بسم الله الرحمن الرحيم
آخر قصة كتبتها .. أتمنى أن تنال اعجابكم : )
(( ليس هناك مسحوق زينة أجمل أثراً من السعادة )). (*)
..
يراها دائماً في بيت جده، السعادة لا تفارق وجهها، و الإبتسامة دائماً نابعة من قلبها، لهذا السبب أعجب بشخصها، ولهذا السبب أيضاً أثارت استغرابه و فضوله ، و لهذا السبب يراها مميزة عن الآخرين.
ود لو يعرف لماذا هي سعيدة دائماً ؟! و كيف هي هادئة بهذه الطريقة العجيبة؟ و لماذا لا تفارق علامات الرضا وجهها ؟ إن الناس عموماً تثور ثائرتهم لأتفه الأسباب. كيف ارتقت هي لهذا المستوى .. تمنى أن يسألها، و لكن حياءه يمنعه.. سأل أخته فأجابته بأنها " كووول وماخذة الدنيا برواقة". إجابة لا تشفي فضوله. عليه أن يسألها بنفسه. يجب ذلك .. لو لم يستطع أن يسألها وجهاً لوجه.. فبالإيميل .. " أجل و لم لا ؟ " . قال لنفسه.
أخذ الإيميل من أخته، و كتب الرسالة التي تحوي أسئلته بأدب جم و فضول ما بعده فضول ، و بعد تردد دام بضع دقائق ضغط على SEND .
و في نفس الليلة جاءه الرد.. أجابته ابنة خاله على أسئلته الفضولية. وصل الرد بسرعة. ولكن بالنسبه له فقد وصل متأخراً، و هذا طبييعي لمن ينتظر على أحر من الجمر.
و بدأ يلتهم الحروف بعينيه ، عفواً .. يقرأ الرسالة.
..
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الحمدلله بخير .. كيف حالك أنت؟
شكراً على الرسالة اللطيفة، ويسعدني أن أرد عليك.
اممم الله يسلمك في سن المراهقة، كنت كثيرة الشكوى، كنت أشتكي دائماً. لا يعجبني أي شيء. أي شيء بسيط قد يثير أعصابي و يقلبني رأساً على عقب. الحياة برمتها كانت صغيرة و تعيسة بعيني. و بصراحة مطلقة و بيني و بينك ، كنت بعض الأحيان ألعن حظي، ألعن كوني أنثى، ألعن كل شيييء قد يطري على بالك، حتى إني في بعض الأحيان أعتقدت أن الله لا يحبني. لأن هناك الكثير من الناس أسعد مني و ربما أفضل مني.
و في أحد الأيام المشتابهة، و خلال أحد لحظات الضجر، وقعت عيني على كتاب، فتحته لأتصفحه و أنا بقمة الملل، فوقعت عيني على عبارات متتابعة، لا تزال راسخة في ذاكرتي. و كيف أنساها و قد كانت السبب في تغيير حياتي.
أولاً الكتاب الذي قرأت منه العبارات من تأليف الكاتب الذي أصبح كاتبي المفضل .. البرازيلي باولو كويلو .
و العبارات هي :
(( اليوم ثمة كنز ينتظرك في مكان ما .. قد يكون ابتسامة صغيرة .. و قد يكون فتحاً عظيماً .. لا يهم ..
لا شيء ممل في الحياة ، كل شيء يتغير باستمرار.
الملل ليس في العالم .. بل في الطريقة التي نرى بها العالم. ))
دخلت هذه العبارات ذهني، و فكرت فيها تفكيراً عميقاً، فعلاً .. ربما لا يكون العالم ممل.. ربما أنا التي أنظر له على أساس أنه ممل.. ربما الحياة جميلة، و لكني أنا التي أنظر لها بتعاسة. لم لا أجرب تغيير نظرتي.. لأجرب و مالذي سأخسره ؟
و بعد حين .. أصبح كل شيء يدخل السعادة في قلبي. ابتسامة سعيدة، حوار ممتع مع صديقة، كتاب أو فيلم جديد (**)، حتى الدراسة أحببتها لأنها ستنفعني. وجدت سبيلي للسعادة. و بت أرى كل يوم كأنه فرصة. فرصة لأعبد الله، فرصة لأعيش الحياة. إن في كل يوم شيء سيدخل السعادة على قلبي. بت واثقة من هذا الشيء 100%.
و لم أعد أشكو و لا أتذمر، و أمسيت راضية دائماً.. و لمَ أتذمر و أشكو و الله يحب عباده ؟ إن ابتلاني فهو يحبني و يختبرني. و إن أخطأ بحقي أحد فقد كسبت الأجر. و إن درست نفعت نفسي و كسبت الأجر أيضاً. الحياة فعلاً جميلة يا ناصر. إذا نظرت لها كما أنظر إليها فستحب كل أيامك. هل عرفت الآن سر سعادتي الدائمة ؟
شكراً على الرسالة مرة أخرى يا ناصر. و أمي تقول لا تنسون تجيبون صحونا معاكم يوم الجمعة : p
...
ابتسم ناصر لكلمات ابنة خاله و وعد نفسه بأن يطبق ما جاء فيها.
و بعد 3 سنوات أصبح يعيش في سعادة يغطبه الجميع عليها، يعيش في سعادة مع زوجته التي يشعر بأنه امتلك كنزاً بامتلاكها، و للعلم زوجته هي كاتبة الرسالة .. الرسالة التي غيرت حياته .
تمت.
(*) : لا أعرف من كتب العبارة ^_^
(**): الجملة شبيهة لجملة ذكرتها الكاتبة وداد الكواري في إحدى مقالاتها.