منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وهل لفتاوانا بقيّة ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2009, 07:03 PM   #1
ناصر الصاخن
( كاتب )

الصورة الرمزية ناصر الصاخن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

ناصر الصاخن غير متواجد حاليا

افتراضي وهل لفتاوانا بقيّة ؟


النقاب أو التنقّب ، هذا ما توصّلت إليه الأمة في هذا اليوم أن تركتْ تلك المشاغل الكبيرة في العالم ولجأت للنقاب ، بل وتنازعتْ باختلافها فيه ، فبين مُؤيدٍ ومُعارضٍ للنقاب ضاع المُسلِم المَصريّ هذا اليوم ، فتارةً تجدُ فتوى تؤكّد على فتحِ عينٍ واحدة مِن النقاب وتارة فتوى تنصّ على عدم كشفِ المرأة وجهها ، وتارةً تجدُ فتوى تنصّ على عدم تنقّب المَرأة .. وهي آخرُ تطوّر شهده المُسلمون .

هذا ما حدثَ في الأزهرِ بِمصر أن أحدَ الشيوخ قرَّر عدم لِبْس المرأة أو البنت النّقاب حال دِراستها ، وأنه ليس فرضاً على كلّ بِنت وبالتالي لا يجوز ارتداؤهُ في المعاهد الأزهريّة ، وفي الحقيقة فالبعض عبّر عن هذه الفتوى بالمُخْجلة وأنه يجب تراجع المُفتي عن قوله ، وآخر قال إنها حرية للمرأة ، ولا يدري المسلم إلى أين يتجه ؟ وإلى أي طريقٍ يسلك من الطرق ؟

لم يعتقد أبناء الإسلام والمسلمين أن بعد 1400 عام من نزول الدين الآخِر وهو دين الإسلام أن يصل العراك في يومٍ من الأيام للتنازع في هذا الأمر ، فلم تلتفتْ هذه الأمة إلى جِيرانها من المسلمين كفلسطين والعراق ولم تُحرّك يداً أو لِساناً تُدافِع به عن هؤلاء المظلومين ، بل اختارتْ الإصلاح لأمورها الداخلية ، وهو بلا شكّ لا يتنافى مع مَن يقوم بالدفاع عن أخوانه المسلمين ، وإن كان الأزهر اليوم البيت الإسلامي العريق والأصيل ويخرج منه هذه الفتاوى الصريحة .. فتوى الرضاعة .. فتوى النقاب بالعين الواحدة .. فتوى تحريم النقاب ... الاختلاط في الصلاة بين الرجال والنساء ... إلى آخره من الفتاوى التي تكون واجهة للدين الإسلامي لغير المسلم !

لم يكن يوماً من الأيام غير المسلم ميزاناً لنا كي نفعل ما يحبّه وما يُريد ، ولكن لنفعل ما نُحب وما نُريد قبل أن يتكلم غير المسلم ، ولطالما الإسلام كان ولا يزال دينَ يُسرٍ لا دينَ عُسر ، ولم يفرضْ قوانينه وأحكامه كي يشقّ على أمّته والتي هي خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناس ، فماذا ينبغي من خيرِ أمة أن تفعل بأبنائها المسلمين ؟ تشقّ عليهم ؟ تحرّم ؟ تُحرّف "لا سمح الله "؟ وما خُفي أعظم ..

لن أكون متشمتاً أبداً بهم ، ولكنّ غِيرَتِي عليهم هي التي تكتبُ هنا ، لأنهم مسلمون كما أني مسلم ، ويجب على المسلمين أن يحركوا ساكناً ويخفّفوا ما يحدث هناك ، فإن الفتاوى صَارتْ ببلاش ! ولا يوجد هنا في القرية الصغيرة ( أعني العالم ) شيء يحدث بالسرّ أو بالعلن ، فالأشياء صارتْْ لا تنعدم ولا تختفي ، بل يجب عليك أن تبحث عنها بضغطةِ زرٍّ وتحصل على مجلدات حول موضوعك ، لذا فالأزهر وشيوخ الأزهر كانوا ولا يزالون واجِهةً حَيّةً من صفحة الإسلام ، ويجب على مَن يُحبّ أن تكون صفحةَ الإسلام تلمع أنْ يبدأ بالتغيير في كلّ ما يشوب مِن أخطاء ، ونحن لا نريد أن يكون النقاب أو الرضاعة أو غيرها مثلاً يُضرب بها في دناءة وصول الإسلام .. بل نريد تلك الأمثال الذي نضربها حال صدور الإسلام من البطولات والانتصارات التي تُشفي غليل المسلم الغيور ، ولكنّ سرعان ما غابت هذه الغيرة ما بين 14 قرناً .. تُرى مَن يُعيدها ؟

ولابدّ إن كنّا راغبين في إعادتها أن نرجع لتلك الأسباب التي تنقّي وتُطهّر واجهة الإسلام ، وأن تكونَ مثلاً لِلأمة الصالحة لخير نبي (ص) ولا يصلح ذلك ما لم نكن يداً واحدة .. يكشف الأخ عن أخيه ما يشوبه من أخطاء فيكون مرآةً وفيّة له ، تُرى هل كنّا مرآةً وفية مع فلسطين ؟ أو مع العراق ؟ أو مع لبنان ؟ ... أم إن بطولات آباءنا وأجدادنا باتت ورقةً يقرأها كل من أراد الاشتياق والحنين للعزّ الذي كان فيه الإسلام ؟! كونوا مثالاً للأمة البطلة كما كانوا سابقاً أبطال الإسلام ، ولنكن مرآةً وفيّة للأزهر .

ناصر الصاخن
19/10/2009


وهذه هي أولى مشاركاتي معكم ؛

تحياتي الكبيرة ؛

 

ناصر الصاخن غير متصل   رد مع اقتباس