منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشمس و سواسي !! أول مشاركة لي = )
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2008, 02:52 AM   #1
ابراهيم سلطان
( كاتب )

الصورة الرمزية ابراهيم سلطان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ابراهيم سلطان غير متواجد حاليا

افتراضي الشمس و سواسي !! أول مشاركة لي = )


الشمس و وسواسي !!



أول مشاركة لي في منتداكم الراقي .. و أتمنى أن تنال إعجابكم = )

" يا ترى هل ستكون درجاتي عالية ؟ يا ترى هل ستعيش جدتي بعد مرضها العضال ؟ يا ترى هل سينتهي خلاف أمي و أبي على خير؟ "

كل هذه التساؤلات كانت تدور في رأسي الصغير و كانت تزعجني و تؤرقني و تنكد علي سعادتي !!
ما إن أشعر بالسعادة حتى تعود هذه التساؤلات إلى رأسي و تبدأ بالدوران كعقارب الساعة التي لا تعرف التوقف ! لا أعرف ماذا أفعل لأتخلص منها ، فقد أصبحت شيئاً اعتيادياً تعودت على حدوثه يومياً ، اعتقدت في فترة من الفترات إن هذه التساؤلات ليست سوى خصلة حميدة ! أجل خصلة حميدة فكلها عن مستقبلي ، أصدقائي ، أهلي ، خلاف هذا و مرض ذاك ، ما أجمل أن يفكر الإنسان في مستقبله و في غيره !

و في أحد الأيام خرجت إلى الحديقة المجاورة لمنزلنا لكي أرفه عن نفسي المعتلة بكثرة التساؤلات و القلق و التفكير ، جلست على كرسي خشبي و أطلقت لنفسي العنان و سمحت لها أن تنسى همها و تتأمل قليلاً في ما حولها، كل شيء كان بديعاً و رائعاً ، يستحق التأمل و التفكير ، هذه الأزهار الملونة ذات الرائحة الزكية ، و هذه الأشجار الكبيرة التي لم تفلح الرياح القوية باقتلاعها ، و حتى الكرسي الذي أجلس عليه ! إنه مصنوع بمهارة و دقة فسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، سرحت أكثر فأكثر فيما حولي و جلست أتأمل كل صغيرة و كبيرة ، حتى استوقفني منظر رائع، و لوحة مرسومة بكل دقة ، لوحة لا يستطيع رسمها سوى الخالق سبحانه ، لوحة تتواجد يوميا ً و في كل مكان ، إنها ببساطة " غروب الشمس ".

عند الغروب .. تبدل الشمس خيوطها الصفراء بأخرى برتقالية لتعطي الحديقة منظراً رائعاً و تصبح لوحة متكاملة لا يضيعها أي رسام !

الشمس ، ما أسعدها ! فهي لا تشعر و لا يوجد ما يقلقها .. آه يا لشدة غبائي ، هل أحسد الشمس ؟ و على ماذا ؟ هل لأنها مسيرة و لا تفعل سوى ما كتب لها في هذا الكون ؟ فها هي تشرق هنا لتغيب هناك ، و تغيب هنا لتشرق هناك ، إنها مسيرة حسب نظام دقيق وضعه لها الخالق سبحانه ، لحظة .. لحظة !! ما أشبهني بها !! عجباً لي ، لماذا أحسدها؟ أو لست مثلها؟ ألست مسير في هذا الكون بقدرة الله ،و كذلك أهلي و أصدقائي لماذا أقلق من أجلهم ؟ و قد كتب الله لهم كل شيء و لن يصيبهم سوى ما قد كتبه الله لهم.

... ساعدني منظر غروب الشمس على التخلص من وسواسي و من هواجسي ، علمتني الشمس أن أعيش حياتي مطمئن البال و ألا أقلق بشأن المستقبل فهو بيد الله ، علمتني أن أعيش كل لحظة بلحظتها و أن لا أفكر إلا في الحاضر فالمستقبل عالم مجهول لا نعرف عنه أي شيء ، فلا داعي أن نقلق أنفسنا من أجله ، علمتني الشمس أن مصيري مكتوب و سأواجهه و علي أن أرضى به مهما كان .

علمتني الشمس الكثير من ما لم أستطع تعلمه وحدي..

فــــ شكراً للشمس !!

 


التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم سلطان ; 02-06-2008 الساعة 02:55 AM.

ابراهيم سلطان غير متصل   رد مع اقتباس