إلى من تَرك نصفه في الطريق ، ورحل :
رأيتهم بعيني ، ينزع نصفه منه ويضعه في مكان يعتقده آمنا ، والنصف صامتاً لا يُجيد العتاب ولا التفوه بأي سؤال بديهي يمكن أن يُسأل في تلك اللحظة .
ورأيت أخرون يفعلون ذات الشيء ، فكثيرة تلك الأنصاف التي تُركت على الأرصفة ، وتحت الأشجار ، وأمام المقاهي ، وفي الزقاق .
تبدو لي أن تلك الأنصاف ميته ، ولذا سقطت منهم ، أو نزعت على اعتبار أن خلايانا الميتة لا تسقط وحدها ولكنها تحتاج إلى إزالة بطريقة أو بأخرى ، وظني الأكبر أنها قٌتلت ، أو لا .. ربما انتحرت فيهم .. فكم تتعدد طُرق الخلاص من الأشياء ، والأجزاء !.
فالأنصاف التي تخلت عنها أنصافها في كينونة ما ، عاثت بها الريح ، وعلمت نفسها استجداء الحياة من الشمس والمطر وتفاعلت مع أنصاف أخرى جديدة خرجت للتو من أنصافٍ أخرى ..
من هنا ، تغيب ملامحنا ـ ويلبس كل نصف ، نصف اخر لا يُشبهه ، وتصبح الصورة "نشازاً"
هكذا تتشوه إنفعالاتنا ، وعلاقاتنا ، والباقي من عمر الزهور الذي يتحدثون عنه ، حينما نُتْرَك أنصافاً لـ أنصافٍ أخرى قد تركتها أنصاف أخرى .
مارس 2012
______________________
إهداء :