أمسكت بـ " الهارب " و أخذت أعزف بأنامل التحنان و حفيف ثوبي الأبيض الطويل ..
يا صديقي القهرمان ، أمِن حقي أن أتمنى ؟!
و هل تكون رفيقي ؟!
و ماذنب قلبي في الحب ؟!
رَفَّتْ على عيني غمامة ..
و قالت اليمامة : كم أنت حزينة ..
ضاعت الابتسامة ؟! فإني أستطيع البحث عنها ..
تدلت دمعة من عبق عيني ..
فماتت اليمامة .. و لم تبحثني بعد ..
تركت العزف .. و سألت الله السلامة ..
ماتت اليمامة ! ماتت اليمامة !
احتضنني القهروان ..
حاول إيلاذي بمهجته ..
و لكني صحت : ماتت الحمامة ..
عفوا ..
لا أستطيع ..
نظر الأسى من عيناه و قال :
" أنتِ أنتِ الحمامة ..
فلا تقطعي أجنحتي .. رجاءًا
فهامتي بطرفك مستهامة ..
و قلبك الساجي .. يقتلني ملامة ..
لا يا عزيزتي ..
لا تتبعي اليمامة .. "
!!
كل هذا لم ينتشلني من حضن القهروان ..
إلا أنَّ يوما مظلما عبر الجسور ..
و احتلَّ المقامة ..
ثم .. تخلى عني القهروان ..
في دجى الوطيس الحامي ..
و حينها تذكرت قولا لأبي دلامة ..
أو ضحكة كئيبة ..
أشعرتني بالتسول ..
و جرحت الكرامة ..
و عادت أناملي حيرى ..
و أبكي :
ماتت اليمامة .. ماتت اليمامة ..