عبدالعزيز رشيد
ـــــــــــــ
* * *
موضوعٌ شيّق حدّ الـ لانهاية له .
:
قبل الدخول إلى مراجيحه و ترجيحه سأعتذر منك مُبسّطاً الأمر
لي و للقارئ العزيز فيما أوردته من مصطلحاتٍ تضمنها العنوان ،
و أوضّحُ - بناءً على المثال - أنّها لا تتّجه إلى تعريفها النقديّ والفلسفيّ
بل لـ أبسط من ذلك - على الأقل - كما فهمتَه وسأدخل من خلاله بالموضوع .
:
إنْ أردتَ إجابةً على سؤالك / العنوان ، فسأجيبك بـ :
كلّ مُجدّد [ شاعر ] بعيداً عن نعته بالتقليديّ أو الحداثيّ .. لكنّك لا تريد
الإجابة فقط ، ولذلك جاء المصطلحان [ تقليديّ وحداثيّ ] في العنوان
مختلفان عمّا يُراد من إطلاقهما .
سأُفصّل :
[ المُجدّد ] لن يكون مقلداً أبداً بل هو الحداثيّ - إنْ عرّفنا الحداثيّ
في العنوان بأنّه مَن حدّث الشيء وجدّد به - لا تعريفه بأنّه مُنتجُ
الحداثة بشموليّة طرحه - ، وعند اتفاقنا على ذلك لا بدّ أن نفصّل
ما جدّده المُجدّد _ لنقول :
هناك من جدّد الصورة و حدّثها و هناك من جدّد اللفظ وحدّثه وهناك
من جدّدهما كليهما ... مثلاً
قول الفرزدق :
" ما قال لاقط ْ الا في تشهده
ــــــــــــ لولا التشهّد كانت لاءه نـعمُ "
عندما جدّدها الشاعر مساعد الرشيدي بقوله :
" حلفت لا ما قولها لك وانا حي
ــــــــــــ إلاّ إذا قلت انسني قلتلك : لا "
وقد يتفق شاعران بالصورة لكنّهما يختلفنا باللفظ ممّا يُميّز
أحدهما عن الآخر حتّى في سهولة حفظ البيت وانتشاره ،
يقول الحميدي الثقفي :
" مثل الشجر يعطي لنا بارد الفـي
ـــــــــــ يعطي الظلال ولاهب القيظ يكويه "
كما قال بدر بن عبدالمحسن :
" لوّ الشجر له نصيب فـ بارد ظلاله
ــــــــــــ ما حرّق القيض جفني و انت باهدابي "
:
عبدالعزيز
كما قلتُ عالياً : الموضوع شيّق جداً
ولي عودة إليه _ لحينها كل الشكر لك .