منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثقافة غَــزيــَّة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2011, 03:24 PM   #4
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

افتراضي


حمد الرحيمي ...بندر الصقر ..كنت على ثقة بأن في أبعاد لن أعدم آفاق سيولد من رحمها صدى لما أبحت به ..فلله دركما ..
أيها السادة ..نعم ..ونعم ..ونعم ..فإن ماتقدم منكم هو خلاصة مهمة تجنبت أن أبديها في المقال وذلك سبراً للآراء وخاصة العبارة ((إلا بعد انتشار مضادات توعوية - تفكيرية تحتاج أزمنةً و أزمنة .... )) فهناك الكثير من أصوات الربيع العربي التي تتجنب هذه الخلاصة وربما تقفز فوقها أو ترفضها لأنها خصوصاً تتناول المرحلة الانتقالية بعد كل ثورة بيضاء كانت أم حمراء والمفترض بها انها ستقودنا إلى مجتمعات ذات سمة ديمقراطية تشاركية في تداول السلطة ..وغالباً من يردد هذه العبارة تضعه الجماهير في مصاف الشبهة أو السلبية أو المراوغة والخداع مع أنه وأعتقد أن التفكير في المرحلة الانتقالية وطبيعتها هو الأمر الأكثر أهمية وقلقاً وعليه يحق لنا أن نسأل :
مادامت ثقافة غزية وبكل قوالبها ضاربة في جذورالوعي العربي فكيف سنتعامل مع هذه الفكرة (( إن ثقافة غزية تتعارض مع التركيبة البنيوية الذهنية والسياسية والاجتماعية لأي مجتمع ينشد التحول نحو الديموقراطية والتشاركية ))
إذا كان الجواب بأن الفكرة غير صحيحة فأقرب مثال على كونها غير صحيحة هو على الأقل النموذج السياسي اللبناني بكل اضطراباته وعدم اسقراره و الذي نعيشه اليوم وسأترك جدوى هذا النموذج لأصحاب الشأن حتى لا يبدو الأمر شخصانياً ..
وإذا كان الجواب بأن الفكرة صحيحة ....فمن سيعطينا العمق الزمني لنسخ ثقافة غزية قبل وأثناء التحول المنشود ..الخارج ...! الداخل ...! الوضع الاقتصادي المُعال ..!
نظرت في الموضوع طويلاً وقلت إذا كان الدعم الخارجي لهذه الانتفاضات هدفه الوصول إلى صيغة الشرق الأوسط الجديد فليس هناك كثقافة غزية مطية تؤدي إلى الوصول السريع لهذا الهدف ..فدويلات متناحرة ومتنافرة على أساس عرقي ومذهبي وطائفي وعشائري ....ثقافة غزية بكل قوالبها ستكون كفيلة بتجسيدها وهذا مايثق به أصحاب فكرة الشرق الأوسط الجديد ..
وإذا رفضنا هذا الاحتمال من باب عدم التحجج بمبدأ المؤامرة أقول : إذا كان حسن النية موجود في هذا الدعم فمن الضامن للدول الكبرى أن هذه الجماهير الحاشدة التي تعقد من أجلها جلسلت مجلس الأمن وتقوم الدنيا وتقعد وهي التي ستمسك بزمام الأمور في بلادها ستقبل بنسف حق العودة للفلسطينين أو القدس الشريف كعاصمة عربية ...؟ أقول لايوجد ضامن لأن هذا لن يتم وهذه الجماهير الحاشدة ربما تستيقظ وبعد كل هذه الدماء والآلام على أنظمة جديدة أشد ضراوة من التي سبقتها ..فثقافة غزية لازال لها الصوت العالي في الساحة العربية ..
أصدقائي :
كل ما استدعى ماسلف هو مشهد مؤلم في ملحمة التحررالرائعة التي تخوضها شعوب المنطقة وهو الغياب الكامل لدور النخب النزيهة والملتصقة بالواقع الشاعرة بالوجع والمنظرة والمنظمة لحركة التحول ..أقول الغياب عن الشارع ..نعم هم في الفضائيات ..وهم في الندوات ..وهم .. ولكن هل يستطيع أحد الآن أن يقف ويطلب من هذه الجماهير أن تتوقف يومين ..لا أعتقد ذلك .. فكلما سمعت هتاف للحرية أشعر بالطمأنينة وأتفائل ..ولكن بعد تأمل ما يدور ويجري على الأرض أتذكر مقصلة الثورة الفرنسة ورأس (( روبسبير )) خطيبها الشهير ...
أعتقد اننا بحاجة إلى هذه النخبة الموجودة فعلاً والمؤهلة للعمل السياسي ..نحتاجها لأنها تعرف طبيعة ثقافتنا ومن يتحكم بها وكيف يمكن تطويعها وكيف يمكن ان نستثمر العمق الزمني المطلوب لنمتلك وعي ممارسة الحرية أو نؤسس لضوابط ممارسة الحرية ...
وهنا اسمحوا لي بالسؤال الكبير والذي ربما يفتح نقاشاً واسعاً هنا في أبعاد ...
من غيب هؤلاء .....؟ السلطة / أزمة وعي الجماهير((ثقافة غزية )) / ممارسات المثقفين أنفسهم ...؟

تنويه مهم :
إن النواة المؤسسة لأي مجتمع يخطئ من يسعى لنسفها أو التنكر لها وفي منطقتنا العربية على الأغلب تجسدها (( عشيرة /عائلة / أسرة )) فالعبث بهذا التكوين المؤسس
يشكل خطر كبير على الهوية للفرد والمجتمع ..فمانحن بصدده هو السعي لتغيير طبيعة الذهنية المحركة لهذا التكوين وخصوصاً فيما يتعلق بالذهنية السياسية
فالإسلام أول من قدم هذا النموذج الرائع عن القبيلة والعشيرة والأسرة الذي احترمها إلى أبعد الحدود بل وتم التعويل عليها في بناء الدولة الإسلامية ولكن بعد تشذيب وتهذيب
في طريقة التفكير بحيث أنها نسفت ثقافة غزية وغيرها من الثقافات الهدامة ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس