منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كل عام وأنتِ الحب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2006, 05:34 PM   #1
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

افتراضي كل عام وأنتِ الحب


مواويل الغرام يا دمي
كل التحايا دون مقامكِ فاتنتي

وتأتي اللحظة كأنها طفلة لا تبالي حين تبكي في حنجرتها الأنشودة , تأتي اللحظة ويأتي السؤال وكأنه يتكيء على هذه اللحظة ليعلن ماذا ستمنحني؟
الإجابة أكبر من السؤال , وبهذه المفردة يبحث عن الآخر في صيغة سؤال استفهامي - ماذا ستمنحني في عيد ميلادي ؟ - , ويأتي اكتمال السؤال أغنية ترنم بها الصدى في عمق أعماقي ويأتي النبض نحتاً من الأضلع لدفء الحب .
تأتي الليلة / ليلة ميلادك وأنتِ تقفين على مشارف شرفات الرحيل لعام قادم وسنين مضيئة بعقود الأمل والتفاؤل , يضيء وجهك وأنتِ تخطرين على الطرف الآخر من مسافة البعد بيننا فيمتليء فراغ الغياب بأبخرة الذكريات , تنتشلني الذكرى لأقف أمام صورتك لتنساب من الذاكرة نار الكلمات حين تكون الكلمات آهة في مسافات نداء مخضلّة بالدمع , حين الوحدة حقل ينمو فيه الحنين ويورق أحلاماً تزداد هذه الليلة توهجا , حنين يرغم الذاكرة مهما ترمدت على إبقاء من يستحق الذكرى والتذكر في أعماقها .
وحدكِ أنتِ غيمة مثقلة بودق الحب وسقيا الفرح , تغرس في بحر حياتي المائج بالألوان جزيرة خضراء أرحل إليها بكثافة العشق وجفاف السنين .
وحدي أنا حباً في عينيك مولده , ملحمة الحزن وشهقة الفرح في دواخلك , أنا لكِ مقاماً حجازياً يموّله الشجن على أهداب التذكر .
وحدنا نخطو فوق منارات الحنين , نحتضن آهات العشق , نرسم على الشواطيء مراسي ونوقد لصواري الحب ألف شعلة شوق.
ووحدها كلمة الحب تخطو نحونا , تزرع الأماني بريقاً في العيون , نتوخى من خطوها حزن تتكيء عليه أنّات طريق تركض فيه مخاوفنا التي تتضخم يوماً بعد يوم .
يا أجمل العمر
ذاك السياج غصّ بحشود الانتظار , اجتاحه الشوق , أنهى آخر جيوب المقاومة في مدن الصبر لتنبعث الأصوات الساكنة في دواخلي نداءاً متواصلا ..
يا تلك الأنامل التي ضبطت دوزنة حياتي , مازالت كلماتك تدندن عليها أذني , ومازالت إشراقتك الدائمة تحقن أوردة نهاري دفئاً وعطرا , على سواعد عطرك تتكيء أنفاسي وبأردية دفئك ألوذ حين الفرار من زمهرير الصمت وصقيع الوحدة .
ماذا أمنحك فاتنتي ..دموعاً في صرخة شوق أم همساً تمتليء به دواخلي شجنا , فقراً لا أملك فيه قيمة رؤيتك أم زفرة تباريح كلمات عجزت عن البوح في إغفاءة ليل ..
ماذا أمنحك والعمر كل لك بحنين ماضيه وحنان حاضره .
ماذا أمنحك وأنتِ كل الدنيا حين كان لعينيك بريق بدل النجوم و لثغرك همس بدل القمر , حين كان لقلبك اخضرار بدل الحقول ولأناملك حنو بدل المطر


يا حرفاً كتبته الأقدار
على خطوط الجبين
خذيني
وقبل أن أسقط
في براثن يأسي
انتشليني
انزعيني
من ذاك الذي يبدأني وينهيني
وخذيني
أحتاج إليك
أميرة حلمي
لتناديني
يا دمي
النابض عشقاً في شراييني
أن أكتب عن يوم ميلادك
حلم يكفيني


كل عام وأنتِ على الدوام
الأغلى في عيني
الأعلى في قلبي
الأنقى في دمي
الأبقى في حياتي
كل عام وقلبك الفياض ينبض يوسف
,
,

الحربيــ يوســــــف

 

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس