رغم نبرة العنوان إلا أنّني كتبته بعيدا عن التهكّم فهذا هو الحال على كلّ حال ولانستطيع تغييره كان العنوان فقط كلمة حقّ يجب أن تقال لأنّها قيلت بعد معرفة الأسباب ولم تُقل بسبب غياب الأسباب نفسها
عندما كنّا بالمرحلة الثانويّة كان مدرّسين المواد الإسلاميّة يقولون بأنّ البنوك محرّمة وأن البنك الاسلاميّ الوحيد هو البنك _مممم هو معروف الراجحي_ كانت هذه أقوى دعاية ينالها بنك وبدون دفع أيّ رسوم! وليس ذنب البنك الراجحي لكن هل البنك الراجحي فعلا بنك اسلاميّ؟ أشكّ في ذلك لايوجد بنكٌ هنا إلا وله تعاملات ومعاملات مع بنوك ربويّة بل وقد تكون مديونة منها ! فعن أيّ جانب اسلاميّ نتحدّث؟! إنّها طبيعة الايداع والتي تحرّم زيادة مايودع المواطن لأنّ ذلك ربى صريح وبضع أمور أخرى _لاعلاقة لها بالإقتراض_ وقد مشت الكثير من البنوك الأجنبيّة على هذا المنوال بإعجاب فكان نصرا للنظام الاسلاميّ الماليّ
طبعا لكيّ يكون القرض حلال كانت هنالك عمليّة سبيطة تحويلة جعلت المحرّم في ليلة وضحاها إلى حلال! أبدا لن أنكر بأنّ ذلك حلال لأنّه فعلا موافق لشروط الشريعة لم يكن التبدال (نقدا-بنقد) كما هو محرّم بل (سلعة- بنقد) ولو افترضنا بأنّ مواطنا سيقترض 500000 وعلى مدى 10 سنوات يكون السداد والفائدة 4.7 تقريباكم تتوقّعون سيكون المبلغ الاجماليّ؟ المبلغ 900000 أي بزيادة مقدارها 400000 وبمعنى آخرأكثر من 60 % تقريبا يزيد أو ينقص قليلا إنّها نسبة خرافيّة وأكثر بكثييييير بكثيييير من النسب التي تقدّمها البنوك الربويّة بالخارج فهي تقدّم مبالغ أكثر وبفوائد أقل بكثير بل إنّ هذا النظام يعدّ هرطقة ومن غير المعقول وجوده في دولٍ غربيّة لأنّ ذلك سيعرّض البنك لجحيم القانون لكن ماذا عنّا نحن ؟! قضينا قرونا ونحن نلعن اليهود بسبب استغلالهم للناس بالنظام الربويّ لكن ماذا عن هذا النظام وان كان حلالا _من الناحية العمليّة_ أليس حراما _من الناحية المعنويّة_ ألم يحرّم الإسلام الربى بسبب أضراره ؟ هل هذا نظامٌ اسلاميّ؟؟
للأسف دافع علماؤنا عن الدين نفسه وعندما توافقت شروط الدين على نظام القرض نسوا الناس !
- عمر بن الخطّاب لم ينسى الناس عندما أسقط حدّ السرقة
- كلّ بنوك العالم تحلم بدخول السعوديّة لمنظّمة التجارة العالميّة بشكلٍ كامل لأنّها ستدخل على شعبٍ قضى فترة طويلة مع نظام بنكي جائر تماما كما حدث مع موبايلي والاتصالات وهما الآن متّفقان !
- مؤسسة النقد السعوديّ ساما ومؤسّسة الاتصالات للأسف لاتبدو كرقيب على أنظمتها بل كمكتب خدمة للشركات لاأكثر
- فتاوى أُصدرت وأحلّت كلّ ذلك لاألوم المفتين لكن ألوم من حولهم وألوم جهلهم عندما أفتى ابن باز _الله يرحمه_ بتكفير من يؤمن بكرويّة الأرض تراجع عن فتواه لماذا أفتى بذلك إذا؟ السبب يكمن بالناس التي أوصلت له المعلومة بشكل محوَّر ! حمدا لله كان العلامة يخاف الله وتراجع عن فتواه
- يقولون لايجوز الترحّم إلا على المسلمين لكن ماذا عن الذين طبّقوا أحكامه نابليون أجتمع باليهود ووقّع معهم معاهدة قيّدت نظام الربى المعمول به
- لاأحبّ شتم أو التجريح لأيّ مفتي وان أخطأت بمن جهلي يكفي مايتحمّلونه وكان الله في عونهم فيما يجهلونه
المسألة ليست بالبنوك بل إنها مثالٌ كيّ نستطيع معرفة أمور أخرى من خلاله المؤسّسات أصبحت أقوى من الدين لم يعد هنالك شيءٌ يعرقلها بمجرّد الحصول على فتوى _الحلال_ تكون قد طهّرت الجانب الأخلاقي في عمليّاتها وان كانت محتالة وتحتال على الناس !
لم تعد الحياة كما كانت علماؤنا باتوا يرجعون كثيرا للعلماء القدماء والذين كانوا يحكمون ويفتون حول تعاملات الدينار الذهبيّ والدرهم الفضّي ! وكليهما اختفيا تماما الآن هنالك سندات \أسهم إلخ هل هنالك نظام تعليميّ بجامعاتنا مؤهّل وقادر على التعامل مع النظام العالميّ وفق الشريعة الاسلاميّة ؟