اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم فرغلي
قطٌ أسود يجوب المساء .. يتوارى في حنايا الشجر .. في دهاليز الذاكرة .. في جذوع البشر ، لتوه رضع حليب القمر وألقاه جيفةً تلوث ماء البحر ، أخرج إحدى عينيه وتركها معلقة على تلك البناية ، رسم قدميه متدلية على صدر سكير هناك ، كثيراً ما ينام بين سطور رواية .. فيوقظه صوتي وأنا أقرأ ، كدتُ أن أُمسك به .. لكن وجدت بقيته تعبث بداخلي .
بعدها أتهيأ بكل أناقتي .. أضع عطراً انتقيته من آخر أحلامي .. وأُسقط رأسي في شراب طفولتي لأبدوا وسيماً كما ينبغي ، لعلي أستدين من البحر نسمة ناعمة وصوت موج هادئ وأرواح عشاق متأملين .. وأنثر بعض القمح على وجه المكان .. فالحمام متى انتشرفإنه يشيع المرح ، وحين أطمأن على كامل أناقتي .. أُطفئ المصباح وألتقي الذكريات .
لم أُهزم بعد .. ما زلت أرى الصباح في رائحة البرتقال .. في عيون الأطفال .. في الكلمات المخبأة بين لثغة الألسنة .. ، كل ما في الأمر أني تعبتُ قليلاً .. كنتُ أعلم أن السلالم ليست مكاناً مناسباً للجلوس .. لكني قضيت عمري معلقا بها .. أخشى الصعود والهبوط .
|
و أنت دائما يا عبد الرحيم أحد كتابي المفضلَّين . لكتاباتك رائحة الكتب القديمة الجميلة
تقبل إعجابي بقلمك