[عبدالعزيز رشيد]

طالما أنّنا قد عرّجنا على أرامكو وظروفها والطفرة التي احدثتها والنتاج الشعريّ الذي رافقها فنعرّج عند ظاهرة أخرى من مظاهر التطوّر وهي النقل (الكدّادين) الذين يسيرون بشاحنات عتيقة ومزعجة تكاد تصمّ أذن سائقها! وطرق غير معبدّة أشبه بالقاع المظلم والأكثر من ذلك خطرة! كانوا يرتحلون لجلب البضائع طلبا للرزق, الكثير من القصص تُحكى عنهم وعن معاناتهم وتعبهم وكان هنالك نتاج شعريّ قيّم يصف كلّ شيء ومن بين الشعراء الذين عملوا بهذا المجال هو محمّد سليمان المحسن الذي يقول:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بنت ماحطيت لصدوغي وسـاده=واتوخر كل ماأنكـف الضلالـي
ولاخذيت النوم في المشراق عاده=أطرد العيشه وأبي مكسب حلالي
فوق أخو فلفى وأكمل له عتـاده=محتسن فيه الأوانـي والدلالـي
في مشاهي نجد وأمشي في براده=وكل ماهب الهوى ينساح بالـي
والفتى وان كان مايغلـي بـلاده=مايجي في ديرة الأجـواد غالـي
حالفن ماأرضى لنفسي بالزهاده=دام ماحطيت في قبـرن هيالـي
من مدارس بول حصلت الشهاده=قبل دله يفتحون الهـا مجالـي
أشتغل وأخـذ بيمنـاي الزيـاده=ولا خضعت لمشرفن مثل النعالي
ولا طلبت مساعدة صاحب سعاده=ولا طلبت معاونة صاحب معالي
أطلب اللي رحمته تشمل عبـاده=كافـل الأرزاق يعلـم مابحالـي
الله اللي يرزق عيـال الجـراده=لاتركتهم فالخلا من غير والـي
.[/poem]

طبعا وبعد زمن أصبحت الطرقات أسهل ومتداولوا تلك الشغلة أكثر وتنحّوا القدماء بحكم الأعمار فقال بعد سنين:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يارجلي اللي صابها غرغرينه =بالصبر اعالجها وعيت تطيبي
وراحت نحيفة عقب ماهي متينه =وعقب الشباب اليوم وا كثر شيبي
الشيب اعرفه والعرب عارفينه =ومن عقب التسعين ماله طبيبي
يا قلب ياللي يبس موزه وتينه =وعقب المطر والسيل جفت قليبي
من يوم فارقت الشفا والمدينه =ونايف* مسهل كل درب(ن) صعيبي
.[/poem]

*نايف:الأمير نايف بن عبدالعزيز