منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وبكأس الخمر اقتل الطفل المزعج في داخلي
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2008, 09:24 AM   #8
رشدي الغدير
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية رشدي الغدير

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

رشدي الغدير غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أبو طالب مشاهدة المشاركة
.
.
حسا خمرةَ نصّك السّرديّ اللّذيذة دُفعةً واحدةً. وبتأنٍّ، مدّ سبّابته وبصمةَ إبهامه إلى علبةِ سجائره <merit> أزاحَ القِصدير الرّقيق الّذي يُلحّف أعقاب السّجائر- المَقلوبة فوهةً على عُقُبٍ!- واستلّ سيجارةً بيضاءَ -كانَ نَفَس تِبْغها النّائم يُشكو مِنْ ضِيقٍ فِي الرّئتينِ وصعوبةٌ في إلتقاط الأُكسجين- غَرَسَها -بِثِقَةِ المُتمرِّس- في ثُقبٍ صَغيرٍ أحدَثَهُ بينَ انطباق شفتيهِ وبضَغطةٍ واحدةٍ وسَريعة على زرِّ قدَّاحَته فرّ قبسُ الغازِ إلى فوهتها الخامدة أوقدها حتّى بَدَتْ -كما نُقطةِ دمٍ حمراءَ تتوسَّط جَبهةَ امرأةٍ هنديَّة- وأخذَ يمتصّ غُبارها المُتسلّل إلى أغْصان رئتيهِ بنهمٍ -كما لو كانَ رضيعاً مُسغباً يَستحلبُ نَهْدَ أُمّه بعدَ بُرهةِ بُكاءٍ أَضْنا طُهره- واستمرّ في نَفْس العمليّة إلى أنْ وارى الرّماد بمثواهِ الأخير/المِنْفَضَة!

بَعْدَذاك:

قالَ -في قرارةِ نفسه-: أَشْعُرُ الآنَ بأنّه يُمْكِنُني أنْ أتكلّم. وأنْ يكونَ لكلامي معنى. يمكنني أنْ أتخلّص من تردُّدي -أثناء تلاوتي لعملٍ أدبيٍّ رائع- وأحاولَ الكتابةِ بشكلٍ جيّد. فلطالما حَرصتُ دوماً على ألاّ أهمّ بخطّ حرفٍ أو نُقطةٍ إلاّ عندما أكونُ مُتأكّداً بأنّ ما سأكتُبُه لهُ دَلالَة. قدْ ينجم عنهُ غرضٌ سَليم. لذا يجدر بي التّعبير عنّي بصدق تجاه ما أرى. عليّ أنْ أعترف بأنّي أكاد ملامسة روحُ الطّفلِ الشّفيفة الّتي أضفى إليها قَدَح الشّراب حُزناً رائعاً كانَ مِنْ المُمكن أنْ يُقتل بِنصلِ الخيبةِ إنْ لمْ يُفرّج عَنْ روعةِ صَخَبه الباطنيّ- هذا الطّفل الكبير/رشدي الغدير- بِارتكابِ فعلِ الكِتابة الحلال/المُسْكرة!


أيّها الشّاعر البهيّ..
أرجـو أنْ تتقبّلها -ثرثرتي وإزعاجي- بصدرٍ رحب- إذْ أعرفني ثرثاراً وُمزعجاً معَ ولنفسي أصلاً ومن الطبيعي كذلك للآخرين!- فإليكَ تحيّتي وتقديري لما أبدعتَ ودمتَ لمن تُحب.
علي أبو طالب
ما اجملك وما اجمل ثرثرتك البهية
انا في الجوار فقط كن قريبا يا رجل
هل تعلم بأنك جعلتني ادمنك اكثر مني
محبتي لك يا مبدع

 

رشدي الغدير غير متصل   رد مع اقتباس