منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خالد صالح الحربي ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2008, 02:01 AM   #3
عُهود عبد الكريم
( أُنْـثَـى اَلْمَـطَـرْ )

فوبيـــــاء ..!



ضوء عابر مُسلط على قصيدة فوبياء هذه المعجزة الشعورية قبل الشعرية ..
كتبتها ذات تعب وسهر ..
وبالفعل كان بجانبي كأسٌ من التوت ..
للأسف لم أستطع إكمالها ../.. الوقت / التعب وظروف أخرى تقف حاجزاً ..
لن أعد بإكمالها لكم ولكني سأكلم قراءتها وأحتفظ بما سأكتبه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



بسم الله الرحمن الرحيم ..
صباح التوت يا خالد / لا أعرفك ولا غايتي بالود تعرفني ..
هنا / تكتبني الأشعار أقرأها وتقرأني ..
رجاءاً يا نحيل الجسم يالـ كلك شعر× شعر ..
تتركني أناجي شعرك المجنون ..!
فتحت..الأسود..الداكن..من..الأشيا..على..الأشياء
__ __ __ __ وجيتك../.مارجيتك../.تحتوي..لوني..وفرشاتي..!!
من..ألف..الكبرياء..وسطرها..المُلقى..على..استحياء
__ __ __ __ إلى..مابعد../.مابعد..التهالك..من..عذاباتي..!!
تهالك../.وابتهالك..ميّتٍ../.يستجدي..الإحياء
__ __ __ __ على..بُعد..القصيّ..من..الجروح..ورحمة..الآتي..!!
يشوفون..الكمان..أعياد..وأشوف..إنّ..المكان..إعياء
وأجدّل..بالكمان..الشعر..وأبياتي..هي..أبياتي..
إلى..من..غنّت..الورقى..أزيد..الفوبيا..فوْبياء
__ __ __ __ وأجي..فكري..بعض..كفري..دواي..بمسحة..دْواتي..
أخذْت..الكيّ..معنى..مُقتبس..من..لفظة..الكيْمياء
__ __ __ __ وفلسفت..الرياضيات..في..قوتي..وميقاتي..!!
يمين..الآه..بعْد..الله..لا..نجوى..ولا..لمياء
__ __ __ __ تسافر..بي..عيون..ولا..عيون..إلا..فضاءاتي..!!
وأردّد..يا..بلادي..سارعي..للمجد..والعلياء
__ __ __ __ من..أوّل..صوت..في..صوتي..إلى..آخر..آخر..سكاتي..
أجغرفني..حكاية..من..وطن..بـ..اصابعٍ..عمياء
__ __ __ __ وأزخرفني..حياكة..في..حكاية..من..حكاياتي..!!
ألف..باء..الـ.(نبي)..قبل..اليدين..تصافحك..يالياء
__ __ __ __ وطن..يسعد..مساءاتك../..قبل..يسعد..مساءاتي..!!
وفاي..يسولف..السالف..قبل..تتآلف..الأفياء
__ __ __ __ وقبل..يتخالف..المتآلف..من..آيات..آياتي..!!
تفرعنت..وصنعت..من..الورق..قبل..الغرق..(موْمياء)
__ __ __ __ تمعّنت../.ولعنت..من..العرق../.أعرَق..بداياتي..!!
نسجت..من..الحرير..أكفان..للأموات..والأحياء
__ __ __ __ وَلا..أكفاني..من..أكفاني..سوى..مايجمع..شْتاتي..!!


في منتصف الفوبياء ..
في المنتصف تماماً يقف القسم فضاءاً رحباً يفتح الأفق ويقفل السفر من العيون إلى العيون !
يمين..الآه..بعْد..الله..لا..نجوى..ولا..لمياء
تسافر..بي..عيون..ولا..عيون..إلا..فضاءاتي..!!
العين بداخل الشاعر فضاء , والفضاء عين ترقبه / تراقبه / ترتقبه .. وتقرّ به ..
من آيات تأمله نحو – العين , الفضاء , نحو ذاته , من حوله – السفر بلا زاد بل بمعيّة التعب , تعداد الأشخاص .. وأخذ الجزء بالكلّ ..!
أتى ذكر ( النجوى ) كفعل لأنه هو المعتلي وقت السفر في الفضاء , هو المسيطر على مسيرة الصوت الصامت غالباً ؛ لأن العين المجردة لا تملك في حضرة الفضاء سوى ( النجوى ) وكأن علامات التأمل ( بمداها الواسع ) في الفضاء لا تكون سوى أسراراً بين روح المتأمل الذي هو هُنا [ خالد ] وبين روح الطبيعة / الفضاء / الكون / المحيط .. هكذا يظهر الأمر لي أو للغالبية مثلي .. فمن يتفرد بالجلوس أمام طاولة التأمل في الكون أو دعوني أقول كي يتلاءم الحديث من البيت أعلاه , إن من يتأمل الفضاء يشعر بأن هناك تجاذب بين خلجات بداخلة وبين عظيم يحيط به , إنه الله خلقنا .. يحيط بنا .. فيحمينا فلا إله إلا هو ..
ربما قال ( نجوى ) لأن مشاعر الخوف من المجهول ( الفوبياء الطبيعية الروحية بداخل كلٍ منا ) وبداخل الشاعر على وجه الخصوص تطلب منه ( النجاة ) كي تتخلص من معادلاتها الأخذة في النمو كلمات تقدم العمر , الهم , الحِمْل ...الخ ..إنه على كل حال قال ( نجوى ) ولم يقل ( نجوه ) ..
أما قوله ( لمياء ) فاللمى هو السمرة المستحسنة في الشفّة , و اللمياء طيبة اللمى , ربما إشارة لأن يكون الفضاء الذي ستهيم به عيناه بيّن الأفق وأسمر , وأعني بأسمر وقت الغروب حينما يكون الأفق بيناً وأسمر ..
وهن نقول: من المناسب إيراد قول المصطفى: [ ليتزوج الرجل لُمّةُ ] أي من تربته وشكله وسبب إيراد الحديث أن الشاعر رفض أو نفى أن تسافر به بعض العيون التي لا يعرفها , وأختار السفر لعيون الكون التي تشبهه أكثر لأن فضاءها رحب بلا قيود كحلٍ يحددها , وبلا حقائب أهداب تتعبه , وبلا حاجبين يحددان المدى ويحصران مدّة امتداد العين ..
بدأت بمنتصف القصيدة حيث هي – من وجه نظري – قمّة التخلص من الفوبياء التي اجتاحت الشاعر فكتب , والسبب أن الله وذكره يُريح الإنسان , والدليل أن بعد القسم أتى حديث الشاعر عن ذاته وإخراج مكنوناته الروحية بلا تحرّج أو رهاب تأملي أو تحرجّ من الذات .. " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
:
:
:
فتحت..الأسود..الداكن..من..الأشيا..على..الأشياء
وجيتك../.مارجيتك../.تحتوي..لوني..وفرشاتي..!!
* قصيدة الفوبياء تبدأ بفعل , إذاً فالشعر هو من ذهب للقصيدة , ربما السبب الليل , عدم تقبله لتراكم الأشياء – وهي لفظة واسعة تشمل جميع ما حول الشاعر من .. 1- ماديات كانت تحيط به وقتما ذهب لـ الفوبياء كقصيدة أو وقتما جسّد فوبياءه الداخلية على هيئة فاتنة = قصيدة .. 2- معنويات حسية داخلية أثارته وحرّكت شجون الحديث مع الشعر للشعر ككائن حيّ يعالج – في دين الشعراء - ..
* تظهر صورة العتمة في الليل المظلم ظلاماً صادقاً وخالياً من أعمدة الإضاءة المنتصبة على أطراف الأرصفة ..
* حينما تعمد الشاعر قول ( الأسود الداكن ) فالصورة هنا دقيق جداً بل ومنطقية غالباً فحينما يغطي الظلام المكان فإن الأمور تفتح أبوابها بلا استئذان على بعضها البعض فتختفي الحدود ونختفي معها المعالم وحرارة الاقتراب أو التلامس , و تبدأ مرحلة العمى الصغرى , الفعل الصحيح حينها فتح الأشياء على الأشياء , حتى تتخبط فتعرف بعضها البعض , وهي القوة المستخدمة وقت الظلام بل هي الأنسب خصوصاً حينما ينعدم بزوغ النور أو الحصول عليه مع ملاحظة أن الظلام قد يكون داخلياً وسط النهار .. النتيجة أنه كي نرى الأشياء بداخلنا بشكل واضح ينبغي فتح بعضها على بعض ..!
* ( الأسود الداكن ) هو الدافع المحرك لكتابة الفوبياء عن الأسود يبعث الخوف ولكنه لا يخلق مرض الخوف إلا حينما يتحكم بدائرة الألوان من حولنا ..!
* إن الخطاب للآخر المجهول – كما أريد / أتوقع – جاء = أتى ولكنه جاء بلا رجاء , إذاً لماذا أتى ؟ يحدث أن نقول للآخرين لا نريد . ونحن في الحقيقة نُريد , إذاً قد يكون السبب الحقيقي من قول الشاعر ( جيتك ما رجيتك ) هو كما جاء في البيت اللاحق ( الكبرياء ) ولكنه أعطاها – أعطى الطرف الآخر – ما كان يريد ( احتواء اللون والفرشاة )بشكل يظهر فيه الشاعر وكأنه لم يذعن للأسود ولا للأشياء ولا للفرشاة ولم تسيل حُقن الألوان منه .. الآن يأتي وقت الطرف المُخاطب فالأمر قد رماه الشاعر بين يديه ويعتمد على ذكاءه إذا كيف يلون بفرشاة الشاعر داخل الشاعر ويبدد الأسود !
* هناك رؤيا .. حينما طلب أن لا تحتوي ( فرشاته وألوانه ) فلأن الأمور تساوت فلم يعد موجود قيمة حقيقية للألوان والفرشاة في ظل سيطرة الأسود وتساوي عدم ظهور خطيئة الأشياء .. هُنا الشاعر أعطاها جملة محددة ذكية ( مارجيتك تحتوي لوني وفرشاتي ) ..
بالمناسبة قد تكون هي السبب منذ البداية في الظلام وبعثرة الأشياء و الفوبياء التي دفعت الشاعر .. الأهم أنه كان صريحاً معها بشكل مباشر تلفه صنعة الذكاء في عدم كشف الورق الداخلي و الاستعانة بالظلام والألوان والطلب المضاء لتأدية الشعور الخفيّ نحوها ..!
:
:
:
من..ألف..الكبرياء..وسطرها..المُلقى..على..استحياء
إلى..مابعد../.مابعد..التهالك..من..عذاباتي..!!
* البيت يخلق مساحة منطقية تستطيع فيها الفوبياء الداخلية التجوال بحرية قدر الأماكن دون مساس بمدى ضعف ورهبة هذا الإحساس ظهرت حدّه الشاعر بالكبرياء ونصب الألف رمز لا يعرف الانحناء ( وهو علامة مناسبة ) فالمتكبر لا ينثني والكبرياء كلمة مشتقة بلطف من ( رذيلة التكبّر – إن صح التصنيف- ) أقول الكبرياء كلمة مرادفة للشموخ المشروع بلا عيب ولا تثريب أما قضية أن يفتح المجال بين الخوف المصاحب للانكسار والأمان الملازم للكبرياء فهذه ( حالة شعرية فردية فريدة ) ..!
* ( جمال ) الألف منتصبة والسطر مستلقي باستحياء , الكبرياء رجل والحياء أنثى .. يأتي العكس حينما تنحني الأنثى كبرياء ويزين وقوف الرجل الحياء , الشطر يعلن صافرة البدء في مباراة الركض خلف رسم الحروف وإعطاء شكل الحرف فوق السطر أو دونه معنى وشعور يوافق ما بداخل الإنسان وكأن البشر حروف وأعمالهم سطور وتقييمهم بمدة تماسك الحروف في الكلمة= الفعل الواقعي , الصفحة هي الشاهد المهم في قضية الحروف البشرية , ففي كل صفحة تعداد لا يعرف الخلط والتخبط والخطأ , الملفت أن النقاط فقط هي التي تكون أعلى السطر لا عليه – غالباً – ربما لأنها حقيقة التميز أكثر من اللازم ..؟
* المساحة بدأت من ( امتداد الكبرياء على سطر الحياء ) واتسعت لتصل إلى البعيد بل إلى ما بعد البعيد من التهالك – من العذاب .. وأقول بأن ( الهلاك ) ككلمة لها مدلول التعب العميق جداً أو معنى العذاب النهائي أو ما بعد العذاب , فيقول فلان: أنا معذّب, فنشعر الأوجاع وعذاباته ويقف التشديد على حرف الذال ليعطينا بعداً بأن الكلمة قسمين عّاب أي أن المعذب يقف بشكل افتراضي بين فكّي الكلمة بين التوبيخ والندم – على سبيل المثال كمسببين للعذاب – لم يقل الشاعر ما بعد العذاب بل قال ما بعد التهالك وأقول بأن فلان – الآخر – لو قال: أنا هلكآآآآآآن / متهالك ,, أي أنه تجاوز مرحلة العذابات , خرج من فكّي الأفكار المتناقضة ووصل إلى ما بعد اليأس / التعب / الذبول بكبرياء التفاني والفناء !
متهالك لفظة تعطي إيحاء بأن شظايا من العذاب تساقطت تباعاً فتهالك , تأكل ليغدو هيكل ولا أعلم ما سر الربط بين الهلاك والهيكل ولكن لربما الاشتعال الداخلي يحرق ويحرق ويحرق ويذيب فيذوب الشخص ليغدو متهالكاً هيكلاً ..
* الملاحظ أن المساحة التي خلقها الشاعر في البيت الثاني مساحة ابتلعت في جوفها باقي القصيدة فهي مرنه حد الذوبان الذي يخلق كبرياءاً مُصاحب للحياء ..!
:
:
:
هذه القصيدة جنووون كثير .. إلى هُنا أتوقف إلى أجلٍ غير مسمى ..!


 

عُهود عبد الكريم غير متصل   رد مع اقتباس