منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سيِّد نقطة!
الموضوع: سيِّد نقطة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2010, 06:15 AM   #7
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي تابع.. قبعة الحظ


سيد نقطة يقف أمام المرآة في غرفته ذات الجدران زهرية اللون، يسرح شعره الأسود ببطء شديد و ينظر عبر المرآة إلى البدلة الموضوعة على فراشه و المُعَدَّة خصيصا من أجل لعبته مع الأرنب ذو العينين الحمراوين.. أوصى سمكة باختيار بدلة مناسبة لشخصية رئيس خدم محترم، و سمكة كان متميزا كالعادة في معرفته بذوق سيده و مزجه بينه و بين المطلوب منه. اندفع في تلك اللحظة باب غرفته طائرا كأن ريحا هجمت عليه، و دخلت شقيقته كساحرة استثنائية، بلباسها الوردي فاقع اللون، و شعرها الغجري المتطاير حولها.. نظر إليها بريبة و فكر أنه لو قام بالعبث بشعرها لأصبحت أشبه بالأسد فعلا ..!
- " وردية، ماذا تريدين ؟! و ما هذا الدخول الصاعق؟! " أشاح بناظره بغضب مكتوم و تمتم: " كالمسرحية تماما! "
ابتسامتها الواسعة كانت تزين وجهها الذي يدعي البراءة في تلك اللحظة بالذات مما منحه شعورا بأن كما أكبر من الإزعاج في طريقه إلى أذنيه. اقتربت منه و قالت بجذل:
- " نقطة، عزيزي.. تبدو فاتنا، إلى أين ستذهب؟! ".

ابتعد عنها بشك أكبر و قال باستياء:
- " لدي نوع من العمل لأقوم به.. و سأتأخر و ربما لن أقضي الليلة في المنزل! " نظر إلى شعره بقلق و كأن دخولها المفاجئ كان ليشوه ترتيب شعره و من ثم استطرد و هو ينظر إليها باضطراب:
- " ألن تخرجي اللية مع صديقاتك كالمعتاد ؟!! أعني .. هل تريدين شيئا مني ؟! " كانت عيناه في تلك اللحظة ترمشان بانزعاج فهو يكره التغير المفاجئ في الخطط، و ابتسامتها التي تتسع أكثر فأكثر زادت من حدة توتره..

اقتربت منه و قالت:
- " نعم، أريد.."، كان يتراجع في تلك اللحظة ببطء و هي تقترب بخطوة واسعة منه و تفاجئه بصيحتها من صيحاتها المبتهجة الغريبة التي اعتاد سماعها حين تكون متحمسة لأي شيء و قالت:
- " انظر ماذا أحضرت لك! "

و أعطته علبة رمادية فخمة، فتحها بشك ليجد فيها ساعة سوداء جذابة للغاية.. ضحك من أعماقه و قال:
- " أنت فتاة غريبة حقا، ما المناسبة ؟! ". أخذت تنظر إليه بدلال و تقول:
- " لا مناسبة، لكني رأيت سمكة منشغلا بإعداد بدلة لك فظننت أنك بصدد مسرحية جديدة من مسرحياتك ففكرت في إكمال التنكر بلمسة نسائية رقيقة.. ربما أنا فقط أرغب في ملاحقتك في كل مكان حتى في كوابيسك؛ و لهذا أعطيتك هذه الساعة حتى لا تفكر أبدا بنسيان أختك الي تحبك جدا! " كانت ضحكته عالية و هو يقول:
- " فتاة مجنونة، وردية تماما !! " و أردف بهدوء:
- " حسنا يا عزيزتي، شكرا للطفك و لكني لن أستطيع إرتدائها إذ أني لا أريد لفت أنظار أحد إلي، و لكني سأضعها في جيبي و إذا ما رآها أحدهم سأدعي بأني سرقتها من شابة ثرية كانت تهمل كل حاجاتها و تتركها خلفها في كل مكان " ابتسمت بشكل حنون جدا و قالت:
- " حسنا، لن أمانع ذلك طالما أنت تعترف بأنك تتمنى سرقة أشيائي دائما أيها الفتى المدلل "، تظاهر بالانكسار :
- " أنا ؟ مدلل ؟! يا لقسوتك.. " و استغرقا في الضحك لثوان قبل أن يأتي سمكة و يعلن أن موعد ذهاب سيده لموعده مع الأرنب قد حان..



 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-21-2010 الساعة 06:27 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس