منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عذراً ياوطني
الموضوع: عذراً ياوطني
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2010, 01:07 AM   #1
سماح عادل
( كاتبة )

افتراضي عذراً ياوطني




عذراً ياوطني

تابعت بصمت مشاعر المواطنين بيوم الوطن, وقرأت بعض مما كتبه الكتاب عن منافح الوطن وما قدمه الوطن
وعن مناقب المؤسس وكل عبارات الإطراء والإجلال بمناسبة هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع
رددت في خاطري , هل هذا كل ماينتظره الوطن منا؟!
هل الولاء لوطننا يكون بإعلان مشاعر الفرحه الصاخبة وتوشح علمه وصبغ الوجه وكل من حولنا بلونه
لم أقل ولم أكتب حرفا ....لإحساس داخلي جعلني أترفع عن كل ذلك
ليس لأنني لا أمتلك الولاء لوطني , ولا أملك روح النخوة والولاء لهذه الأرض التي نشأت بها
أبدا .... بل لعلني كتبت بضع كلمات احتفظت بها في مفكرتي خوفاً من تهمة تطالني أنا براء منها
في الحقيقة وبحسب وجهة نظر خاصة كل ماينتظره الوطن وقفة رجل شهم ذوبطولة يكون امتداد لما قدمه المغفور له الملك عبد العزيز
نحن أبناء هذا الوطن, نحمل أسمه ونتدثر سماءه ونتنعم بخيراته. من حقه علينا أن يرى انعكاس ذلك كل عملاً مثمراً
لأن نقول مالا نفعل ونعدد مناقب أجدادنا وما قدموه .ونتغنى ببطولاتهم ولاشيء بعد ذلك
ولم يخب حدسي مآل إليه حال البعض من شغب وتصرفات هوجاء همجيه لايقرها عقل ولا يفتخر بها الوطن
قلت في ذلك المساء, وددت أن أقف مباشرة كيفية احتفاء البعض اليوم, وإن كنت متيقنة أن مشاعرنا مسرفة بحاجة إلى أتزان
وما رفعت حاجب استنكار حين قرأت إن تصرفات ساذجة وفوضى غير مقننة أدت إلى وقف مهرجان أقيم في إحدى المجمعات باكراً
نحن غير الكلام لانتقن , غير المباهاة الفارغة والمظاهر الزائفة لانملك
ماذا يستفيد الوطن من تلك المهرجانات وذلك الصخب والبذخ في الإحتفاء
بيوم كان الأجدر أن يكون وقفة تأمل وإعادة نظر ونقطة تحول للأفضل
الأجدر أن يكون اليوم ترتيب حسابات ومراجعة النفس بما قدمت وأخلدت
الأجدر أن تقدم الوظائف لكل محتاج , أن تشرع الصدقة أن توزع الهدايا والمنح
لا أن تهدر الأموال في غناء ورقص ومظاهرلا تقدم ولا تؤخر
وأخيراً قد أكون بلغت الجرأة لأصرخ قائلة


لأن الإعلام بما فيه صحف وفضائيات ومدونات ومنتديات وفيس بوك ونحوه
احتفل الجميع, وتأهب الجميع, واستعد كل من في أرضك لتهنئتك يا وطني
هناك من توشح اللون الأخضر فوق رقبته , وهناك من تدثر بعلمك
وهناك من صبغ وجهه أخضرا وأبيض ليعلن للجميع محبته لك ياوطني
وأنا بين هذا الجمع في حيرة من أمري ..
نعم يا وطني
فلأدري بأي جميل أرده لك, في يومك هذا
أمسكت الصحيفة وتناولت أعمدتها بقراءة سريعة
وبأس ماقرأته, جعلني أرتد خائبة, متناسية عيدك هذا
فهناك ياوطني امرأة تصرخ , وطفل يبكي , وعائلة مشرده , وبيت أوي للسقوط
وبطالة وفقر وأمراض ووو
فكيف لي أن أرقص طرباً فوق أنقاض أسر تهاوت ؟!
عذراً ياوطني
عذراً ياوطني

 

سماح عادل غير متصل   رد مع اقتباس