منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الضلالة بين الإلزام و الإلتزام !
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2010, 11:47 AM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي الضلالة بين الإلزام و الإلتزام !




* العقدُ الإجتماعي يتجسّد فيما تنظمهُ منظومة الأخلاق في مجتمعٍ ما ، و نحن في مجتمعنا الإسلامي هذا لنا عقيدة تُملينا عقائد أخلاقية نتمثلّها ، و هذا التمثيل لها يكون وِفْق الإلزام أو الإلتزام ، و الفرق بين الإلزام و الإلتزام أنَّ الإلزام يكون من سُلطة عُليا تأمر و تنهى و بناءً على صوتها نرسم لنا خطوطاً حمراء " تابوهات " لا نتجاوزها لأننا في الإلزام هُنا ، و الإلزام يعني أننا مُلزمون لأن هذه العقائد الأخلاقية يصعب أن نتجرّد منها لأنها حق وعدل كالبر بالوالدين مثلاً أوْ الإحسان للقربى ، و هذه الملزمات الاخلاقية أيضاً تمدح و توبخ إذا ما اقترفنا انتهاك سافر لأحدها ،فهي تراقب وتحاسب المنحرفين في سلوكهم عن الصراع القويم . أما " الالتزام " فهو التقيّد الشخصي و تمثيل فعل ما بناء على ما يقتنع به الشخص لذا يلتزم به لكن لا يُلزم به ، بل يلتزمه هنا ، و الالتزام يُشبه إلى حدٍ بعيد السير على قضبان من حديد تُعيّن للملتزمِ الطريق الذي يسير عليه تماماً كسير القطار، ومن الإلزام والالتزام يتألف مفهوم النظام، و مَنْ تمرّد على الإلزام والواجب فقد خرج عن النظام العادل .. و من هذا أجدني اتساءل سمعنا مؤخراً عن " أم الرباب " هيلة القصير و كيف أنها انصاعت خلف ما تدعيّه " إلزام " لا إلتزام ، لِمَ جاء الإلزام لديها مغايراً تماماً عن الإلزام لدينا ، فالإلزام الأخلاقي لدينا يأمرنا بإنتهاج كل خير و البعد عن كل شر بإمتثال أوامر الله و الإنتهاء عما ينهى إليه عز و جل ، و الله سبحانه و تعالى لا يقرّ هذا الإلزام الذي جعلته هيله القصير " شيء مُلزم عليها " و لم تجعله شيئاً متلزماً ، و الإلتزام يختلف عن الإلزام كفرق السماوات عن الأراضِ ..
فهل قد يتخلل العقد الإجتماعي تذبذب بين الإلزام و الإلتزام و نحن المجتمع الذي وضّح لنا الرسول صلى الله عليه و سلم قاعدته العريضه في معنى قوله تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلّا هالك ؟!
" الدين واضح " عبارة مطاطية تُرددْ علينا كثيراً ، و هي تنطوي بذلك على أن الشبهات و الضلالات واضحة و ليست من الدين بشيء ، و هذا حسنٌ جداً ، لكن كيف نستطيع أن نكنس هذه الضلالات المتغمسة بين الإلزام و الإلتزام حتى تختلط علينا فتارة قد نرى كهيلة القصير بضلالة إلزامية كما تدعّي ، أو قد نرى خلطة فكرية كما في بعض مقالات و كتب البعض بضلالة إلتزامية كما يدعّون لا إلزامية ..؟ بين الإلزام و الإلتزام أين عقدنا الإجتماعي ..؟

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس