منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2007, 01:17 AM   #5
غازي العلي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


قصيدة....كبيرٌ على بغداد اني أعافها

كبيرٌ على بغداد أني أعافُها=وأني على أمني لدَيها أخافُها

كبيرٌ عليها بعدَ ما شابَ َمفرقي=وَجفّتْ عروقُ القلب حتى شغافُها

تَتَبّعتُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها =وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُها

وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً =إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها

تتبَّعتُ أولادي وهم يَملأونَها =صغاراً إلى أن شيَّبَتهم ضفافُها!

تتبَّعتُ أوجاعي،وَمَسرى قصائدي =وأيامَ يُغني كلَّ نَفسٍ كَفافها

وأيامَ أهلي يَملأ ُ الغَيثُ دارَهم =حياءً، ويَرويهم حياءً جَفافُها!

فلم أرَ في بغداد، مهما تَلَبَّدَتْ =مَواجعُها، عيناً يَهونُ انذِرافُها

ولم أرَ فيها فَضْلَ نفسٍ وإن قَسَتْ =يُنازعُها في الضّائقاتِ انحرافُها

وكنا إذا أخنَتْ على الناس ِغُمَّة ٌ =نقولُ بعَون اللهِ يأتي انكشافُها

ونَغفو، وتَغفو دورُنا مُطمئنة ً =وَسائدُها طُهْرٌ، وطُهرٌ لحافُها

فَماذا جرى للأرضِ حتى تَبَدّ لتْ =بحيثُ استَوَتْ وديانُها وشِعافُها؟

وماذا جرى للأرض حتى تلَوّثَتْ =إلى حَدِّ في الأرحام ضَجَّتْ نِطافُها؟

وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً =فهانَتْ غَواليها، ودانَتْ طِرافُها؟

‎سلامٌ على بغداد شاخَتْ من الأسي =شناشيلُها.. أبلا مُها.. وقفافُها


وشاخَتْ شَواطيها، وشاختْ قِبابُها =وشاختْ لِفَرْطِ الهَمّ حتى سُلافُها

فَلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها =ولا عادَ في وسْع ِ الندامى اكتنافُها!

‎سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ =عليها، وأنّي لي، وروحي غلافُها

فَلو نَسمة ٌ طافَتْ عليها بغير ِ ما =تراحُ بهِ، أدمى فؤادي طوافُها

وها أنا في السبعين أُزمِعُ عَوفَها =كبيرٌ على بغداد أني أعافُها!

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
g2f3m@hotmail.com

غازي العلي غير متصل   رد مع اقتباس