[نازك]

أينكَ مِنّي؟

ألم تسمع هُتافاتي أم تاهت أصدائُها في غيهبِ الفلواتِ؟
ألم ترى إحتراق فَراشُ روحي وهي ترُاقِصُ النُور في سرمدِ الظُلماتِ ؟
ألم تلمس برُودة كفّي .. زفيريَ المحمومُ .. إرتعاشاتي؟




أينكَ مِنّي؟

تجاوزتُ حدود بلادي/ذاكرتي/ وعيي .. سهواً أو عمداً .. لستُ أدري؟
أمتطي صهوة جنوني وتأخذُني خيوط الغروب إلى حيثُ السراب .. ودعواتُ أُمي تتردد في مسمعي اللّهم اكفِها شرّ الطريق !

ها أنذا اتخلّصُ مِن أحمالي وأتركُ الروح تقودني الى حيثُ مدينة تعجّ بالحنين البتراءُ وأعمِدتها التي تطاوِلُ السماء ..
ألوذُ بجنباتِ السكون في زهرة المدائن وعيوني تُعانقُ أروِقة المعابد والكنائس القديمة ..تسحبني نفحات الياسمين حيث قاسيونَ ..
أضيقُ عطشاً إلى البُسفُورِ لأطفيء لَظى ظمأي يرَمقُني البحرُ بـ أساً ..فـ اسكُبُ غزيرَ دمعي ...




أينكَ مِنّي؟

تنُاديني نفحاتُ طِيبةَ أن هلُّمي ..هُنا موطِنُ الحرفِ هُنا علياءُ نخلِ .. هُنا كوثرٌ جاري وريحانٌ وتمرِ
هُنا روحٌ تنُاجيك فأرهفي السمع وأرخي الطرف ولوذي ...
إرمي بأحمالكِ وأنيخي الرحلَ وضُمّي في الفؤادِ لواعِجَ خمدتْ تحت رمادِ الـّ ليت والتمنّي...



تلك يا أُمي كانت أَسفارُ روحي ..فاسألي اللّيل عن سُمّاري؟
دعيني أرتشِفُ خَمرةَ بوحي .. دعيني أُلملمُ حزُني وأنام طويلاً علّ النجوم تصحُو وتُخبِرُعن قصائدَ ضلّت طريقها فكانت رسائل مِن وجدٍ وتَحنانِ





ويتردد في مسمعي صوتُها ...
أين مني مجلس أنت بهِ
فتنــةٌ تمت ســــناءً وسنى
وأنـــا حبٌ وقلب هائــم وفراش حائـر منك دنــا
ومن الشـــوق رســولٌ بيننا ونديمٌ قدم الكأس لنـا


نازك
8/9/ 12