[سَارة القحطاني]

.
.

واطفو كخشبـــة ,
وتتمدد ملامحك كالخرقة على صدر وجهي !
وأنشر الباقي منك على صدر النوافذ , وعلى وجه كل المرآيا
والصور كما لو كنت أنشر قمصاناً على حبل الغسيل !

أحاول النجاة وما من خارطة بيدي ؟
وما من مفتاحٍ يخلصني من هذه المتاهة ؟!
متاهة الضياع في حياةٍ لست فيها .

كلّي مرتطم ببعضي ,
أذوب في الظلام واختفي دون أن يلحظ أحد وجودي , دون أن يتعثر أحدٌ بظلي !
آمل في كل مرة اعقد فيها صفقة مع هذه الحياة ألا أعود إليها مرة أخرى ,
أن اصطدم بصخرة كبيرة ويتفتّت ألمي !
أن اتمزق في المنتصف كما لو كنت أغنية تتمزق في كرنفال كبير .

آمل في كل مرة أهرب فيها من ميناء إلى ميناء ,
من مستنقع لآخر أن اضيع , أن ألتحم بالفراغ ,
أن تبتلعني الأمواج , أن أعلق في وحل خيباتي إلى الأبد .

ما دمت لن تكون الغصن الذي أتمسك بهِ فلأغرق كليّ ولا أنجو !
ما فائدة النجاة للظفر بحياةٍ كالجحيم ؟ بحياة اشتعل فيها كجمرة ؟
بحياة تنطفئ فيها كل النجوم ؟ وتذبل على صدرها كل الأحلام والأمنيات .


القهوة التي اندلقت على قميص أحلامي واحرقتني يوماً
حرمتني فرصة أن اغادر المكان وقلبي معي .
القهوة تلكَ وضعتني على عتبة المتاهة ,
تيبست ساقاي هناكَ منذ تلك اللحظة
وما عدت اجرؤ على الهرب أو
بالأحرى ما عدت أؤمن بالحياة خارجها .

الحياة بالأصل متاهة !
لكن المتاهة التي فقدتُ فيها ملامحي , وأحلامي لا تنتهيّ أبداً ؟
إنها تبتلع كل شبرٍ , كل مساحة فارغة في قلبي , كل إيقاع دافئ يحتضن روحي ,
كل غيمةٍ وكل نجمة .. أشعر كما لو أنني سماءٌ عاريـــة ,
سكة قطار مهجورة , مقعدٍ خالٍ في صالة سينما مزدحمة بآلاف البشر !







سارة القحطاني