مهرجان الجنادرية مهرجان سنوي يعنى بالتراث وماضي الأجداد , من علاماته الفارقة الشاعر خلف بن هذال الذي يستهله بقصيدة يلقيها أمام الملك عبدالله حفظه الله حين افتتاح هذا المهرجان .. قصائده تلك تنال استحسان من يعنيهم هذا اللون من الشعر
تخيّلت لو أن الحداثيين حشروا أنوفهم في هذا المهرجان وأرادوا أن يكون وجه حضاري ولن يتأتى هذا إلا بنفي خلف بن هذال وأشعاره إلى الأرشيف واستبداله بحداثي يلقي هذيانه / أقصد شعره أمام الملك ..ترى لو حصل هذا فما هي ردة فعل الملك عبدالله أمام هذا الشعر الأشبه ما يكون بسلطة خضار عملتها امرأة خائبة
مع النص الذي تخيّلته وتخيلت ذاك الحداثي وهو يهذي كالسقيم حين تشتد عليه وطأة الحمى
,
,
وطني
حين هززت أذن النخلة ..
تساقط علي حديث الرمال ..
وهمس النجوم ..
وطأت الحديث بقدمي .
وأنبتّ الهمسات في التخوم ..
مات الحديث ..
وتدثرت الأرض بالهمسات ..
عرفت عندها ..
أن الرمال تقاسمت ضلوع الجبال ..
تعلقت حينها بذيل نجمة ..
وعرفتك وطني ...
حين الأسطر الحبلى ..
تشكو للخوف ..
تهدّل وجه النقاط ..
حين توسدتُ تجاعيد الوقت..
المنسرب من مواء الفواصل..
و ثقوب السنين ..
ضممتُ ظلال الصوت ..
العالق بأرفف الكلام ..
مسحتُ جبين الحرف ..
وقرأتك وطني ..
من فتات البكاء المتبقي .
من هزيع الوجل ..
من تخرصات الشجن ..
المدفون تحت أنقاض اللقاء ..
شجرة ثكلى تندب غيمة ..
ترتق بالخبايا أكمام النداء ..
من كلمة تعالج ..
سكرات السؤال ..
تورّمت أضلع الجبال ..
وإزورّ الكثيب من غدر الرمال ..
بالحرف المعتّق بجراح اللهجة ..
ورائحة الهذيان ..
كتبتك وطني ..............
,
,
ابن المدينة / يوسف الحربي