منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أكتُبُ ... وسأكتُب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2023, 02:26 AM   #1
نازك
( كاتبة )

الصورة الرمزية نازك

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 65893

نازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أكتُبُ ... وسأكتُب ...


؛
؛
مِن أين أبدأُ؟

صمتٌ يمثُلُ أمامي كعملاقٍ يطغى على كل شيء، حتّى ظِلِّي!
يُتعِبُني أنني لا أفعلُ شيئاً 
يُتعِبُني هذا الهدر 
أدقُّ التفاصيلِ تسترعي انتباهي،
تقبعُ في مخيلتي، تختمِرُ وتتكثّف
 ولا أقوى حتى على تدوينها

أستميتُ ويتسارعُ نبضي توقاً، لا ضير والحلمُ يتنامى في صدري ونهرُ الحرفِ لا بُدّ سيتدفق 

أرومُ الكتابة كما أتحدّثُ وعينايَ أمام المِرآة
ِ،
أُريدُ الإمساك بخيطٍ طافٍ في قلب هذا المحيط الشاسع
ِ
تماماً كما أغرقُ في لُجّة عينيك ولا أِتقِنُ التجديف

تبتلِعُني تدريجياً وصوتُ الحياةِ في الخارجِ يأخذُ في التّلاشي !

وتلوحُ لي صورةٌ وحيدة، مشهدُ البحر والموجُ يُراقِصُ سفينةً عتيقة وصيادٌ ونوارس وحياة موقوتة على قيد شروقٍ وغروب ...

ثُمّ ماذا ؟
يصطبِغُ الأُفقُ بحُمرةٍ داكنة ، ثم ماتلبثُ وتبينُ الشمس
 وأنا أصحو ولكنها ذاكرتي تنعمُ بهدأةٍ أزلية في كنفِ حلُمٍ يربو في أقصى الروح !
وفي غفلةٍ مِن الكلام، في غصّةٍ بمرارة الصمت 
يفضحُني تبلورُ الشوق في عينيّ

لم تعُد قنواتُ التغافُلِ تقوى ابتلاع المزيد فبات يسّاقطُ كديم السماء 

ثابتةٌ تلك المشاهد قبالة وجهي،كعربة بائعٍ متجوِّل، تدورُ عجلتها في ذاكرتي بلا هوادة 

فأنّى ليَ بوسْنةٍ كتلك التي سرقت طرفي و وهبتني عمراً من السكون !

تتخلّلُ صورتك ذاكرتي كأنسامِ البحر 
تطوفُ بي في جزائر التِّيه وكأنك بي ماثلٌ بين العينِ والهُدُبِ!

وتنسلُّ رويداً خاطفاً ملح عيني وبعض روحي والكثيرَ مِن الحنين

وتَبكيك مواجِدي والأزقَّة ،ضجيج السيارات صراخ الباعة كل تلك التفاصيل تُعيدُني إليك،تدلُّني عليك

وأرتشِفُ قهوتي،وحدي على مهلٍ خِلاف التهامي السريع وأنا في حضرة عينيك!

منذُ متى وأنا أستعيرُ من وجهي أصابع لأكتب إليك، ويسيلُ حبر عيني 
ويتلاشى صوتي،

وتُفرِطُ في التدخين ، وأُفرِطُ في البكاء

وهكذا؛ تمور بنا سفن الحياةِ، وعلَّنا نكتفي، علَّنا نرتوي !
وهذا التوقُ يا بعضي ينخُرُ في منسأةِ صبري، وأراني سأنهارُ لامحالةَ مادُمتَ ياوطني مسلوباً مِنّي
ومادامَ هذا الفقدُ تليداً يستشري في عروقي

كيف أُخبِرُهُم عنكَ ولكلٍ وطنٌ يلتحِف سمائهُ وينامُ قرير العينِ؟

ومن ذا الذي سيفهمُ وجعي، وأنا كالطفلةِ أتنازعُ وأقراني مساحةً صغيرةً تُشعِرُني بالإنتماء ؟ 

لطالما تاقت روحي لهجعةٍ عميقة، ولطالما اتّسعت ليَ الأماكِنُ وضاقت أنفاسي؛ أنا!

ذاك الوطنُ القصيِّ عن عيني، والمختلطِ بأديمي، 

وهكذا كنتَ تسكنُ في الشطرِ الأوَّلِ من الأنشودةِ، وكنتُ أتلوها كلَّ صباحٍ على مسمعِ حواسِّي الهَرِمة 
كنتُ أردِّدُها بحنوٍّ بالغ،
كنتُ أخالُها تتساقطُ على جبينِكَ قُبَلاً وعلى كتفكَ تربيت
!
كنتُ أراني أكبُرُ ويضيقُ عليَّ إطارُ الصورة !

كنتُ أتلوها حُباً وإنتماء 
كنتَ ومنذُ نعومةِ ضفائري، معجوناً بحكايايَ، قابعاً في سُلافِ أخيلتي، مخبوءاً في زوايا لوحاتي،
كنت اللون المحايد في بوتقة الألوان 

كنتَ ولازلتَ ذاك الحرفُ الموشومِ في جبينِ أوراقي والخطُّ المُمتدُّإلى مالانهاية
والحدُّ الغارقِ في الحَيرةِ على خارطةِ الحياة …
ولخوفي مِن أنْ تفلُتَ يدُكَ يدي ؛ أكتُبُ ... وسأكتُب ...





نازك

 

التوقيع

أُدِيرُ ظَهرِي للعَالمْ وأَشّرَعُ في الكِتَابةْ !

https://twitter.com/nazik_a
https://www.facebook.com/Memory.Traps
https://instagram.com/nazik_art1?igshid=YmMyMTA2M2Y=

نازك غير متصل   رد مع اقتباس