العنوان والتوقيع (( رماد لأوجه الزوبعة )) نموذجاً - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2009, 12:37 AM   #1
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي العنوان والتوقيع (( رماد لأوجه الزوبعة )) نموذجاً


أضع بين أيديكم أيها الأفاضل جانباً من كتابي النقدي

لنرى البرزخ الممدود بين النظرية والتطبيق ..


رماد لأوجه الزوبعة
"الحب كالعدم"






أرتجف كفردوس ٍ أخّاذٍ
خلّفه القطرُ بليلا ً
أحتاج إلى شررٍ كي أطفو
وأقول لأحشائي:
من هذا الضاحكُ فيكِ
ويجترح الوجعَ من الأطراف..؟
أيعرفكِ اللهبُ..؟
وهل في الأرض مقامٌ
تسترخي الحيّاتُ عليه
ويعرج بي لأنام..؟

أنامُ..

تعريني الأقمارُ
وتشتملُ الوقتَ جهاتٌ مدقعة
تنكرني الأوراقُ وتزدحم بريبي
ولهذا
لا أتقن أن أسم الإنسانَ
بآناء الدمع وأوصال الرهبة
لا أعرف كيف أمد على اللغة
فِرَاشي
أو كيف أرتّق فتقَ الأسماء
أرتجف وأودع أسراري
في قبر الغيم..
بأي خريف أستنجد..؟
وبأي زمانٍ أجهش..؟

ونبيّ الأمطار
تقطع في حزن الشرفات

**
هل مات الموتى..؟
تَطلُعنَ خلاخيلَ من الماء
فأفصد عينيّ
وأطلق لسراحي قطعة فحم ٍ
للأشجار تفككها...
أجراسٌ تنذر بالخسف
ويأس هزليٌّ
أشباه أخرى...
أنقاد إلى العاصفة لأسأل:
كيف يكون الشعرُ قناعاً,
وبماذا أنخر صنم الأشياء؟
دمعي هاوية تشتعل
وأنثاي مكان لا يأتي

**
ينهض كاحلكِ,
يتقمص جائحة ً
ويقطّع من وحل النجمة
خبزاً شحاذاً,
ومشانقَ تعتصرالشهوة,
ويدين
الأرضُ,الرَّهَقُ,الشفةُ ,السيفُ,
وماذا لو صار الذهنُ فَراشاً
أو بكت النافذةُ كخشفٍ..؟
هل يسلم للأحرف بُحته
ويدور كصوصٍ في قنّ اللغة؟
الأرض,
ويشتد هشيم الصبوة
ويباري عيدا
يتكشف عن قمحٍ,
عصفورٍ مال إلى نخل سُمّيٍّ,
منشارٍ وهب اللذة لكراسي الحانات..
وكهلاًندبته الريح ليولد عصفورٌ
أو يشنق عصفور..


****

تنهضُ وارفةً...
ماذا يختلج به القشُّ
إذا أهرقت الزيتَ عليه
وهل من كسرة مرآةٍ
تنهزمُ الأحزان
تنهضُ..
تتقاسمُ أصدافُ الزهرة لجتها
....بعثرت ِالزغبَ ولمت وأضاءت
فلماذا يستخذي البرقُ وينبتر الطوفان

من حيث أعانقكِ,تَرِدِينَ الغيمةَ
تسقين فراغَ السرة,
حبلُ الرمل يمدّ
التاجَ إلىفتكٍ,
ويباهي منزلة الضوء,يضئ ويلأمُ هذا
دأب مباهجكِ , أن تجد اليأس
تخوماً للجرح
وأن تتحطم
مرساتي في نكهتكِ
وتتوه يداي

لايكفي أن أنهضَ فانوساً

أو سيفاً
أحبابي قصب ٌمنكسرٌ
والحطبُ شفاهٌ...
هل قتلٌ أن أشطح في ميدانٍ
أو أحرفَ وجهَ الميدان؟

تنهضُ

يا هذا الشغف تواطأت مع التشبيه
وزينت لفرني تصريف شؤون النارِ
لا أعرف
كيف أصاهر لفحَ التيارِ
و أحبو بين رمادي
جهلاً
فلماذا تتنمر ألفاظي
أو أرقد فوق غباري
ترياقاً..؟
ولماذا
وأنا لا أكتم وجهي ذروته
أزدرد الرمح َالمهترئ وأشتق قرينا
لمداري


أأشاطر قُمعَ الزهرة بلّته
وأطوق عتبات الشجو بشهقتها..؟

سأكون الفرشاة تغيب إلى الآخر
تخلقه أو تخدش جنسَ الجمر
وفاتحة الأعضاء
وأكون لليل النحلة روحاً همجياَ
ولباب الأمس رتاجاً
تأتين,شرايين ُالمنفى أنتِ
ولمعةُ بلور الغيب..
وتمضين إلى ظمأي
أفترق عن الذاكرة,وتنبت كلماتي بفلاةٍ
واطرّق هذا المعدن بالدهشة
لاسُلّم في لغتي
درجاتُ اللون تماهت في عيني
ورأيتُ أنين الشمس,لتمحو...
:
زوبعة مثلا ً؟
للفجر فرائسُ
تهجمُ
لكِ رصد واكبني

هل للجسد معانٍ خارج مبناه..؟

:كقرآنٍ مثلاً..؟
واكبَني,سلسل أحزاني
مرتحلا
وحباني معوله
هل أصنع من عشقي أوديةً,
وأطرّز للمدحة كتاناً
واللفظُ تقصف في طقس وحشي
وتلاطم في رئة اللغة الناشزة
فأين ستستعر الممحاة ُ
وهل للنزف طريقٌ غير الجرح؟





هكذا يرحل عن نصه /ياسر الأحمد /ويودعه بين أيدينا تركةً لغوية يحتار ورثتها بها على أية شريعة يقتسمونها ..
سأحاول أن أحصل على النصيب الأكبر من هذه التركة بأن أضع شريعة نقدية تجعلني باراً باللغة ..



ولكل مجتهد نصيب ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة قايـد الحربي ; 12-07-2009 الساعة 05:41 PM.

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2009, 12:41 AM   #2
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


العنوان
((رماد لأوجهالزوبعة))
مدرسة العنوان والتوقيع ...



أتحفت النظرية النقدية الحديثة بخلاصةفكرية تشير إلى أن العنوان قد ينسحب إلى النص ليشكل نسقاً من أنساقه وحسب ..


مثلاً ((شتاء ريتا الطويل)) عنوان نصمعروف لمحمود درويش من يقرأ هذا النص ويعرفه يلاحظ أن العنوان في طيات النص متواجدكجزء من حوض النص الدلالي..


ومن جهة أخرى قد ينسحب النص إلى العنوان ليمثل العنوان الحوض الدلاليالمحيط بكامل أنساق النص وسياقاته مثلاً((مديح الظل العالي )) نص لذات الشاعر سنجد أن النص غارق تماماًفي الحوض الدلالي للعنوان ..
بحيث أن أنساق النص ودلالاته تشكل روافد وأنهاروبحار تصب في الحوض الدلالي للعنوان ..
/ياسر الأحمد/ يوقّع نفسه بعنوان انزياحهالدلالي يشير بثبات وقوة نحو فضاءات دلالية مشبعة بالتوتر وعدم الاستقرار :
رماد =بين الأبيض والأسود = عدم استقراربنية لونية
أوجه = تعددية غير محدودة النهاية =عدم ثباتشكلي
زوبعة = تقلب وتغيير = عدم ثباتحركي
إنه هنا بالفعل يزيحالجملة /العنوان إلى مدلولات متوترة ولكنه وبنفس الوقت يثبتها: كيف ذلك ..؟
لايريد الشاعرأن يقبض عليه أحد ولكنه بنفس الوقت يكتب ليقبض على نفسه في لحظة التجلي ، وهذامايفسر التمركز المنطقي المتواري في العنوان فالتقاطع الدلالي بين مفردات العنوانواضح كل مفردة لها مبرر بربطها مع التي تليها ويعطيها ارتباط منطقي



ولكنبنائية العنوان ككل تنزاح باتجاه مدلولات غير مستقرة ومتوترة ومركز الدائرةلمدلولات العنوان هي المفردة/الدال =الزوبعة/ العاصفة ..
لانخفي البراعة البنائيةفي العنوان ...فهل سنتوقع بأنه سيؤمن حوضاً دلالياً واسعاً يستوعب النص ..أم أنهسيكون جزءاً من النص يتم التنويه عنه ...
هذا ماسنحاول تقصيه واستدراكه
"يتبع"



ياسر الأحمد




هكذا يقول البنيويون..
النص /الصرح /البناء ..
((رماد لأوجه الزوبعة))
نصٌ ينقسم إلى مرحلتين بنائيتين ..
المرحلة الأولى



بنية ذات دلالات سكونية /نمطية/تأملية ..
تبدأ من(أرتجف كفردوسٍ)وتنتهي بتصاعدية دلالية وغنائية عند(أجراسٌ تنذربالخسف) ..





ينجح الكاتب هنا في تثبيت إشارات لغوية تحيل إلى ذاك السكونالذي يسبق كل عاصفة
كيف ذلك ..فلنرى
((أرتجف كفردوس ٍأخّاذٍ
خلّفه القطرُ بليلا))
هنا يقدم الكاتب نسقاً نمطياً /بارداً /سكونياً..



هو لم يجتهد عليه لغوياً أودلالياً لم يحضر لنا إلا مانراه وندركه وله معادل موضوعي نمطي لدينا /كلامٌ اعتيادي
فردوس أخاذ /خلفه القطر = بليلاً ..
هذا التشكيل النمطي الساكن يحيله الكاتب إلى نفسه /أرتجف.. وهو بمثابة الطعماللغوي يلقيه الشاعر لنا لنشعر بأنه ينتمي هو أيضاً إلى نمطيتنا((جميعنا نتشابه في السكون)) هذا السكون الذي لولاه لاقيمةلكلمة زوبعة /عاصفة = عودة إلى العنوان ..
تتابع الأنساق بصبغة تأملية /سكونيةوذلك من خلال تساؤلات تشبه المنولوج الداخلي
وهي بمثاية التحفيز /الإحتقان الذيسيصل بالنص إلى مرحلة



((أنقاد إلى العاصفة))...
هذه التأملات نراها في



: من هذا الضاحكُ فيكِ / أيعرفكِ اللهبُ..؟ / ولهذا لا أتقن أن أسم الإنسانَ / لا أعرف كيف أمد على اللغة فِرَاشي



ويعود ليسأل عن الفردوسالأخاذ من خلال تساؤلات تريد إجابة لكسر السكون والنمط فيقول / بأي خريف أستنجد..؟ / ونبيّ الأمطار تقطع في حزن الشرفات ..
فبحضور الخريف لن يعود الفردوس أخاذاً = كسر السكونية
ونبي الأمطارتقطع = لن يعود الفردوس بليلاً ..
وبهذه التسؤلات التأملية يستمر التحفيزوالاحتقان الدلالي بتصاعدية لها عتبتين
العتبة الأولى/ هل مات الموتى..؟
تَطلُعنَ خلاخيلَ منالماء
فأفصد عينيّ
((مات الموتى)) ..النائم كالميت / الموتى=النائمون
والحديث النبوي يقول ((الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )) / مات = انتبه

تنزاح الدلالة لعبارة (هل مات الموتى ) إلى (انتبه النائمون )



وهي الدعوة لينتبه الجميع فالعاصفةتوشك أن تبدأ



((فأفصد عيني )) ..هنا يريد الكاتب أنيعطل حواسه لايريد أن يرى


( خلاخيل الماء) فالفردوس بليلٌ .. هو لايرد النمطية والسكون
إنه سيهرب منها أوسيفضحها ..

العتبة الثانية/ أجراسٌ تنذر بالخسف
ويأس هزليٌّ
أشباه أخرى...
يدق هنا ناقوس الخطر المنبئ عن الزوبعة /العاصفة
(تنذر بالخسف)=الخسف /الزلزلة /تحرك الثابت المستقر /الأرض ..




هذه المرحلة الأولى من بنائيةالنص نلاحظ أنها تصب في الحوض



الدلالي للعنوان وتخدم إشاراته إذ لابد لكل عاصفة من هدوء يسبقها فالسكون يسبق العاصفة/الزوبعة



والملاحظ أن الإيقاع الخارجي /الموسيقى ذو سمة تصاعدية هادئة وذلك بحساب عددالتفعيلاتإلا أن النص



يسحبنا بتصاعدية بارعة الدلالات والروابط ليزج بنا في المرحلةالتالية إلى قلب العاصفة/الزوبعة


..



ملاحظة (( يمكن الحديث طويلاً عن بنائية المرحلة الأولى ولكنه غيضمن فيض))


"يتبع"

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2009, 12:47 AM   #3
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


المرحلة البنائية الثانية
(في قلب العاصفة)
بتصاعدية غنائية ودلالية يعزف الكاتب إيقاع العاصفة بإحالات وتقمصات لغوية تأخذ أسلوب التساؤل
(أنقاد إلى العاصفة لأسأل..)
ونكون أمامنموذجين من التساؤل
تساؤل تقريري
تساؤل وجودي
فالشاعر يأخذ موقفين من كل مايحيط به..
الموقف الأول تقريري :
هو يعتبر أن كل ماحوله سؤال يحتاج إلى إجابة فتكون إجابة الشاعر عليه بسؤال ولكن هذا السؤال /الإجابة يأخذ نمط الإثبات والتقرير مثلاً
إذا كان السؤال :هل تحب الأم ولدها..يكون الجواب بسؤال يقرر الفكرة فنجيب (( كيف لاتحب الأم ولدها )) =تساؤل تقريري /إجابة
في النحو يقولون عنه سؤال استنكاريوالاستنكار هو أحد أنواع الإجابة ..

الموقف الثاني وجودي :
هو يعتبر أن كلماحوله إجابات متشابهة ( تفسر بدهيات الكون )
متفق عليها من الجميع فيبادر بإجابات تخصه يشكك فيها بالجماع الفطروي والبدهي مثلاً نقول (( هل الموت نهاية الحياة )) الإجابة
(( لماذا الموت نهايةالحياة )) موقف وجودي رافض للعبارة الأولى ..
وهكذا يحشد /ياسر الأحمد / جيوشاًمن الأسئلة / الإجابات التي تتراوح بين التقريرية والوجودية نتابعها معه
فيالمرحلة البنائية من النص :

كيف يكون الشعرُ قناعاً/ وبماذا أنخر صنم الأشياء / وماذا لو صارالذهنُ فَراشاً / أو بكت النافذةُكخشفٍ..؟..


ماذا يختلج به القشُّ /وهل من كسرة مرآةٍ تنهزمُ الأحزان/ ..

فلماذا يستخذي البرقُ وينبتر الطوفان/ هل قتلٌ أن أشطح في ميدانٍ /…أوأحرفَ وجهَ الميدان؟

لا أعرف /كيف أصاهر لفحَ التيارِ /فلماذا تتنمر ألفاظي /أو أرقد فوق غباري..

ولماذا /وأنا لا أكتم وجهي ذروته.. / هل للجسد معانٍخارج مبناه..؟ / هل أصنع من عشقي أوديةً...

/ وهل للنزف طريقٌ غيرالجرح؟..
السيدات والسادة:
المتعة ..المتعة هو أن الشاعر يقدم هذه
الإجابات على نمط تساؤلات ولكنها إجابات عن أية أسئلة...؟



أقول : هذه الأسئلةمتوارية في الأنساق الشعرية التي قمت بتحديدها هي قضايا تخصنا وتشاركنا حياتناجميعاً
..الشاعر يحول النسق الشعري الواحد إلى منجم لغوي يكتظ و يزخر باستنباطات ودلالات وروابط بنائية بين المفردات ومن خلال أدواتناالمعرفية نكشف فيها تارة مرجعية الكاتب الفكرية وتارة أخرى تناصه مع غيره ..ومرةأخرى وجهات النظر الجديدة التي يريد أن يؤثث بها الكون ....وأيضاً
..الشاعر يحول اللغة إلى رُقم ٍ أثري يحتاج إلى التنقيب عنه ..إنها حفريات معرفية ..إنه يحتفل بالشعر
يجنبه التسطح ..يعزز معنى الحقيقة ..ويفضح أوجه الأشياء المتعددة ..سأتناول بعض هذه الإجابات/الأسئلة ..كنموذج عن ما سبق ..وأترك الباقي لحضراتكم ..

*(كيف يكون الشعرُ قناعاً..)هذا التساؤل الوجودي يجيب الشاعرفيه عن فرضية بأن الشعر يعتمد على الاستعارات والتشبيه والإحالات وبالتالي الشاعريقنّع الأشياء بلوازم وصفات لاتنتمي إليها إنه يواري ويستر الأشياء ..وهذا مايرفضه كاتبنا من خلال تساؤله



( كيف يكون الشعر قناعاً)
وقد يتساءل البعضلماذا نعتبره وجودي ...الجواب هو أن الشاعر قال(أنقاد إلى العاصفة لأسأل)
إنه يحيلنا إلى العاصفة /والعصف فيه نقض وتغيير وقلب ..
ولكن مالذي يستدعي هذا التساؤل الوجودي ..
إن الشاعر مقتنع تماماً هنا بمقولة /جاكبسون/ حول الشعر



(( اللغة تقول الوجود كما يقول القاضيالقانون واللغة الصحيحة هي خصوصاً تلك التي ينطق بها الشاعر بكلامه الحافل ..أماالكلام الزائف هو كلام المحادثات اليومية ..إن هذا الكلام سقوطٌ وانهيار))
وكذلك هو يحتفل بمقولة النفري( وارني عن اسمي وإلا رأيته ولم ترني)
الشاعر يؤكد من خلال هذا التساؤل الوجودية أن الشعر ليس قناعاً وإنما هو اسقاط للقناع ..


*((وبماذا أنخر صنم الأشياء؟))وهنا الاحتراف في تضمين الفكر بالشعر وتساؤل تقريري..كيف ذلك ..؟
"

يقول ميشل فوكو(( إن عالم الأشياء تخلقه عالم الكلمات))
الكلمة تثبت الشيءوتجعله وثناً لايمكن هدمه مثلاً (( أغصان خضراء ..وأوراق وثمار ..أحدٌ ما أطلق على هذا التمظهر كلمة شجرة / من سماها شجرة ..ولماذا الشين والجيم والراء
فعلاًعالم الأشياء تخلقه عالم الكلمات ..
الكلمات تثبت الأشياء وتجسد الشيء بوثن اسمه الكلمة ..
الكاتب يقول بماذا أنخر صنم الأشياء ...هذا سؤال تقرري كأنه يقول لايمكن أن نبني عالمنا وأشياءنا إلا بالكلمات وهو يبحث عن تلك الكلمات التي لم ينطق بها احدٌ سواه لينتج لنا عالماً جديداً من الأشياء ...
والكاتب هنا يتوافق معماقاله الدكتور نسيم خوري(الشعر هو تعبير يعيد إنتاج الكوندون التخلي عن حيثياته ..)
*((أنثاي مكانلايأتي ))
ابتداءً من هذا النسق يوجه ويحدد الكاتب جهة تساؤلاته إنه يحدد مسير العاصفة
فالمكان لايأتي بل يؤتى ..والمكان هو الذي يخلق الزمان فلولاالمكان لم يوجد قبل أو بعد /التزامن /
أنثاي = المنفعل /المتولد / المعطي ..في داخل الشاعر ..إنها ذاته برغباتها وجموعها وإبداعها ...


السيدات والسادة سأترك لكم باقي مناجم الأنساق فيهذا النص للولوج في عمقها
وأتابع


ملاحظة :
أيها السيدات والسادة :
مانقوله وجهة نظر.. ليس شروط أو قوانين ولكنه تفسير لعظمة الشاعر والقصيدة ..
هذا التفسير يتناول (( كيف يعني النص )) وليس ماذا يعني
وكما يقول ريتشاردز صاحب نظرية الأدب (مايهمنا القصيدة وليس ماتقوله
القصيدة )

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2009, 04:19 PM   #4
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

افتراضي


عوداً على بنائية المرحلةالثانية أقول :
إن من اللوازم الدلالية للعاصفة هو اللحظة التي ستهدأ بهاالعاصفة وتسكن فأين بدأت إشارات البداية للسكون في النص .. نجدها في النسق التالي ..


/ فأين ستستعر الممحاة ُ
وهل للنزف طريقٌ غيرالجرح؟

هنا يبحث عن الممحاة التي يعلم أنها ستمحو كلامه العاصف هذافي النهاية ..هو يشبه كل الأنساق
التي رسمت ملامح العاصفة بأنها حطب كلام والممحاة نارٌ ستحيلها إلى رماد ..ولكن من أين ستبدأ
ليعود الشاعر إلى(فردوسٍ أخاذ خلفه القطر بليلاً )النمطيه /الثبات /الهدوءمرةً أخرى
هو يقرر هذه العودة بسؤاله التقريري

(وهل للنزف طريق غيرالجرح)

فمن النمطي والمألوف والمعروف أن الدم لابد له من جرح وكل مكان يخرجمنه النزف لابد وأن يسمى جرح ..وهو لو استطاع أن يسمه بغير هذا الاسم لفعل ولكن ياسر الأحمد في الصباح لابد بأن يخلع ثوب الشاعر عنه ويعود إلى حياته اليومية((الممحاة تمسح كل ماكتب )) ولكنه لابد بأنه على موعد مع العاصفة دائماً ..
بعدهذا الاستقراء لبنائية النص نجد أن العنوان شكل حوضاً دلالياً للنص .وأنساق النص التزمت هذا الحوض ولم تغادره ..كانت روافد لهذا الحوض الدلالي
فالنص بمرحلتيه / السكون المتصاعد نحو الزوبعة ...الدخول إلى قلب العاصفة ...العودة إلى الهدوءوالكون /..وهكذا هي كل عاصفة
ياسر الأحمد / أحب أن يرسم لنا (( رماد لأوجه الزوبعة )) ولكل منا عاصفة وزوبعة تنتابه ولكن ليس جميعناشعراء..
حضرات السيدات والسادة
لعل ماسبق فيه حجة لناعلى أن كلمة شاعر أو قصيدة بالمعنى المعاصروالحداثي لايمكن أن تطلق هكذا جزافاً أو أنناأمام محض نظريات نقدية متعالية وواهمة ..أتمنى أن نقتنع بالفرق بين القصيدة نقداً وماتعنية القصيدة شرحاً

مع خالص ثقتي ومودتي واحترامي لذواتكم العارفة

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2009, 06:27 PM   #5
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية قايـد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45693

قايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


د.باسم القاسم
ـــــــــــــ
* * *


أُرحبُ بك كثيْراً .

:

هَا أنتَ تُمسكُ الشّموس بِيَدٍ وَ تُهديْها بِيَد .

،

عَن إحدى " عَتَبَات النّص " ، إنْ لم تَكن الأوْلى ..
يُسهبُ الدكتور بَاسم في العُروة الوثْقى بين العُنوان وَ النّص ،
وَ قدْ قِيل : العنْوان : مفْتاح النّص ،
لذَا :
النّصوص المُتفرّدة لا تُفتَح إلا بمفاتيحها ، وَ لا يَجدُها إلاّ مُوجدٌ لها
تماماً كمَا هو سِحر الدكتور شعْراً وَ شعر الدكتور نقداً .

:

الغَرسُ الأول هُنا :
أنْ يَا شُعراء ..
ابْنوا جُدراً حوْل نصوصكم ثُم اجعلوا بها أبواباً وَ عليْنا مَفَاتيحها .

:

شاعري باسم ..
مُتقدٌ حدّ الإبداع .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2009, 08:40 PM   #6
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


هنا مدرسة مكتنزة بالابتكار والتجديد ..

أدوات نقدية مبدعة ممتعة ، وتمكن في التعمق ببحر الشعر وحبر المشاعر ..

فشكرا لك أيها الدكتور الباسق الوارف ..

وشكرا للعطاء والنقاء الذي يسكنك ..

ننتظر هطولك القادم بكل شوق وحبور ..

تقديري .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2009, 11:59 AM   #7
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةاقتباس:نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هنا مدرسة مكتنزة بالابتكار والتجديد ..


أدوات نقدية مبدعة ممتعة ، وتمكن في التعمق ببحر الشعر وحبر المشاعر ..

فشكرا لك أيها الدكتور الباسق الوارف ..

وشكرا للعطاء والنقاء الذي يسكنك ..

ننتظر هطولك القادم بكل شوق وحبور ..

تقديري .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إبراهيم الشتوي ..
عيون النقد العارفة ..
لك خالص مودتي واحترامي ..
وهذا غيضٌ من فيوضكم ..
والقادم أخطر ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.