منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية (( الغياب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2011, 10:27 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي رواية (( الغياب ))


لعن الله القلق .. لا يأتي بخير ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الأول
كلما هاتفتُها .. أحببتُ صوتي .. فيه شئ من صوت أمي .. بحنانها .. بلهفتها ، له رائحة قباء القديمة .. وسيدي أحمد يشرب أزقتها بعمامته البيضاء وسبحته المُجهدة من توالي التسابيح ، قال لي يوماً والسماء شهيةٌ بيننا .. يا بني لن تجد نحلاً يقع على زهرةٍ مزورة وسكت ، تُشبهه سلمى .. تسرح بعينيها في الفضاء .. لتأتي بعبارةٍ تملأ الفضاء ، هو رحل .. لغز موته لم يفضحه أحد .. وسلمى حتى الآن لم تتصل .

اليوم الثاني
الحمام تحت نافذتي ينقر الأرض .. ووجه سلمى يلتقط الصباح ، يبعثرني الشوق .. تتمدد عينيها داخلي كخراب جميل .. تسقط ذاكرتي في كوب الشاي .. يسخن صوتها .. يتطاير في رأسي كعفريت أحمق .. أُرقيه بتفاصيل العمل المملة .. أُخبئه عن فضول الأصدقاء .. أتلهي بالنت علّه يسقط في موقع سخيف .. وفي المساء أصيح .. يا سيدي أحمد .. الدنيا بلا سلمى زهرة مزورة .

اليوم الثالث
على باب منزلي يقف يومٌ كئيب .. الطرقات لم تزل ترتب الأرصفة .. الأشجار كاسيات عاريات تغازل البنايات ، حتماً سأكون إنساناً سيئاً ، أمشي بوجهٍ حافٍ أمام حماقة المدير .. أنظّف مكتبي من ثرثرة الزميل وأطرده .. وفي المساء أبحث عن صديق نذل يشغلني بحكاياته المقيتة ، هكذا أنت حين تقلق على سلمى .. يصيبك إحباط يتسع ويتسع .. تسوغ لنفسك كل الحماقات .. تصبح نحل مغشوش .. إن وقع .. فعلى زهور مزورة .

اليوم الرابع
زوايا الغرفة تتهادى العنبر والعود .. ففي نومي زارني سيدي أحمد .. كان يقطف التفاح من شجرة نورانية ويغرسه في الأرض .. وأنا ادحرج صخرة عظيمة لأعلى التل .. وأنادي .. يا سيدي أحمد ساعدني .. لكنه لن يسمعني .. فأنا متسخ .. وتصدر من نظراتي رائحة كرائحة الخطيئة ، أغسل وجهي وأجره إلى العمل .. تلتصق ممرات المدرسة في قدمي .. داخلي متضجر من فوضى الإحتمالات .. أهي بخير ؟ حتى صديقتها سناء لم تطمأنني كما يجب .. هكذا يصنع منا الغياب .. عدسة مكبرة لأجوبة سيئة .

اليوم الخامس
طال غيابها .. هذه الأيام كبرتُ سنوات .. ما أصنع بالصباحات التي تتسحب من تحت الباب .. والمساءات المتعفنة من جحيم التكرار ، ليتني سيدي أحمد .. تتجلى له حكمة التأخير .. فيستحيل قلقه حمد وتسبيح ، أمّا أن أبحث عن نفسي في كومة الساعات فلا أجدها .. أن أزحف على قلبي المعطوب ليوم آخر .. أن أقفز كالقطط الجائعة على مزابل الوقت .. كثيرٌ هذا .. كثير .

اليوم السادس
اتصلــــــــــــــــت

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس