه حسين
يحمل شهادة الدكتوراه وجميعهم خدموا الادب خدمة حقيقية وهذا الأمر حري بكم ...