منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قلب طفلة
الموضوع: قلب طفلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2009, 05:18 PM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 :(
0 اجتماع لمَّ الشمل
0 كَـ أنا؛ كَـ أسطورة!
0 فجري

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 18 - 12 - 1430


جلستُ على مكتبي أدون الحقائق كالعادة ، و أشرب القهوة محلاَّة : كعادتي لا أحتمل المرارة ..

طرقت بابي طرقة ، ثم طرقة ، ثم صمت ..

و اُقتُحِمَت الغرفة !.

خائط هزيل ، منحني المنكبين ، غطت الشعيرات البيضاء القليلة على عيناه فلم أعلم نواياه ..

جلب لي رزمة صغيرة من المجهول مغلفة بقطعة قماش كئيبة ، وَسِخَة ..،

نظر إليَّ مطوَّلاً ، ما أزال محتفظة بنفسي عن عَجَزِه ..

انحنى أكثر ، تقدم أكثر حتى أصبحتُ على استعداد لشمِّ بذور الشرَّ .. فتراجعت قليلا ..

قال : " أريد منكِ أن تسُمِّي فلانا " ، و دفع إليَّ بالرزمة ،

أكمَلَ متفضِّلا : " لا حاجة لأي سؤال ، فقط أخيطي هذه الرزمة في وسادته و اخرجي من حياته فورا " .

ما زلت صامتة !.

و حينها بدت أفعى خضراء صغيرة من رأسه و بَدَأَت بالفحيح ..

نظرت إلى الرزمة مليَّا و ثم أعدت بصري إلى رأسه .. إلى الأفعى تحديدا ..

قمت ، و مشيت إلى النافذة و أشعلتُ سيجارة ..

لم أنطق بكلمة ، و لحق بي العجوز و سحب السيجارة مني و خرج !.

أمسكتُ بالرزمة التي تركها على مكتبي و فضضتها على الأرض ..

و سكبت عليها ماء طهورا و خلدت لكتابتي من جديد ..!

* * * *


بعد أيام ، و في ذات ابتسامة من طفلتي العزيزة التي كانت تلهو بكل ما أكتب ،

دخل ضباب أسود بغناء خافت من النافذة . بدأت الكلمات تثير انتباه طفلتي فأغلفت النافذة و عادت للعب ..

أخذت خنجري و خرجت ، لم يكن من شيء سوى الظلام ،

لكني كنت أعلم ، ما يحتوي الظلام ..



و أطلقت صيحة طائشة و غفوت .. !


* * * *


بدأت طفلتي تكبر ، و أنا أغير مقامي من حين إلى حين ،

و ذلك الضباب الغنائي ما يزال يلاحقها ..

يوما ، وجدته متعلقا بشعرها الجميل يحاول عقد أنشوقة و هي تغني ..

فقصصت شعرها و نهيتها عن الغناء ..

سألتني بحزن : لمَ ، إنه جميل !! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فأجبتها و كلي حب و أمل : أنتِ الجميلة يا حبيبتي ، أنتِ .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ضحكَت ببراءة و تَعَلَّقَتْ بي و غفونا سويا .. !


* * * *


في أسفاري ، كنت أعلم ، أني سألتقي صيادا شرسا ..

و أن قطيع الذئاب يبحث عن أثري ..

و أن الناي يسافر في الهواء ليكون السبَّاق إليَّ ..

و أن الخائط و الظلام ، ينتظران اللحظة المناسبة لإطلاق الضباب ..

و لكن طفلتي كانت قوتي ، و ضعفي أيضا ..

حملتها بقوة و صَمَّمْتُ على أن أكون ملاذها حتى تكون الفارسة شديدة البأس و تغرف من بحار الحكمة ما يغرق الأعداء ..!

و عندها ، لا بأس من المغيب ..!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس