منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - باراسيكولوجي !
الموضوع: باراسيكولوجي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2008, 09:51 PM   #2
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي Telekinesis


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







رفعتُ اصبعي باتّجاهِ الشّمس و أنا طِفلةُ العتمةِ التّائهةُ بينَ مظلّاتِ الشِّتاءِ و أرجوحاتِ الغيمِ , تطوي خصري الورقي و تُهديهِ لوعدِ نهرٍ بعناقِ البحر !

أنا المُمعنةُ في السُّكون , الغارقةُ في لُجَجِ الصّمت , المُختارةُ لصواعقِ الحبِّ , تُحرقُ أشجاري لتُعيدَ لجسدِ اللقاءِ حبورَه المُلقى على قارعةِ الإهمال !

أنا حبيبتُكَ الافتراضيّة , أوردتي أشياؤكَ المُفضّلة و عيناكَ تُجيدُ نقلَهما من جسدٍ إلى آخر كلّما شعرتَ بالمللِ من لونهما الأزرق .
قلبيَ دندنةُ روحك , تُؤرجحهُ بينَ حبالكَ الصّوتيّة ما بينَ أوبراليّةِ اعتناقهِ لصدرك و كونسرتو غيابِهِ عن النّبض !

نظرتُكَ لم تُخلق من العدم , و هي القادرةُ على تحويلِ لهفتي إليكَ إلى حزنٍ عميقٍ يدفنهُ صمتي الذي تكره ,
هي القادرةُ على قلبِ حُزنيَ المدفون , إلى ذاكرةٍ موبوءةٍ بنسيانِ كلّ شيءٍ عداك .

أنتَ رجلٌ يفيضُ بالطّاقة , يصنعُ من النّجومِ كريستالاتٍ في لحظةِ حب و يجيّرُ نورَها لخاتمٍ مدوّرٍ كصوتك ,
ثمَّ لا تحجبها غيمةٌ عن أعينُ البومِ الملتحفِ بصمتِ الليلِ في لحظةِ غضب !

أنتَ رجلُ الأشياءِ الموسومةِ بالحياة , المتصوّفُ بالغيمِ و الحصى و أشجارِ السّنديان , المُسافرُ في جفنِ التّفاصيلِ الغافية , المُرسلُ الدِّفءَ إلى أعماقِ المُحيطات , هناكَ حيثُ تنبتُ لؤلؤةٌ كلّما غرقَ حبٌّ ما !
طاقةُ الأشياءِ الكامنة أنت و قدرتُها على اقتباسِ الضّوءِ و إشعالِ الفرح , مسقطُ الشّمسِ و مخزنُ دفئها و مسرِّبُ حرارتِها إلى برودةِ أطرافِ الليلِ و أصواتهِ المبحوحةِ قلقاً .

أنتَ القادرُ على جلبِ الوطنِ إلى قلبي و إقصائي عنه , و زرعِ الرّوحِ في انتظاري و تململي منه , و تحويلِ قصبِ السّكَّرِ في صوتي إلى أنينٍ مكتوم , ثمَّ تفجيرهُ في رئتي !

أنتَ القرارُ الغامضُ و اللّحظةُ المصيريّةُ الّتي تنقلُ الاشياءَ و الأمكنةَ و طاقاتِ الغيابِ و السّعادةِ و الشّقاءِ الحلو , من قلبي و إليه !












* اللوحة لـِ فان كوخ

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس