منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ســـــارا ..
الموضوع: ســـــارا ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2011, 11:52 PM   #1
حسين هلال البوحسن
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حسين هلال البوحسن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 498

حسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعةحسين هلال البوحسن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ســـــارا ..


ســــارا .. !


إذا ما مررتم هنا
أوجزوا البوح
لا تحدثوا ضجة فوق نعش دموعي

وارفعوا بالدعاء يديكم
إذا ما أردتم مواساة نبضي
فلا تمكثوا فوق هذا الركام طويلا
فما عاد هذا المكان ربيعي

أعيدوا تفاصيل أصواتكم
واستكينوا إلى الصمت
واقتلعوا إن أردتم
بحقي عليكم بقايا ضلوعي





ســـارا


( 1 )

من قبلِ أنْ تستأنفي وجعَ الحياةِ
وقبلَ أنْ تستأنفي الضحكات
والدمعات
قد أوجعتني قطعاً كثيرة

ومحاصرٌ من كلِ زاويةٍ بآلافِ الهموم
أراك في عينيّ
قبلَ مجيء عينيكِ انـتكاسة متعبٍ
لولاه ما رحلتْ صغيرة

وعلى الشفاه ملامحٌ
تعبت دموعي أن تؤسس شوقها
فبدت تراودني الحكايا
الضائعات على حنين الوقت
بئسا للدموع إذا أتت للآن
تكمل للمسيرة

يا طفلتي
لا تجرحي هذا الشموخ
إن أمك قد هوت
من فوق مائدة انتظارك
حين ألبسها ارتحالك
حلة مملوؤة بالفقد
كي تبقى لهذا الحزن
باكيةً أسيرة

يا طفلتي
وأحار أين أزج بالدمع الذي
ينساب فوق ملامحي
أتراك أدركت المشاعر
حين خلفها غيابك
حين أصبحت العيون تضج بالدمع الغزيز
ينوح بالقلب الكثير
ولا شعور قد يخفف عن أبٍ
أضحت ملامح روحهِ
ثكلى كسيرة

سارا
وأورثني الأسى ضعفين من وجع
فما أنفك أسكب دمعة حتى أعود
ودمعتي ..
للصمت ما زالت فقيرة

سارا
همومي لا تجف إذا ذكرتك
وانعطفت من الأسى فوق الحنين ، أضمه
وأخفف الوجع الذي
يجتاجني
عل الذي بي من صروف الدهر
يؤلمه ضميره

وأنوح
يالي من أبٍ
طعنته في إحساسه الأقدار
وانتشلتك يا عيناه
واتخذت لها والحزن
قبراً بين أعماقي
وجرحا بين أحداقي
وآلام تمزق بهجة العين القريرة

سارا
وهذا الدمع لا ينفك يزدادا انهمارا
يا أين أنت .. ؟
غداة كنت أراقب الأيام
ماحجم انتظاري
حينما تترعرين
وتملكين ملامحا مثلي
على قسمات وجهك نغزتين ،
وبسمة تتقلد الفرح الذي قد كان يملؤني
وغاب الآن حين رحلتِ
يا ( ساره ) الصغيرة



(2)

سارا
وكان الوقت أول دمعة قبل الرحيل
وعلى خطاي
أنا أفقت أشيع الأمل الذي
أمسى بأوردتي نزيل

سارا
ويؤلمني المساء
وما تبقى منه غير صدى
صراخك
والتورد بي قتيل

وحنين قلبي لاحتضانك
ما يزال يؤرق الشوق الذي يلتف
حول جوانحي
وجعا فيشتعل الفتيل

سارا
وموتكِ عاد يرتاد اشتياقي
أين أحلامي التي نشرت
على كفيك
قبل تلعثم الأنفاس
في صدر عليل

ساره
وأثقلني رحيلك بالدموع
فاختنقت
وأي دمع لا يحاصرني
أراه الآن ينخرني
فلا أمل ينوح
سوى التوجع والرحيل

ساره
ويؤلمني التألم
ليس لي إلا المناخ على رحيلك
حين غادر عن حياتي
وجه عينيك الجميل

يا طفلتي ..
هذا مساء
ليس فيه صدى صراخك
لم يعد يتزمل الأشواق
من عينيك نحوي
إن عهد في غيابك طفلتي
عهد طويل

ساره وتنهار الحياة بداخلي
وأنا أراهن
أن صوتك حانياً
مازال فوق المستحيل

للآن أفترش الدموع
وأنت أول من لها
أنشأت بي حزن ثقيل

حيران مما قد يصيب ملامحي
وأنا انهيار
فوق جرف من بكاء
فما استفقت الآن
إلا فوق ناصية الرحيل

هل هكذا
تبدو ملامح طفلتي بعد الرحيل ! ؟

هل تستقر على البكاء
ولستُ أملك في
الحروف
بأن أطيل

ساره
ويكفيني التصور
أن آمالي تلاشت بانتهاء فصول روحك
أن عمري من حياتيَ
قد أقيل

يا أم نبضي
أين أنتِ
وما يزال صدى سقوطك فوق
كفي أول استنزاف
أوداج العويل

قد كنتُ أول من يعانق نبض برك
ساره
وما من آفةٍ تقتات قلبي
غير بعدك
كل هم كل دمع
كل وجد في أسى بوحي
قليل


( 3 )

ساره
وماذا قد تبقى من مماتك
غير عمري ؟
هل كل ما فكرت أن أضع المواجع جانباً
جاءت مقاديري بما لا أستطيع
وناح صبري

لا بأس
يمكن أن أزاول لوعتي
في خفية والدمع يجري

أنا ر بما أخفقت في صمتي
ولكن ها أنا
أنهكت بالأبيات حبري

ونذرتُ باباً للتألم
قبل أن أتوسد الذكرى التي
تمتد عمقاً ..
نحو صدري

وأقفر خافقي
ألماً ..
وضج حنين
آمالي وفكري

ساره
يؤثثني الضجيج بداخلي
هماً فأسقط
بين أوراقي وشعري



( 4 )

سارا
وصبري الآن
يزداد انهيارا

ساره
وانهكني النداء إليك
يا لغة الطهارة

سارا
ويا سرعان ما ذبلت شفاه ملامحي
وغدت تنوح من الرحيل جوانحي
والآن عاد الحزن
حين دفنتُ جسمكِ في ضريح جوارحي
وذبلتُ حين خبت ملامحك
التي استنسختها مني
وكلا الملامح لم تعد تتجسد الأفراح
حين غفوت يا أملي ..
فأصبح خافقي يغفو
على وجدٍ وهذا الوجد يزداد انتشارا

سارا
وأصافح النيران
بالقلب الذي مازال
يكنز لفظ شوقك بانتظاره

ما زال يخفي في ملابسك انهياره
ما زال يحمل فوق جفنيه انكساره
وإلى متى ...!!
يا طفلتي أترقبُ الألم الذي يجتثني
ويُجيز في روحي انصهاره

وأنا تحاصرني الوساوس
آه ما أقسى الرحيل
وأنت أول من يوافقها اختياره



( 5 )


يا طفلتي
مازلت أدخل كل يوم
غرفة خصصتها من أجل عينك
جوربا علقت في أطرافه بالشوق حرفك
وملامح بي قد رسمت لها
عناقا ضمن أحلامي وطيفك

ساره
إذا كان البقاء إلى جوارك سلما
فتعلمي أن تسنديني للبقاء
فإن صمت الدفء
يحرقني فما أنفك أبكي
حزن فقدك


( 6 )

سارا
وصرت رفيق صمتك
حين غادر نبض قلبك عن جواري

ساره
يكاد صدى التألم يستقر بخافقي
فأزيد آلاماً
ويؤلمني وحق الله يا شغفي انتظاري

ساره
أعيدي ما تبقى من معالم ضحكتي
إني أرقت من الدموع
بحجم موتكِ
كل صبريَ وانهياري

ساره
فداكِ أنا الذي عانقتُ
كل صدى
يلامسهُ حنينك
يا أهازيج الحنين بصدر داري

ساره
أراك غفوتِ يا حلمي
وأرهقتِ بأعماقي انتظاراً
كان ينمو في وجودك
واستقر على
اندثاري


تقاطر حزناً هنا
حُسَيْن

 

التوقيع


المسافات أجنحة
لا تجيد الوصول إلى مرفئ
غير هذا الرحيل
والغياب الذي كان بالأمس طيراً يسافر
ثم يعود ..
تحول مثل الدخان الذي حين يرحل
تصبح عودته مثل
ضرب من المستحيل


ريثما ينحني النجم
مازلتُ فوق الثرى أنتظر ..

حسين هلال البوحسن غير متصل   رد مع اقتباس