منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (( حين يُفضي الكلام إلى مقبرة )) ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 02:56 AM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية نهله محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1186

نهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي (( حين يُفضي الكلام إلى مقبرة )) ..






(( حين يُفضي الكلام إلى مقبرة ))




كنتُ بكامل طموحي , أفكر أن أقتنص من الحياة ما يكفيني للبقاء طافية بلا أطواق نجاة . الأمر الذي تحول إلى مأساة حقيقية عندما ماج البحر مستعجلاً على الصخب, وانتكست الأشرعة ومازلت أجهل آلية السباحة .
لمجرد أن تظلل أنوثتي كلمات أمي , تنعطف فيّ النبرات , وتخلق مني شارعاً لا نهار يعبره . بكل تفاصيل الخطى المُهملة .. بأصوات المبذرين أعمارهم على الأرصفة .. بجنون الوقت الذي لا يترك أحداً إلا سواه بالنسيان ..فألتف على نفسي ,
ظهري بظهر الباب , أغلق أضوائي تماماً وأبكي حتى أنتهي لحنان المناديل بلا أمل .
العودة إليّ على أني أنثى يعني أن أخسر ما ستكسبه الذقون ببساطة , حتى لو كان حقاً مشتركاً مشروعاً .
ها أنا أعود لحميمية الصفر مجدداً , الصفر الذي بدأ بكل الأشياء وانتهت إلى غيره , مازال يبدأ وينتهي بي ..
عادةً , أصل لحضيضٍ كهذا , عندما أجد المستقبل رهن بلورة التصنيف , رهن أصابع تحررت من أكفها بعيداً عن الضمير كي تتعقب مآلنا .
يحدث أن أصبح في دائرة الصفر سجينة , عندما أراه و قد صار طوع مدينة كهذه , بنوافذها المفتوحة على الترقب , وشوارعها المرصوفة بعيون الذئاب , وبيوتها المتكتمة على الأفواه التي ينبت فيها الحديث بحكاياتٍ لا جذور لها . وأنا في خضم كل ذلك الزحام , لا أملك إلا أن أعقد شعري أو أستحم وأموت تحت عباءتي مثلما تخمرتُ تحتها.
قالت : - البنت عندي ما تسافر إلا بزوجها ..؟
هذا هو الكلام الذي يُفضي إلى مقبرة . قلتها في نفسي دون الإكتراث بسلسلة الكلام الآتي . الكلام الذي يشبه سراديب معتمة, بل يشبه متاريس مسننة , يمر من بينها ضعفي كشريطٍ مبلل بصدى الذهول الأول .
وكردة ضعف , افتعلت انهماكي في تبادل الضحكات عبر نافذةٍ إلكترونية كانت تبصق في وجهي بقية أحلامي . كان بودي صفع أي شيء .صفع الحائط المقابل بكوب الماء , صفع الأرض بمحمولي , أو صفع نفسي بنفسي حتى أغيب عن واقع هذا الوجع .
في داخلي ثورة , فالنار لا تعني كل شيءٍ للغليان . ثمة ما يجعل للفوران خاصية أكثر ديمومة من النار وحدها , وثمة ما يجعلني أتقبل الأحلام باردة تعود لوجهي ,
دون أن أهدر من سخونتي درجةً واحدة من الرفض . حاولتُ بلع الملح بلا دمعة تغص بها عيني , حاولت إلإبقاء على صلابتي لأطول صمودٍ ممكن قبل أن أصبح كائناً رخواً , تتغير ملامحه بمجرد لمسةٍ خفيفة .
و كنتُ قد نويت الموت خفيفة , خاليةً من الأحقاد , تشيعني للمثوى الأخير آمالي . لذلك لم أعر اهتماماً بالغاً للزوج الذي نسي أن يهتم بوجعي الثلاثين ونام على حصانه نومة أهل الكهف ,
لم أجدول الوجع الزمني الذي خلفه غياب أخي عندما قُطعت له تذكرة لمجدٍ طالما تمنيته . تحاشيتُ مراراً الخوض في مقارنةٍ أنا فيها الأنثى الخاسرة مقابل رجلٍ يحق له العبث قبل وضع الأمور في أُطرها المفترضة..
في طفولتي سألتني المعلمة ما إذا كنتُ أدخر حلماً يُثقل حقيبتي المدرسية , أجبتها وبيني وبين عينيها مسافة خطوةٍ واحدة من الثقة , وما يكفي لملايين الإبر التي تضخ أحلاماً زاهية : - أبغى أسير دكتورة .
الآن ,
يسأل عني " الروب " الأبيض , والكمامات الزرقاء تصرخ حانقة , وماذا يعني أن تكون طبيبة ...!! المقصات كانت قد جٌنت فجزّأت الطريق , وأبقت لي من الامتداد ما لا يكفي خطوتي .
أما المشارط فتواطأت مع الحديث و شوهت قلبي نيابةً عن الكلمات التي حفنيها الغبن .
تقول إحداهن مدحرجةً قنبلة بعد حديثٍ طويل : - البنت مالها إلا بيت زوجها .
تصادق على إنفجارها الأخرى : - مالها إلا انها تربي وانتي الصادقة مهما اتعلمت . يدوي الإنفجار الثالث عنيفاً : - وتعلق الشهادة في المطبخ .
يضحكن ..فـأنتثر , وقلبي بعد دقائق ينزّ بالأسئلة على حافة البناية . أختار ألا أكون على أن أكون ولا أكون معاً بحسب أهواء الآخرين . سويعات وسيضج غبار المدينة بحزنٍ جديد , ويسألني الملك من ربك ؟ : سأبكي .. وأقول : " أنا أنثى يا لله " ..






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 09-17-2010 الساعة 03:09 AM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس